x

سمير فريد فيلمان قصيران ولكن كبيران لمخرجين من لبنان وفلسطين سمير فريد الأحد 24-05-2015 21:26


فى مسابقة الأفلام القصيرة 9 أفلام أغلبها جديرة بالفوز بالسعفة الذهبية، وهى الجائزة الوحيدة فى المسابقة. ويرأس لجنة التحكيم لمسابقتى الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة المخرج الموريتانى عبدالرحمن سيساكو، وهو أول مخرج عربى يرأس لجنة تحكيم فى تاريخ مهرجان كان، ويشترك فى عضويتها الممثل البولندى الكبير دانييل أولبرسكى، والممثلة البلجيكية سيسيل دى فرانس، والمخرجتان الفرنسية ريبكا زلوتوسكى، واللبنانية جوانا حاج توماس.

ومن بين الأفلام التسعة فيلمان من العالم العربى، وهما الفيلم التشكيلى (التحريك) اللبنانى «موج 98» إخراج إيلى داغر، والفيلم الفرنسى «السلام عليك يا مريم» إخراج الفلسطينى باسل خليل، وكلاهما من الأعمال الفنية الكبيرة. بل إن فيلم «موج 98» حدث فى تاريخ السينما العربية لأنه أول فيلم عربى من هذا الجنس من أجناس الفن السينمائى الثلاثة (روائى- تسجيلى- تشكيلى) يشترك فى مسابقة أحد المهرجانات الدولية الكبرى الثلاثة (برلين- كان- فينسيا).

«موج 98»

«موج 98» الفيلم الأول لمخرجه الذى ولد عام 1985، وتخرج فى أكاديمية الفنون الجميلة فى بيروت عام 2007، وفى كلية جولد سميث فى لندن عام 2009. ويعبر الفيلم عن رؤية مخرجه لمدينته بيروت من خلال شخصية الشاب عمر عام 1998.

الشاب فى نفس الوقت رجل تجاوز السبعين، أو فقد شبابه فى المدينة التى تعانى الحروب والاضطرابات منذ عدة عقود، ونراه يتذكر طفولته، وفى حال من الدهشة المستمرة تجاه كائن خرافى يجثم على بيروت. إنها رؤية سينمائى شاعر ومفكر. وينتمى أسلوب الفيلم إلى ما بعد الحداثة حيث يجمع بين التسجيلى والتشكيلى بحيث لا تستطيع أن تفرق بين ما هو واقعى إلى درجة التسجيل وخيالى إلى درجة التشكيل المجرد. إيلى داغر المخرج وكاتب السيناريو والمنتج ومصمم التحريك والمونتير، ويعلن فيلمه عن مولد مؤلف سينمائى بامتياز.

«السلام عليك يا مريم»

أما الفيلم الفرنسى الروائى القصير «السلام عليك يا مريم» فهو الفيلم الثالث لمخرجه الفلسطينى الذى ولد فى الناصرة عام 1981، وعمل مساعداً مع فنان السينما الفلسطينى الكبير إيليا سليمان قبل أن يخرج الفيلم الروائى القصير «بينج بونج الانتقام» عام 2005، والفيلم التسجيلى الطويل «دورة الانتقام» عام 2006.

باسل خليل من عرب إسرائيل الذين يعانون من اليهود والعرب معاً، ويعبر فيلمه بعمق، وبأسلوب سينمائى خالص عن العلاقة المعقدة بين العرب واليهود فى فلسطين، وذلك من خلال موقف يجعله نموذجاً للفيلم القصير، والذى يتصوره البعض تلخيصاً لفيلم طويل.

طريق فى الضفة الغربية صباح يوم سبت فى الزمن الحاضر أمام دير «راهبات الرحمة»، ولافتة «احترس من الألغام» بالعربية والعبرية تبدو بوضوح على جانب الطريق. داخل الدير الراهبات يتناولن طعام الإفطار، وعلى شريط الصوت يدوى صوت ارتطام، ونرى أمام مدخل الدير سيارة انحرفت واصطدمت فى تمثال للعذراء وتعطلت. وفى داخل السيارة ثلاثة من يهود إسرائيل، وهم قائد السيارة الشاب وزوجته ووالدته العجوز المقعدة.

يطلب اليهود العون من راهبات الدير، ويدخلون، ولكن الشاب اليهودى لا يريد استخدام التليفون طلباً لإصلاح السيارة لأن يوم السبت قد حل، ويحرم فيه استخدام الآلات. وعندما تساعده إحدى الراهبات لا يجد من يصلح السيارة. وأخيراً تهتدى رئيسة الدير إلى الحل، وهو إعارته سيارة كانت لراهبة توفيت على أن يعيدها فى اليوم التالى.

إنه موقف بسيط فى ظاهره، ولكنه يكشف عن التطرف الدينى اليهودى، وعن التوجس وعدم الثقة بين اليهود والعرب حتى لو كانوا راهبات فى دير. وذلك من خلال التفاصيل الصغيرة فى الحوار الذى يصل إلى درجة اقتراح الزوجة اليهودية الاتصال بالجيش لإنقاذهم. وتوحى هذه التفاصيل بارتباك الجميع وخشية كل منهم أن يلمس الآخر، أو يتعاطف معه، وعلى نحو يفيض بالطرافة، والتى تصل فى لحظات إلى حد الفكاهة المريرة.

أفلام الطلبة الفائزة

وحسب تقاليد المهرجان أعلنت جوائز مسابقة أفلام الطلبة الثامنة عشرة يوم الجمعة، وأعلنت جوائز مسابقة «نظرة خاصة» وجوائز الاتحاد الدولى للنقاد (فيبريسي) يوم السبت، وذلك حتى يكون يوم الأحد لإعلان جوائز مسابقتى الأفلام الطويلة والقصيرة فقط.

جوائز مسابقة أفلام الطلبة الوحيدة التى لها قيمة مالية إلى جانب القيمة الأدبية. وقد فاز بالجائزة الأولى (15 ألف يورو) الفيلم الأمريكى الروائى «مشاركة» إخراج بيب بيتكو، عن طالبة يوضع لها مشهد على فيس بوك وهى تمارس الجنس، فتصبح فى أزمة.

وفاز بالجائزة الثانية (11 ألفا و250 يورو) الفيلم الشيلى الروائى «ملكات ضائعات» إخراج إيجناسيو جورسيس ميرلان الذى تدور أحداثه عام 1996 عن شاب فى مقتبل العمر يقبض عليه وهو يرتدى ملابس النساء فى هجوم للشرطة على حفل للمثليين، ولا يدرى الشاب كيف يتصرف مع أسرته عندما يذاع الخبر فى التليفزيون.

وفاز بالجائزة الثالثة (7 آلاف و500 يورو) الفيلم الروسى الروائى «عودة أركين» إخراج ماريا جوسكافا عن سجين يغادر السجن بعد أن يقضى عقوبته، فترفضه أسرته ولا يجد إلا عملاً بسيطاً فى فرز القطن، ولكن عندما توجه إليه الدعوة لحضور حفل زفاف، يلبى الدعوة ويرقص فى الحفل ويبدأ استعادة الشعور بالحياة مرة أخرى.

وتقاسم الجائزة الثالثة الفيلم الإسبانى الروائى «فيكتور» إخراج إيان كاريدو لوييز، وهو أفضل هذه الأفلام الفائزة، والوحيد منها الذى يرقى لمستوى التحفة، ولا أحد يدرى بأى منطق يفوز بالجائزة الثالثة ومناصفة مع فيلم آخر.

يعبر الفيلم المصور بالشاشة العريضة بالألوان بجمال كبير وحرفية عالية عن حياة مراهق له جسد أنثى حتى إنه يرتبط بعلاقة مثلية مع فتاة، ولكنه فى نفس الوقت يريد الارتباط بفتاة أخرى، وعندما تراه الفتاة المثلية معها يقول لها إنه رجل. وفى المشهد الأخير نراه يحلق شعره بالكامل والدموع تتساقط من عينيه. ويخلو الفيلم من أى لقطات ذات طبيعة بورنوجرافية، ويعتبر قصيدة من الشعر السينمائى الخالص.

جوائز نظرة خاصة

رأست الممثلة الأمريكية إيزابيللا روسيللينى لجنة تحكيم مسابقة «نظرة خاصة»، واشترك فى عضوية اللجنة المخرجتان اللبنانية نادين لبكى والسعودية هيفاء المنصور والمخرج اليونانى بانوس هـ. كورتاس والممثل الفرنسى طاهر رحيم، وجاءت الجوائز على النحو التالى:

■ أحسن فيلم «الكباش» إخراج جريمور هاكونارسون (أيسلندا).

■ جائزة لجنة التحكيم «الشمس العالية» إخراج داليبور ماتانيك (كرواتيا).

■ أحسن إخراج «رحلة إلى الشاطئ» إخراج كيوشى كوروساوا (اليابان).

■ جائزة الموهبة «الكنز» إخراج كورنيليو بورومبيو (رومانيا).

■ جائزة المستقبل الواعد «الطيران وحيداً» إخراج نيراج جايوان (فرنسا).

■ مع «ناهد» إخراج إيدا بانا هاندى (إيران).

جوائز فيبريسي

وفاز بجوائز لجنة تحكيم فيبريسى، والتى اشترك فى عضويتها الناقد رامى عبدالرازق ممثلاً لجمعية نقاد السينما المصريين، الفيلم المجرى «ابن سول» إخراج لازلو نيمس كأحسن أفلام المسابقة، والفيلم الفرنسى «الطيران وحيداً» كأحسن أفلام «نظرة خاصة»، والفيلم الأرجنتينى «باولينا» إخراج سانتياجو ميترى الذى عرض فى «أسبوع النقاد» كأحسن أفلام البرنامجين الموازيين، وهما برنامج الأسبوع وبرنامج «نصف شهر المخرجين».

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية