x

الأنبا بيشوى يدعو لمراجعة آيات قرآنية «تتهم المسيحيين بالكفر»

الأربعاء 22-09-2010 20:50 | كتب: عمرو بيومي |
تصوير : محمد معروف

واصل الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، مطران دمياط وكفر الشيخ، طرح آراء مثيرة للجدل، وتساءل، فى نص محاضرة له خلال مؤتمر تثبيت العقيدة الـ13 المنعقد بالفيوم، عما إذا كانت بعض آيات القرآن الكريم «قد قيلت وقتما قال نبى الإسلام القرآن أم أضيفت فيما بعد فى زمن متأخر»، مشيراً إلى أن الحوار والشرح والتفاهم «يجعل الشخص المقابل لك يبحث داخل ذهنه ويفتش حتى يلغى آية تتهمنا بالكفر».

جاءت كلمات «بيشوى» خلال نص محاضرة له بعنوان «الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدة» وزعت ضمن الكتيب الرسمى لمؤتمر تثبيت العقيدة، أمس الأول، ومن المقرر أن يكون قد ألقاها فى السادسة من مساء أمس، بعد مثول «المصرى اليوم» للطبع، حيث ألقى المتحدثون السابقون محاضراتهم ملتزمين بنصوصها الواردة فى الكتيب.

وتطرق سكرتير المجمع المقدس للحديث عن الحوار بين الإسلام والمسيحية قائلاً: «علينا أن ندافع عن مسيحيتنا، وندافع عن الحق دون أن نخطئ فى حق الآخرين، كما فعلت مع الدكتور زغلول النجار عندما هاجم الكتاب المقدس والعقيدة المسيحية فطالبته بدراسة القرآن جيداً قبل أن يهاجمنا ويعرف دينه قبل أن ينتقد ديننا».

وأضاف «بيشوى» فى نص محاضرته: «هم – أى المسلمين – يقولون إن المسيح لم يمت، ونرد عليهم فلماذا يقال فى قرآنهم (والسلام علىّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً – الآية 33 من سورة مريم)، وكذلك لماذا يقال (يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إليّ – الآية 55 من سورة آل عمران)، فتلك الآيات مكتوبة فى كتابهم».

وتابع: «هم يردون بالنص القائل (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم- الآية 157 من سورة النساء)، وقلت لهم إن المعتدلين من كبار المفسرين المسلمين عبر التاريخ يؤيدون المسيحية ويفسرون هذه العبارة بقولهم إذا كان المقصود شخصاً يشبهه لقال (شبه به لهم) وليس (شبه لهم)، فالمقصود أنه خيل إليهم ولم يكن هناك من يشبهه».

وروى الرجل الثانى بالكنيسة الأرثوذكسية، فى نص محاضرته، تفاصيل لقاء جمعه بمسؤولى السفارة المصرية فى قبرص على مائدة فى بيت السفير، وقال إن السفير تطرق خلال حديثه إلى أن القرآن مطابق للمسيحية ولا اختلاف بينهما، وأنه يشهد للمسيحية دون تعارض، وأشار «بيشوى» إلى أن كلام السفير جاء بعد أن ذكر له نصوصاً قرآنية مثل «وأيدناه بروح القدس»، وأن المسيح «كلمة منه»، معتبراً أن القرآن بذلك ذكر الآب والكلمة والروح القدس، وأنهم إله واحد.

وأضاف بيشوى: «قلت لهم لابد أن يكون الحديث فى صراحة دون هجوم، لأن هناك نصوصاً أخرى لست أدرى إن كانت قد قيلت وقتما قال نبى الإسلام القرآن، أم أنها أضيفت فيما بعد فى زمن متأخر»، مشيراً إلى أنه طالبهم بالبحث فى هذا الأمر لأنه طالما يقال –فى القرآن- «لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح» فلن يكون هناك اتفاق.

وأشار «بيشوى» إلى أنه سأل ضيوف السفير: «هل قيلت هذه العبارة أثناء بعثة نبى الإسلام، أم أضيفت أثناء تجميع عثمان بن عفان للقرآن الشفوى وجعله تحريرياً لمجرد وضع شىء ضد المسيحية».

ونقل الأنبا بيشوى عن الملحق العسكرى المصرى بقبرص قوله خلال اللقاء: «إذا فسرنا هذا النص بـ(لقد كفر الذين قالوا إن المسيح هو الله الآب) فهل تقبله؟»، وأجاب بيشوى بأنه يقبله بشرط أن يصبح متفقاً عليه من جميع المسلمين.

وأضاف – فى نص المحاضرة: «هكذا يكون الحوار والشرح والتفاهم الذى يجعل الشخص المقابل لك يبحث داخل ذهنه ويفتش حتى يلغى آية تتهمنا بالكفر».

من جهة أخرى، أكد الأنبا بيشوى فى محاضرته أن الفضائيات أصبحت حالياً «أخطر وسيلة لمحاربة الفكر البشرى، وفاق خطرها الكتب والأسطوانات والجرائد»، وقال: «بعض البلاد كانت تفرض ستاراً حديدياً ومن كان يدخلها وهو يحمل إنجيلاً كان يتم القبض عليه فى المطار، لكنهم اليوم لا يستطيعون إيقاف الإرسال الخاص بالفضائيات أو منع الشعب من مشاهدتها».

وأضاف: «لقد دخل الإنجيل إلى السعودية دون إرادتهم، ودخل كل البلاد الإسلامية، ولكن فى المقابل دخلت جويس ماير (مبشرة بروتستانتية عالمية) إلى كل البيوت القبطية الأرثوذكسية»، مشدداً على أن «أنواع الشياطين الموجودة فى البيوت بسبب الفضائيات ليس لها عدد، وأصبح البيت ملهى للشياطين بسبب التليفزيون».

وطالب بيشوى بضرورة الحذر من القنوات الفضائية المسيحية التى لا تتبع الكنيسة الأرثوذكسية، مثل قناتى «سات 7» و«الشفاء»، معتبراً أن هدف هذه القنوات هو «اصطياد كهنة أرثوذكس من أصحاب الميول البروتستانتية ليكونوا دعاة لأفكارهم»، و«اصطياد شباب الأرثوذكس»، مشيراً إلى أن إنشاء قناة «سات 7 أطفال» يهدف لتربية أطفال الأرثوذكس على أفكار ومعتقدات البروتستانت.

ودعا بيشوى فى نص محاضرته إلى «إعلان الحق الأرثوذكسى والتمسك به والدفاع عنه»، وقال: «أعلم أنهم يقولون عنى إننى أرثوذكسى متعصب، ولكن هذا لا يهمنى، مع أننى غير متعصب بدليل أننى أتقابل فى الحوارات اللاهوتية مع كل الطوائف ولكننى لا أتنازل عن عقيدتنا من أجل الصداقة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية