x

ترشح أقارب نواب «الشورى» فى انتخابات «الشعب» يهدد بتشكيل «برلمان عائلى»

الجمعة 24-09-2010 18:03 | كتب: محمد عبدالقادر |
تصوير : حافظ دياب

تشهد أكثر من دائرة فى انتخابات مجلس الشعب هذا العام، دخول مرشحين أقارب لأعضاء فى مجلس الشورى، الأمر الذى يثير قلق المنافسين لهم بسبب الدعم المتوقع من أقاربهم.

ففى البساتين يخوض الانتخابات هذا العام الدكتور جمال سلامة، شقيق نائب الشورى أحمد سلامة عن دائرة السيدة زينب، وفى الساحل يدخل عمرو سعد الجوهرى نجل النائب سعد الجوهرى، كما تخوض نجوى أبو النجا زوجة نائب الشورى عصام عباس منافسات كوتة المرأة فى حلوان.

ورغم نفى المرشحين اعتمادهم على أقاربهم أعضاء مجلس الشورى، وتأكيدهم على حقهم فى الترشح لانتخابات مجلس الشعب رغم أى ظروف، فإن خبراء سياسيين حذروا من تحول البرلمان المقبل إلى «برلمان عائلى»، خاصة أن عدد الأقارب والأشقاء فى البرلمان يتزايد مع كل انتخابات، ففى الفصل التشريعى السابق لمجلس الشعب، مثّل دائرة سيدى جابر بالإسكندرية المهندس طارق طلعت مصطفى، رئيس لجنة الإسكان بمجلس الشعب، شقيق هشام طلعت مصطفى، عضو مجلس الشورى، قبل تعرضه للسجن فى قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم. كما مثّل دائرة بلبيس الناذب محمود خميس شقيق محمد فريد خميس، رئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشورى.

وقال الدكتور جمال سلامة إنه لا يستغل منصب شقيقه فى الدعاية لنفسه فى انتخابات مجلس الشعب، مشيراً إلى أن استفادته الوحيدة منه، تتمثل فى إدارته حملته الانتخابية فى انتخابات مجلس الشورى السابقة.

وأضاف لـ«المصرى اليوم» أن هناك أشخاصاً بعينهم فى الدائرة يقومون بالترويج لفكرة أننى أستغل عضوية شقيقى فى مجلس الشورى، كنوع من الحرب الانتخابية، خاصة أننى أخوض الانتخابات للمرة الأولى فى حياتى.

واستطرد: ليس لى ذنب أن أخى رجل ناجح ومحبوب، ولا يعقل أن أترك العمل السياسى بسبب هذا الأمر، وكل ما أستطيع أن أقوله إن مقرى الانتخابى غير مقره، ولى أنشطة ومساهمات فى العمل العام وله أنشطته المختلفة.

وأوضح أن دائرة البساتين جزء من دائرة السيدة زينب فى «الشورى» التى يمثلها أحمد سلامة، وتضم السيدة زينب والخليفة والمنيل ومصر القديمة والبساتين ودار السلام، ومع ذلك فإن الترابط العائلى له دور كبير، وهذا ليس عيباً، فى دائرة «قبلية» تعتمد على العصبيات والعائلات.

من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن خوض أقارب أعضاء مجلس الشورى انتخابات «الشعب» من شأنه أن يحول البرلمان إلى «برلمان عائلى»، وأشار إلى أن دعم النائب لقريبه يتنافى مع النزاهة والشفافية، ويحدث نوعا من عدم التكافؤ بين المرشحين فى الدائرة، خاصة إذا كان منتمياً للحزب الوطنى، وأضاف: فى الأنظمة الديمقراطية، قد يكون هذا الأمر عادياً، ولكن أن يحدث هذا فى نظامنا الانتخابى الذى يتسم بعدم الشفافية والتلاعب بالأصوات، فهو بمثابة المأساة.

وقال النائب سعد عبود التوريث فى مصر أصبح عائلياً ومؤسسياً، وامتدت الظاهرة إلى مجلسى الشعب والشورى، وظهر التوريث المؤسسى بعد أن أنشأ الرئيس الراحل أنور السادات مجلس الشورى لإرضاء العائلات الكبيرة.

وأشار «عبود» إلى أنه بالرغم من الحق الدستورى لأى شخص فى الترشح فى أى انتخابات، فإن المشكلة تكمن فى أن هذا الحق يكون «حقاً» إذا كانت هناك نزاهة وشفافية وعدم تزوير.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية