رغم حصوله على 1% من تأييد المشاركين فى استطلاع للرأى على الموقع الإلكترونى لوزارة الثقافة البرازيلية، وتأييد 70% لفيلم «بيتنا» الذى يدور فى إطار من الروحانية الدينية، وقع الاختيار رسمياً على فيلم «لولا ابن البرازيل»، الذى يتناول السيرة الذاتية للرئيس البرازيلى، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، للتنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية (غير الإنجليزية) التى تمنحها الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية، وهو الرئيس الذى يحظى بأعلى معدلات تأييد فى العالم، وفوز شبه مؤكد لخليفته الذى اختاره فى الانتخابات التى ستجرى الشهر المقبل.
وقال رئيس أكاديمية الأفلام البرازيلية، روبرتو فاريا، إن لجنة خاصة اختارت الفيلم الذى أخرجه فابيو باريتو بالإجماع للتنافس على الجائزة، علماً بأن باريتو دخل فى غيبوبة منذ 10 أشهر إثر تعرضه لحادث سيارة. وأوضح فاريا قائلاً: «نأخذ البرازيل بعين الاعتبار». موضحاً أن الفيلم يتناول بعض جوانب حياة كل برازيلى وأضاف: «لولا نجم هنا وبالخارج».
واللافت للنظر أن اللجنة الخاصة لم تأخذ فى الاعتبار آراء 130 ألف برازيلى شاركوا فى الاستطلاع الأخير، لاسيما وأن فيلم «بيتنا» – المنافس الأول لفيلم «لولا ابن البرازيل» – استقطب 2.5 مليون مشاهد إلى دور السينما البرازيلية حتى الآن، وهو ما يتجاوز ضعف عدد مشاهدى «لولا ابن البرازيل».
وبلغت تكلفة «لولا ابن البرازيل» أعلى سعر فى تاريخ البلاد، حيث وصل إنتاجه إلى 17 مليون ريال (ما يقرب من 9.9 مليون دولار) إلى أن جاء فيلم «بيتنا» الذى وصلت ميزانيته إلى 20 مليون ريال (11.6 مليون دولار).
ومن المعروف أن البرازيل لم تحصل حتى الآن على جائزة أوسكار، رغم ترشيح أفلام، مثل «المحطة المركزية» و«مدينة الرب» لنيل الجائزة، تركت بصمتها فى السينما العالمية.
ومن المتوقع أن يساهم الترشيح فى رفع أسهم وشعبية الرئيس البرازيلى المولود لأم أمية وأب سكير فى شمال شرق البرازيل الذى يميل إلى الجفاف، وبدأ حياته ماسح أحذية ثم عامل خراطة بعد انتقال أسرته إلى ساو باولو بينما كان صبياً، ولم يتخرج أبداً من مدرسة ثانوية.
ويتمتع لولا (64 عاماً) بمعدل تأييد نسبته 75% فى البرازيل، حيث دمج سيرته الطامحة مع سياسات السوق الحرة وبرامج الرفاهية الاجتماعية، ومنذ توليه السلطة فى 2003 انتشل أكثر من 20 مليون برازيلى من براثن الفقر، وأصبحت البرازيل واحدة من أسرع الاقتصادات الناشئة نمواً.