شجار وربكة وتوتر وخلافات.. هذه هى أجواء البيت المصرى فى أول أيام الدراسة هذا العام فى مصر، بخلاف حالة الإرهاق التى تصيب الطلبة بسبب استيقاظهم بشكل مفاجئ مع أول أيام الدراسة بعد فترة إجازة طويلة اعتادوا خلالها على السهر.. كل هذا وسط ترقب أولياء الأمور والطلاب، وتخوفهم من ارتفاع أسعار الكتب المدرسية والخارجية، بخلاف المصروفات الدراسية والخلافات الأسرية حول مصروف الدورس الخصوصية.
تقول هالة على، ربة منزل، 40 سنة: من قبل العيد بأيام وأنا خايفة من أول أسبوعين فى الدراسة، لذلك قمت بالتجول بصحبة أبنائى الثلاثة فى محال الملابس المخفضة لتوفير ملابس الدراسة لهم بدل ملابس العيد، وسعيت بقدر الإمكان إلى توفير أغراض الدراسة بأسعار لا تحملنى متاعب مالية كبيرة، ومثل كثير من الناس دبرت أمورى المالية بالدخول فى جمعيات مالية مع جاراتى وقسمت المبلغ الذى حصلت عليه على المواسم الثلاثة، ورغم ذلك ازدادت خلافاتى مع زوجى فى أول أيام الدارسة بسبب الضغوط وكثرة طلبات الأولاد مع مصاريف البيت والمدرسة والدورس الخصوصية.
وتقول منى أحمد - 35سنة ربة منزل: «زوجى سباك وعندى ولدان فى المرحلة الابتدائية من أول يوم دراسى وأنا طالع عينى ومحتارة.. صحيان بدرى ومصاريف ووقفة فى طوابير دفع المصروفات المدرسية وتسلم للكتب وشراء كتب خارجية.. من الصباح الباكر أبدأ فى تحضير السندويشات وتجهيز أبنائى للمدرسة، كل هذا شكل ضغطاً على زوجى وجعلنى متوترة وعصبية وخلق مشاكل وخناقات بينى وبينه».
وتقول فاطمة فؤاد، ربة منزل موظفة، 44 سنة: عندى ثلاثة أولاد من أول أيام فى الدراسة وأنا فى هرجلة وتعب أعصاب بسبب ضغط الشغل والمشاكل فى العمل، حتى إن هناك ضغوطاً فى المصاريف، خاصة أول أسبوع بيكون ربكة فى البيت، غير اللف والدوران معهم داخل المدرسة علشان أعرف فصول ولادى، خاصة أن المدرسة التى قدمت فيها كل سنة يغيروا مديرى الإدارة، إضافة إلى الخلافات التى دارت بينى وبين زوجى وكانت هتوصل لحد الطلاق، بسبب مين يتولى مسؤولية توصيل الأولاد للمدرسة والدورس الخصوصية، لكن بعدها الامور تهدأ واحدة واحدة بعد أن يتم استقرار الأولاد فى المدارس ويتسلموا كتبهم ويستقروا فى فصولهم.
وتؤكد هبة محيى الدين، 39 سنة، وكيل مدرسة بمدينة الشيخ زايد، ضرورة أن تتميز الأم بأن يكون بالها طويلاً ولأن الضغط يكون كبيراً عليها وكل يوم الصبح تواجه ربكة وتوتراً من كثرة الضغوط عليها سواء للأم العاملة أو ربة المنزل، عليها مسؤوليات كثيرة، ويقع عليها مجهود زائد وضغط من قبل أولادها وزوجها وكثير ما أكون عصبية خاصة صباحاً لأن مسؤولية الأم تكون أكبر بخصوص أولادها وضرورة متابعة أولادها باستمرار فى التعليم لضرورة توثيق العلاقة بين المدرسة والأسرة، لأنها العامل الأساسى لخلق النجاح.
وترجع الدكتورة عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية هذه الأجواء، لكون التعليم أصبح من أهم مشاكل الأسرة المصرية، خاصة فى المراحل الأولى من حياة أبنائهم، وتقول: طلبات المدارس تؤثر بشكل أو بآخر على الأسرة وهذا يعود لقيام المدرسة بإلقاء عبء تحمل المسؤولية على الأسرة مثل عبء المذاكرة ومتابعة الطالب دراسيا فى البيت وأن المدرسة ما هى إلا مراجع للتلاميذ وأصبحت الأسرة هى التى تقوم بالدور التعليمى والمدرسة مجرد مصاريف وضغط مادى ومعنوى على الأسرة، وللأسف الأسرة تعلم هذه الكارثة.
ورغم أنه لابد أن يكون الأسبوع الأول من الدراسة تمهيديا للدخول فى الدراسة إلا أنه أصبح مجرد عبء على الأسرة وضغط عليها، حتى إن أول أسابيع تبدأ الخلافات والمشاجرات فى البيت بين الآباء والأبناء، فيبدا الصراع بينهما، وهذا يخلق نوعاً من التمرد لدى الأبناء وتسوء العلاقة بينهما، كما أن نظام التعليم الحالى أساء للأسرة، لأنه نظام شكليات والمناهج الموجودة مجرد حشو على الفاضى ونوع من العذاب ينتاب الأسرة كسياسة عمدية لعمل نوع من شد الانتباه الأسرة، بعيداً عن مشاكل اخرى فى المجتمع.
على الأسرة أن تصبر وتتريث فى تعليم أبنائها وفى معاملتها لابنائها حتى لا يخلق العنف ضدهم نوعاً من الكراهية، وعلى الأم أن يكون نفسها طويلاً على أبنائها حتى لا يؤدى ذلك إلى كراهية الأبناء للتعليم وبالتالى مشاكل التسرب، مع العلم بأن المسؤولية فى الأساس تقع على عاتق المدرسة والنظام التعليمى، خاصة فيما نراه الآن من طوابير فى دفع المصروفات وأزمة كتب خارجية، والخلافات الأسرية سببها مشاكل التعليم خاصة فى بداية العام الدراسى.