سياسات ودبلوماسيات
تحية طيبة وبعد،
قام رئيس البرلمان الألمانى بإلغاء لقاء كان سيعقده مع الرئيس السيسى، خلال زيارته القادمة لألمانيا، وهذا حقه، فهذه أمور لا إكراه فيها، وليس الإلغاء بضائر السيسى في شىء، كما أن اللقاء ما كان ليزيده شرفاً. لكن رئيس البرلمان أدلى بتصريحات يبرر بها قراره هذا، ما كان أغناه عن التفوه بها، تجاوز فيها في حق النظام المصرى، وطعن في شرعيته وشرعية السيسى نفسه، وانتقد أحكام القضاء المصرى، وتهكم على مصر لعدم وجود برلمان، حيث لم يكن مجبراً في المقام الأول على سرد كل هذه التبريرات مكتفياً بالإعلان عن قراره، لكنه تعمد إهانة الزائر القادم إلى بلاده علناً.
لذا أرى أنه ما لم تعتذر ألمانيا رسمياً عن تصريحات رئيس برلمانها، وتتبرأ منها؛ والجعبة الدبلوماسية لا شك تمتلئ بشتى الوسائل التي تستطيع بها الإدارة الألمانية فعل ذلك؛ فإنه على الرئيس السيسى تأجيل زيارته لموعد لاحق أو إلغاؤها، ولكم شهدت الساحة الدولية إلغاء زيارات رئاسية أو تأجيلها، صوناً لكرامة الأوطان أن تهان.
د يحيى نور الدين طراف
■ ■ ■
فاقد الشىء لا يعطيه
أنا حقا أعترض.
هذا موجه لكلامك عن تعيينات القضاء وخلافه، ونظرية رمى السلم بعد الصعود في مصر والدول المتخلفة، أما في أوروبا والدول المتقدمة فيعرفون أن رمى السلم بعد الصعود معناه عدم تمكن الأمة نفسها من الصعود.
في بلادنا كما في كل بلاد العالم، الترقى الاجتماعى إما عن طريق اكتساب الثروة أو التعليم، وأنت ورفاقك تريدون أن تمنعوا من يريد أن يترقى من خلال التعليم، والأمر لا يقتصر على ابن عامل النظافة على أساس أنها في بلادنا مهنة غير محترمة، لأننا مجتمع في مجمله غير محترم (لا يحترم إلا السلطة والمال)، ولكن الأمر يتسع ليشمل كل من ليس والده خريج جامعة مثلا أو مجرد عامل بأجر في مصنع أو ورشة، كما حدث مع المئات في تعيينات النيابة.
أنت تدعو إلى الإبقاء على المجتمع الفاسد الطبقى المعفن الذي توارثناه، وتتكلم مبررا عن موضوع الزواج للمقارنة التي ليست في محلها لأنى أنا الذي سأناسب الشخص ويجب أن أنظر في موضوع الكفاءة الاجتماعية وغالبا أرفضه، لأنى لا أزوج ابنتى له فقط، ولكن أرتبط بعائلته التي ربما ليست على نفس مستواه السلوكى أو العادات والتقاليد، وربما أقبله إذا لم يكن هناك إلا هو، أو الصايع ابن الناس.
أما موضوع التوظيف فيعتمد على الكفاءة- والمؤهل الدراسى أيضا- التي هي من مسوغات التعيين وليس منها على حسب علمى وحسب الدستور، حسبه ونسبه ومهنة أبيه، ولا نعين أهله معه ولا نناسبهم كما يفعل الزند ورفاقه في القضاء والشرطة والخارجية وحتى الجيش والبترول وجهاز المحاسبات وكل شىء مهم في البلد.
إنها المغالطة يا عزيزى رجل الأعمال العصامى الذي ربما يستطيع ابن عامل النظافة أن يكون مثلك، وعندها سيقف له وزير العدل احتراما لماله.
في عمارة يعقوبيان جاء على لسان عادل إمام: «نحن في زمن المسخ».. وأقولها لك: نحن في زمن الزند وعكشة ورفاقهم من الوكسجية (على وزن الثورجية).
هل يجد كلامى هذا مكانا في باب عزيزى نيوتن.
أحمد متولى
■ ■ ■
طريق الإصلاح
هل تعتقد أن الجيش سيتنازل ويحدد الأراضى التي من المفروض أنه لا يحتاجها لتنضم إلى بنك الأراضى، وهل تعتقد أن البيروقراطية الطفيلية ستتنازل عن تعقيد الإجراءات والموافقات وبالتالى عن الخدمات والهدايا والشقق والأموال التي تدفع فوق وتحت الترابيزة؟
وهل تعتقد أن السلطة فعلا تريد تغيير التشريعات القائمة والتى تتيح للمسؤول أن يقول نعم ولا بدون مسؤولية أو مخالفة للتشريع، (من باب أولى كانت أنفقت الـ٢٨ مليون جنيه المخصصة لتدريب الشباب على الترشح للمحليات على إعادة هيكلة الإجراءات وتنقيح القوانين لجعل تدخل أي مسؤول في الإجراءات أو «تعقيد الموافقات» في أضيق نطاق، وتجفف الفساد قبل أن تلحق الشباب بالمحليات).
يا سيدى، إن المكسب الأعظم من مشروع العاصمة الجديدة هو إخلاء الجيش للمساحة المطلوبة.
حين ترى مجهودا حقيقيا لإلغاء كافة التشريعات القائمة واستبدالها بأحسن التشريعات الموجودة عالميا (كلها موجودة على النت) يمكنك أن تعرف أننا على أول طريق الإصلاح.
وإلى أن نكون جادين في البدء بالإصلاح التشريعى فلك الله يا مصر.
محمود راتب