x

وحيد حامد: «الوطنى» مريض بـ«الشيزوفرينيا».. والفساد "مبرطع" فى البلد

الخميس 23-09-2010 18:20 | كتب: شريف سمير |
تصوير : اخبار

وصف السيناريست وحيد حامد الفساد فى مصر بأنه «مبرطع» فى البلد. وقال إن الحزب الوطنى مريض بـ«الشيزوفرينيا»، واعتبر أن أفضل ما يمكن أن يفعله الرئيس مبارك هو تعديل المادة 76 من الدستور، ليضمن دخول التاريخ من أوسع أبوابه، على حد وصفه.

وقال «حامد» فى الجزء الثانى، من حواره مع الإعلامى عمرو الليثى، فى برنامج «واحد من الناس»، الذي يذاع مساء اليوم، على قناة «دريم»: إنه ليس ذنب جمال مبارك أنه ابن الرئيس، وإنه يجب ألا يدفع ثمن ذلك، ورفض منح صوته للدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أحد المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة المقبلة، وقال إنه لن يؤيد شخص يحكم بلداً «مليان بالمشاكل» بالتليفون من فيينا، على حد قوله.

أكد «حامد» أنه إذا كان الرئيس مبارك يريد الاستمرار فعليه أن يرشح نفسه فى الانتخابات ويسمح للآخرين بترشيح أنفسهم ليكون صندوق الانتخابات هو الحكم فى الاختيار، وأضاف: إن أعظم شىء يفعله الرئيس مبارك، أن يجرى تعديلاً على المادة 76 ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه ويحقق بذلك الحياة الديمقراطية التى نرغب فيها.

وحول ترشح جمال مبارك فى انتخابات الرئاسة، أوضح حامد: «مش مفروض إن (جمال) يدفع ثمن أنه ابن حسنى مبارك، ولكن قبل أن أمنحه صوتى الانتخابى يجب أن أرى وأقيّم المرشح المنافس له».

وحول رأيه فى الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية، أكد «حامد» أنه لن ينتخبه قائلاً: «يعنى شىء بالعقل كده، إنت مش حتحكم بلد مليانة مشاكل وتعقيدات بالتليفون من فيينا، بالعربى كده، اللى عاوز يحكم البلد دى يقعد هنا يا حبيبى ويعايش أهلها».

وانتقل الحديث إلى نقطة الأحزاب السياسية، فقال «حامد» إنه سعيد بتجربة حزب الوفد الأخيرة، مشيراً إلى أن هناك أحزاباً قوية وكان فى إمكانها أن تظل قوية، بشرط أن تهتم أولاً وقبل كل شىء بخدمة الوطن. أضاف: إن الحزب الوطنى بالأوضاع الحالية لا يستطيع أن يتعاطف معه بشكل كامل، من واقع السلبيات التى تنتشر داخله وأبرزها الفساد الذى أصبح الآن «يبرطع» فى البلد ولا يجد الردع الكافى له، على حد وصفه.

ومن الحزب الوطنى إلى حكومة أحمد نظيف، أعرب الكاتب الكبير عن عدم رضاه بشأن أداء الحكومة الحالية نظراً لأنها أفضل حكومة على الورق، فالتقارير تقول إن البطالة قلت والأسعار انخفضت، وعندما تسير فى الشارع تجد العكس ولا أعرف «إزاى تكذب الكذبة وتصدقها». وانتقد «حامد» وصف «حكومة رجال الأعمال»، مؤكداً أنه ليس من أنصار هذه التجربة موضحاً: «إنت هتكون عينك على الناس ولاّ على مصالحك.. صاحب بالين كداب، وبعدين أنا أسمع وربما تكون شائعات أن أحد الوزراء بروح يتعشى فى روما ويرجع.. إزاى هيكون حاسس بالناس الغلابة!». وأضاف: «الحاكم أو المسؤول لابد أن يكون على دراية وإحساس بالمحكومين.. بمشاكلهم وآلامهم ومواجعهم.. وكمان بيطلعوا فى التليفزيونات ويقولوا الشعب كادح وكذا وكذا.. وفى داخلهم حياة أخرى.. يعنى نقدر نقول الحزب مريض بالشيزوفرينيا».

وعن تزاوج السلطة والمال، رأى «حامد» أن نتاج ذلك ظهور طبقة جديدة رأسمالية حاكمة تشكل خطراً على البناء الاجتماعى كله وتؤدى إلى فساد، وقال: «أنا لست ضد أن يكون عندك شركات أو مؤسسة مالية كبيرة، لكن دون الجور على حقوق المواطن أو سرقة ممتلكاته.. أنا ضد إهدار حقوق الأبرياء والمساكين والفقراء». وأوضح «حامد» فى رؤيته للواقع السياسى أن غياب الديمقراطية الحقيقية يغرس فى النهاية مجلس شعب لا يفكر بالقدر الكافى فى مصالح الناس ولو جبيت القوانين اللى وافق عليها المجلس فى الدورات السابقة تجدها فى خدمة رجال الأعمال.

ومن السياسة إلى الدين، أيد «حامد» ارتداء الحجاب إلاّ أنه يرفض النقاب لأنه ليس فريضة إسلامية، وقال: «من حقى لما أتعامل معاك أعرف أنا بأتعامل مع مين وصفتك إيه، وبعدين ما تجيليش تخبى نفسك وأبقى أنا عريان».

وحول مظاهر الفتنة الطائفية والوقيعة بين المسلمين والمسيحيين مؤخراً أكد الكاتب الكبير أن هذه المظاهر كانت موجودة فى المجتمع المصرى ولكننا كنا «سمن على عسل» أما الآن ومع الزحام فأصبحت كل الصحف والمحطات الإذاعية تتسابق نحو الإثارة، وكانت هذه الأحداث موجودة بالفعل ولكن مع انتشار وسائل الاتصال ورسائل المحمول انتشرت معها فكرة إثارة هذه الأحداث وزرع الخبر اللى بيعمل فتنة والناس تشتغل عليه.

ومع انتشار ظاهرة الدعاة الجدد وعلى رأسهم الداعية عمرو خالد، علق حامد قائلاً: «مش مجرد إن واحد يقدر يقول كلمتين يقوم يبوظ فى عقول الناس.. وبصراحة بقى الكتاكيت كترت فى العشة، وربما عمرو خالد أرحم من غيره، وأنا ضد الدعاة الجدد لأن كلامهم منقوص وعلمهم فى الدين قليل، ولاحظت أن الدين والحكاوى اللى بيتكلموا فيها تقدر تجيب أى حد يقولها، وبالتالى أنا أقدر أبقى داعية إسلامى، وصدقنى العائد على الناس غير مفيد على الإطلاق، وأنا لا أعتبر تحجب فتاة فائدة لأن الإيمان يكون فى الداخل وليس من خلال المظهر الدينى».

- إيه مشكلتك مع مستشفى 57357؟.. كان هذا أحد الأسئلة التى طرحها «واحد من الناس» على المؤلف الكبير فكان رده: «أنا ضد البيزنس بتاع الخير تماماً، وأنا رأيى أن مرض السرطان أكثر رحمة على الأطفال من هذه الإعلانات، لأنه ليس من الإنسانية أن تتاجر بالأطفال المرضى وتعرض صورهم بهذا الشكل، وفى الحقيقة أنا تربيت على الكبرياء والكرامة، والمرض مش محتاج إنك تطلعنى بهذا الشكل المهين عشان تتعاطف معايا الناس، وأنا مش ضد مؤسسة بعينها، أنا ضد استغلال المرض فى الإعلانات».

وعودة إلى مسلسل الجماعة، اعترض «حامد» على تصريحات نائب المرشد العام للإخوان الدكتور محمود عزت التى أكد فيها أنه توقع أن يكون المسلسل على درجة درامية عالية تؤثر فى الناس، وقال حامد: «نائب المرشد مايتكلمش فى الدراما لأن مايعرفش فيها»، مشيراً إلى أن نائب المرشد اعتبر المسلسل منصفاً لمباحث أمن الدولة ويظهر رجالها على أنهم يعملون لصالح الناس ولا ينتهكون حرمتهم وحريتهم، وتساءل حامد: «حضرتك يا سيادة نائب المرشد ، وانت لسه خارج من أمن الدولة ما بقالكش شهرين، حد عذبك؟.. حد عملك حاجة؟.. دول كانوا معززين مكرمين وأنا أساساً المعلومات دى ماجتليش من أمن الدولة، دى جاتلى من كل واحد راح إلى أمن الدولة.. ورغم ذلك أنا أتفق مع الإخوان فى حاجة مهمة جداً وهى أنّ مجرد أنْ احتجازك ولو دقيقة ده نوع من أنواع التعذيب».

وفى السياق نفسه، أبدى «حامد» دهشته واستنكاره لرغبة كل فرد فى أن يكتب العمل على هواه ووفقاً لرؤيته الذاتية، مؤكداً أن «الجماعة» حقق أعلى نسبة مشاهدة فى مصر والعالم العربى وقال: «كل الناس كانت بتشوف الحلقة الواحدة أكتر من مرة، ومش ممكن تلتف الناس حول شىء فاشل.. وفى النهاية إذا كنت وُفّقت فلى أجران.. وإن كنت أخطأت فلى أجر».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية