كشف مصدر مقرب من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن أن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، غاضب جداً من تساؤلات الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، حول القرآن، والتى تضمنتها المحاضرة المنشورة له فى الكتيب الرسمى لمؤتمر العقيدة الـ13 بدير الأنبا إبرام بالفيوم.
وأوضح المصدر أن البابا أجرى اتصالات هاتفية مع شخصيات سياسية ورموز إسلامية من أجل احتواء الموقف والتخفيف من أثره، للحفاظ على العلاقات الوطيدة بين الكنيسة والأزهر، مضيفاً أن الكنيسة تنتظر ما سيسفر عنه اجتماع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر، اليوم، والذى يعقد للرد على الأنبا بيشوى، قبل تحديد الطريقة المثلى لمعالجة القضية.
فى سياق متصل، أعلنت رابطة المحامين الإسلاميين أنها تعتزم إقامة دعوى أمام محكمة القضاء الإدارى، خلال الأيام القليلة المقبلة، للمطالبة بعزل وشلح الأنبا بيشوى، سكرتير عام المجمع المقدس، من منصبه، واتهمته «بتعمد الإساءة إلى الدين الإسلامى».
وأكد المشير أحمد على، المتحدث الرسمى باسم الرابطة، أن تصريحات الأنبا بيشوى من شأنها إحداث فتنة طائفية، خاصة أنها «تشكك فى القرآن المصدر الأول للتشريع وفقاً للدستور»، على حد تعبيره.
وأضاف أن الرابطة لن تكتفى بالبلاغ الذى تقدمت به، قبل يومين، إلى النائب العام ضد الأنبا بيشوى، والذى يتهمه بإشعال الفتن الطائفية، ولكنها ستطالب بعزله فى دعوى أمام القضاء الإدارى، متهماً الأنبا بيشوى بأنه «يسير على نفس درب القس المشلوح زكريا بطرس، لكن الفارق بينهما أن بيشوى هو أحد قيادات الكنيسة، ومن المفترض أن يعمل على إخماد الفتن ولا يشعلها بتصريحات تسىء إلى المسلمين، الذين يمثلون أغلبية الشعب المصرى» .
وقال عدد من المحامين بالرابطة، إنهم ينوون التقدم ببلاغات أخرى للنائب العام ضد بيشوى، ويحضرون لوقفة احتجاجية كبرى يشارك فيها آلاف المحامين أمام مكتب النائب العام للمطالبة بالرد على تصريحاته التى وصفوها بـ«الاستفزازية».
وعلمت « المصرى اليوم» من مصادر مطلعة بنقابة المحامين، أن هناك تحركات قوية داخل أروقة النقابة لمطالبة مجلس النقابة بإصدار بيان رسمى يدين تصريحات الأنبا بيشوى.
من جهة أخرى، دعا نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا شنودة، إلى إقامة احتفالية كبرى فى السادس من أكتوبر المقبل، يحضرها جميع الرموز الدينية المسيحية والإسلامية، والقيادات السياسية والوطنية.
وقال جبرائيل إن دعوته لهذه الاحتفالية تهدف لتنظيم «تظاهرة حب نستلهم فيها ذكرى الانتصارات لتكون مظلة ترفرف على جناحى الأمة، متذكرين أن حرب أكتوبر المجيدة قد امتزجت فيها دماء الأقباط والمسلمين»، مطالباً بضرورة نبذ خطابات العنف الطائفية، وأن يعتذر كلا الطرفين للآخر بروح الحب والمودة والمواطنة. وأعلن أنه سيزور شيخ الأزهر والبابا شنودة، مطلع الأسبوع الجارى، للتنسيق وترتيب إقامة الاحتفالية.