المقصلة شغالة، والسيف على الرقاب، ومن لم يمت بالسيف مات بالفيس، آخر ضحايا الفيس بوك الصديق المستنير «خالد منتصر»، نسبوا إليه زوراً أن ماء زمزم مسمم، من قائل هذه العبارة يا سادة، قالوا خالد منتصر، تذهب إلى الفيديو ينقل خالد عن بحث لطبيب سعودى (د. فيصل شاهين) يحذر فيه مرضى الكلى من تناول ماء زمزم لوجود بعض المعادن المضرة بالكلى؟
هنا يقف منتصر باستنارة منتصراً للرمز الدينى «زمزم» وما أدراك ما زمزم فى ديانتنا الغراء!، منتصر كما فهمت من التوضيح المنشور على «اليوم السابع»، يتحدث عن الثابت الدينى، ماء زمزم، والمتغير الطبى الذى يكتشف وجود معادن تضر بصحة مرضى الكلى، وليس معنى أن يحذر طبيب مريض كلى من ماء زمزم أنه يطعن فى الرمز الدينى، وأن إطلاق أن ماء زمزم يشفى كل الأمراض لن يعصمه، أى الماء، ويحفظه من المواد التى تضر مرضى الكلى، ويصبح البحث وصاحبه فى طريق التشكيك فى الثوابت الدينية، وكأن الطبيب إذا حذر مريضه بالكلى من شرب ماء زمزم خرج عن الملة والدين.
«فيه شفاء للناس»، هذا عن عسل النحل، هل لو منع طبيب السكر، مريض السكرى من تناول العسل لأنه يرفع معدل السكر فى الدم، كفر بالآية!!.. هذا طب، يتغير بالمنجزات الطبية، والثورة العلمية، والاكتشافات المعملية، هل هذا يمس الإيمان، ويدخل صاحبه النار، ويسلط عليه لهيب الفيس؟..
أعلم أن الأرض المالحة لا تنبت فيها فكرة، والجهل الطبى مطبق، وتسليع الرموز الدينية وفتح الأسواق على هوامش المعتقد الدينى يتخذونها بضاعة، سلاسل محال العسل تقوم على «فيه شفاء للناس»، وأعلم أن الأرض تحت أقدام المجتهدين دينياً وعلمياً وطبياً مبللة بالتكفير، يمكن أن تشعل فى ثيابهم حريقاً، بفيديو، ثوان مقتطعة من محاضرة ساعتين، فسفوسة تنفجر فى وجه صاحبها.
ثعالب الصحافة رابضة فى الدغل الفيسبوكى، لابدة فى الدرة، تنتظر لفظاً، جملةً، مقطعاً، مثالاً على سبيل المثال، لتشعل الفضاء الإلكترونى ناراً موقدة تطلع على الأفئدة، تحس أن هناك من يشعل البلد ناراً، وشعللها شعللها، ولعها لعها، وأحكام بالكفر والرِّدة والعلمانية.
معلوم منتصر ضد التسليع والتبضيع وبيع المعتقد الدينى فى سوق تدر المليارات، لا يعترض منتصر على شرب ماء زمزم مطلقاً، يشرب من ماء زمزم، ولم يصمه بأنه سام، مطلقا، منتصر عاقل، حد عاقل يصدم الناس فى معتقدها، نصا يقول: «يكفى أن نأخذ الرمز الدينى، وبلاش نربطه بالطب ونحوله لعلاج لكل شىء، الربط هنا خطير، على الدين أولاً، وعلى العلم ثانياً».
هل كفر خالد منتصر لأنه يخشى على الدين من باعة الوهم، وعلى الرمز من آليات السوق، ويتروى فى ربطه بالطب والعلم، لأن الطب متغير والرمز الدينى ثابت.. الثابت أننا فقدنا عقولنا.