تصدت قوات الشرطة بالجيزة، فى الساعات الأولى من صباح السبت، لمحاولة هروب 153 محبوساً على ذمة قضايا بقسم شرطة العجوزة، وذلك بعد اشتعال النيران فى غرفة الأحراز وانتقالها إلى غرفة الحجز.
وأخرجت قوات الأمن، تحت إشراف اللواء طارق نصر، مساعد وزير الداخلية لمديرية أمن الجيزة، واللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة لمباحث أمن المحافظة، المحتجزين إلى الشارع، حفاظاً على حياتهم، خاصة مع إصابة معظمهم بالاختناق.
وانتقلت قوات الحماية المدنية، برئاسة اللواء مجدى الشلقانى، إلى مكان الحادث بصحبة 9 سيارات إطفاء، وتمكنت بعد ساعة من السيطرة على الحريق ومنع انتقال النيران إلى غرف الضباط والمعاونين بالطابق الثانى من القسم، ووجدت قوات الحماية صعوبة فى التعامل مع الحريق، بسبب إغلاق غرفة الأحراز التابعة للنيابة العامة، ما دفع قوات الحماية إلى كسر نافذة الغرفة للتعامل مع النيران.
وأصيب أكثر من 120 من السجناء بحالة اختناق، خاصة أن غرفتى الحجز والأحراز تقعان فى «بدروم» القسم، وانتقلت 4 سيارات إسعاف إلى المكان لإسعاف المحتجزين داخلها، وقال مأمور القسم إن الإصابات كانت بسيطة وتم إسعاف أصحابها، مؤكدا عدم وجود إصابات بين رجال الشرطة.
ونقلت سيارات الإسعاف 12 مصاباً إلى مستشفى دار الهلال، لإصابتهم بالاختناق، واعتقدت القوات وفاة أحد المحتجزين، بسبب فقدانه القدرة على النطق والحركة، وفشل محاولات إسعافه أمام القسم، إلا أنه تم علاجه داخل المستشفى. ووضعت قوات الأمن، بقيادة اللواء مجدى عبدالعال، نائب الإدارة العامة لمباحث الجيزة، والعميد محمود خليل، رئيس قطاع شمال الجيزة، حواجز أمنية وصدادات فى محيط القسم، ووضعت السجناء تحت حراسة أمنية مشددة، واستعانت بقوات خاصة من مديرية أمن الجيزة لتأمينهم.
وأطلقت قوات الأمن 6 طلقات نارية فى الهواء، لإحباط محاولة بعض المحتجزين الهرب، مستغلين انشغال بعض قوات الأمن فى إخماد الحريق، وتمكنت القوات، بقيادة العميد محمد عبدالتواب، من السيطرة عليهم، وأمر مدير الأمن بنقلهم جميعاً- ويقدر عددهم بـ153- إلى معسكرات الأمن المركزى عند الكيلو 10، واستعانت قوات الأمن بـ4 سيارات لنقل السجناء، وتم تكليف النقيب أحمد عمران، معاون مباحث الدقى، بمرافقتهم وحراستهم.
وتجمهر عدد من أهالى المحتجزين أمام القسم، للاطمئنان على ذويهم، خاصة بعدما نشرت بعض المواقع الإخبارية وفاة أحدهم مختنقاً، ونفت الشرطة، للأهالى، صحة الخبر، وأكدت أنه تم نقل السجناء إلى معسكر الأمن المركزى، ويمكن زيارتهم هناك للتأكد من سلامتهم، ووقعت اشتباكات بين بعض الأهالى والقوات، حيث حاول بعض أهالى السجناء اقتحام الحواجز وتخطى القوات التى تمكنت من التصدى لهم وطردهم من المكان.
وأكدت التحقيقات الأولية حدوث ماس كهربائى بغرف المضبوطات والأحراز، حيث تم تدمير محتويات الغرفة بالكامل، ونفى مصدر أمنى أن يكون الحادث جنائيا، مشيراً إلى أن الغرفة كانت مغلقة بمعرفة النيابة العامة.
وواجه ممثل النيابة العامة صعوبة فى التعامل مع الحريق، بسبب استمرار الدخان فى المكان، ما دفعه إلى الانتظار خارج القسم، بصحبة مدير الأمن، للانتهاء من مرحلة التبريد.