كشف المستشار هشام رجب، مستشار وزير التجارة والصناعة، عن «أن هيئة السلع التموينية تتعاقد على شراء القمح الأمريكى رغم ارتفاع أسعاره مقارنة بالقمح الفرنسى والكندى فى إطار سياستها لتنويع مصادر الاستيراد بجانب تفادى أى أزمات قد تنشأ فى حالة تغير الظروف العالمية كما حدث مع المنشأ الروسى الذى كانت الهيئة تعتمد عليه بشكل كبير فى تلبية احتياجاتها من القمح».
وتابع، فى تصريح خاص لـ«المصرى اليوم»، أن سياسة تنويع مناشئ الاستيراد ساعدت الهيئة فى توفير احتياجاتها من القمح بعدما فرضت روسيا حظر تصدير القمح ولوكانت الهيئة تعتمد على المنشأ الروسى فقط لواجهنا صعوبات فى توفير القمح بعد الحظر الروسى.
وقال إن الهيئة تعاقدت على شراء أقماح من الخارج منذ مطلع يوليو الماضى وصلت إلى 1.8 مليون طن منها 1.1 مليون طن من المنشأ الفرنسى و550 ألف طن من القمح الأمريكى و180 ألف طن من القمح الكندى.
كانت هيئة السلع التموينية قد تعاقدت، أمس، على شراء 220 ألف طن قمح أمريكى بسعر 305 دولارات للطن فوب، فيما ذكر تقرير لوكالة بلومبرج أن سعر القمح فى السوق العالمية تراجع لأول مرة بعد 3 أيام من الارتفاعات المتوالية، مدفوعا بتراجع قيمة الدولار أمام سلة العملات، بما ساهم فى تزايد معدل التصدير من أمريكا أكبر مصدر على مستوى العالم.
وقال نعمانى نصر نعمانى، نائب رئيس هيئة السلع التموينية، إن 8 شركات تقدمت بعروض لتوريد القمح وتم اختيار 4 عروض منها لتوريد كمية 220 ألف طن بأسعار تبدأ من 305.50 و304.90 إلى 304.80 دولار للطن (بدون النولون) وسيتم توريد هذه الكميات، اعتباراً من 11 إلى 20 نوفمبر المقبل.
وأضاف «نعمانى» أن الهيئة حريصة على إجراء المناقصات سواء المحلية أو العالمية لتوريد السلع الأساسية مثل الأرز والقمح للوفاء بالتزامات المواطنين من هذه السلع على البطاقات التموينية، مشيراً إلى أن الهيئة تلقت 8 عروض لتوريد كميات القمح المشار اليها وانتهت لجنة البت والممثل بها جميع الجهات المعنية من الهيئة ووزارة التضامن والشركة القابضـة للصناعات الغذائية ووزارة المالية ورئيس إدارة الفتوى المختص بمجلس الدولة إلى اختيار 4 عروض فقط وفقا للمواصفات الفنية لجودة القمح ومطابقة للمواصفات القياسية المصرية، وكانت أفضل العروض والأسعار هى التى قدمتها شركات كارجل وجلينكور ولويس داريفوس.
من جانبه، قال أحمد الركايبى، رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية، رئيس لجنة متابعة القمح، إن الأرصدة المتاحة من القمح التموينى، تغطى احتياجات الاستهلاك حتى الأسبوع الثانى من شهر فبراير المقبل. وأضاف «الركايبى» أن اللجنة تتابع وصول الشحنات المتعاقد عليها، حيث وصلت 3 بواخر محملة بالقمح الفرنسى بإجمالى 189 ألف طن.
وقال تقرير لوكالة بلومبرج، اليوم، إن هناك تراجعاً فى قيمة الدولار أمام سلة عملات رئيسية متضمنة اليورو بما أدى إلى «تآكل» الطلب على القمح الأوروبى فى مقابل زيادة الطلب على الأمريكى.
وقال ديوى سترايكلر، رئيس شركة الأسواق، نحن نرتفع لأن الدولار فى تراجع، وتابع «التعاقدات المصرية تساهم فى زيادة الأسعار».
وأشار التقرير إلى ارتفاع أسعار التعاقدات تسليمات ديسمبر بنحو 1.75 سنت بما يعادل 2% ليصل سعر القمح إلى 7.1 دولار للبوشل فى بورصة شيكاغو، مؤكدا أن ارتفاع الأسعار خلال الربع الثالث كان الأعلى بسبب أزمة الجفاف فى روسيا وأوكرنيا والسيول فى كندا، بما قلل من المخزون العالمى.
وخفضت بيانات وزارة الزراعة فى روسيا من توقعاتها بشأن كميات المحصول الشتوى بنحو 18% ليصل إلى 15 مليون هكتار بسبب جفاف التربة وعدم ملاءمتها عمليات الزراعة فى عدد من المناطق.
وقال وزير الزراعة الأوكرانى إن هناك تراجعاً فى المحصول الأوكرانى بنسبة 5% عن العام الماضى ليصل معدل الزراعة من القمح خلال موسم الشتاء إلى 2.42 مليون هكتار، من جانبهم خطط المزارعون لزراعة مساحة تصل إلى 6.72 مليون هكتار فى مقابل 6.75 مليون هكتار فى العام الماضى.
وتشير وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن أمريكا كانت فى صدارة الدول المصدرة للقمح تليها كندا وروسيا وأستراليا ويعد القمح رابع أكبر محصول أمريكى ووصلت قيمته إلى 10.6 مليون دولار عام 2009.