صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب (الإخوان في ملفات البوليس السياسي)، للكاتب شريف عارف، سكرتير تحرير «المصري اليوم»، وتقديم الكاتب وحيد حامد.
يرصد الكتاب الوثائقى الجديد مراحل تأسيس التنظيم الدموي الخاص لجماعة الإخوان المسلمين ونشأة ثقافة الاغتيالات، وعددا من العمليات التي نفذها التنظيم ضد الأبرياء في النصف الأول من القرن العشرين.
يقول الكاتب وحيد حامد، في تقديمه للكتاب: «ما جري اليوم على الساحة المصرية، حيث تلجأ الجماعة إلى دفع الأموال بسخاء للعناصر الإجرامية من كل أنواع الخارجين عن القانون، وتجنيدهم للعمل مع الفلول المتبقية من كتائبها وتنظيمها القتالى، يثبت لنا فساد هذا التنظيم الإرهابى منذ النشأة وحتى الآن.. والباحث المحايد في تاريخ الإخوان يدرك أن الجماعة ليس لديها أي نوع من الإخلاص للحقيقة المجردة.. حتى لو كانت هذه الحقيقة لا سند قوى يدعمها، بل يؤكدها».
ويختتم وحيد حامد مقدمته، قائلاً إن «هذا الكتاب الوثائقى يدحض كل الأكاذيب التي تنشرها هذه الجماعة الآثمة، وهى تحاول أن تغسل سمعتها وتمحو جرائمها، والوثيقة تدمر المزاعم الباطلة، وتؤكد أنه في أحيان كثيرة تصعب إزالة الدم المراق.. وما أكثر الدماء التي أسالتها الجماعة بالعنف والحمق وغياب الضمير وعدم الانتماء إلى الوطن..».
ويكشف الكتاب بالوثائق زيف فكرة «الكفاح المسلح»، التي روج لها الإخوان المسلمون، وكيف أنهم استطاعوا أن يسطروا صفحات مضيئة في عمليات القتال ضد أعداء الأمة في الداخل والخارج. ولكن الواقع بالوثائق التي يكشف عنها الكتاب- وبشهادات قادة الإخوان أنفسهم- يثبت أن مثل هذا الترويج هو مجرد «أوهام» صنعتها المنابر والمنشورات والقصص الخيالية.
ويقول الكاتب شريف عارف، مؤلف الكتاب، إن كل «أوهام الكفاح المسلح» تحولت إلى حقائق في عقول الإخوان فقط- خاصة الشباب- حتى إنهم اضطروا لتصديقها في النهاية، من كثرة الأساطير التي نسجت حولها، في الوقت الذي كان هناك شبه إجماع بين المؤرخين والمعاصرين لتاريخ الإخوان على أن العمليات التي قامت بها الجماعة- سواء أعضاء التنظيم الخاص أو الشباب- خلال فترة الأربعينيات كانت عمليات غير منظمة أفقدت الإخوان الكثير من رصيدهم لدى الجماهير.
ويكشف الكتاب عن أربع وثائق خطيرة- تُنشر لأول مرة- حول علاقة جماعة الإخوان المسلمين ببريطانيا وأجهزة مخابراتها وسفارتها بالقاهرة خلال فترة حرب فلسطين عام 1948، وتلقى «شُعَب الإخوان» أوامر لتنفيذ عمليات تخريبية في مصر، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار خلال فترة الحرب.
وتأتى أهمية الوثائق في أن جميعها يدور خلال عام «الجدل الإخوانى»، وهو عام 1948 الذي شهد اتهاماً للإخوان المسلمين بالهجوم على أملاك اليهود المصريين، واغتيال الخازندار، وحرب فلسطين، إضافة إلى تصاعد التوتر مع الدولة إلى ذروته باغتيال رمز الدولة ورئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى في نهاية العام نفسه.
هذه الوثائق تفتح باباً جديداً من الجدل حول علاقة الجماعة بالغرب، وشكوك أجهزة الأمن المصرية في تحركات المرشد العام للجماعة، الشيخ حسن البنا، نفسه، ولكنها- بالطبع- لن تنهى هذا الجدل.