x

عبدالرحمن الأبنودى: أمير سعودى تبرع بعلاجى فى باريس.. و«الجبلى» استولى على «الفلوس» (حوار الوداع 2)

السبت 23-05-2015 11:34 | كتب: محسن محمود |
المصري اليوم تحاور «عبدالرحمن الأبنودى» المصري اليوم تحاور «عبدالرحمن الأبنودى» تصوير : فؤاد الجرنوسي

تحدث الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى فى الجزء الثانى من حواره مع «المصرى اليوم» عن رحلة المرض.. العلاج فى أمريكا وفرنسا... قصة استيلاء وزير الصحة الأسبق حاتم الجبلى لأمواله من المستشفى الأمريكى.. ومن هو الطبيب الذى عالجه دون أن يحصل على مليم.. ويعتقد أن جيرانه من الفلاحين الحقيقيين هم أصدقائه..

وسيبكون على فراقه كأسرته تماما بعد رحيله وربما أكثر.. وأشار إلى أنه لم يحب يوما فكرة خروج جثمانه من مسجد عمر مكرم والمشى خطوتين والوجوه التى يبحث بعضها عن بعضها ثم اختفاء الجسد والسلام عليكم.. وتطرق «الخال» إلى منزله فى «الضبعية» الذى اعتبره «فدان معيوب» قبل أن يبنيه مع «عبده الحرامى» وصديقه الذى رافقه الرحلة «محمود مصطفى» معتبرا أن بيته تشع أرضه مودة، وتحدث عن نهال كمال وبناته «آية ونور» قائلا لولا أن الله يحبنى بقوة لما وهبنى هذه السعادة..

والى نص الحوار

تحدث «الخال» عن المرض قائلاً: حالتى الأخيرة مريض مرضا نهائيا، الجهاز الذى عطب فى داخلى من الصعب جدا التدخل الجراحى فيه، فكل شيء يعالج ويستبدل الآن مثل الكبد والقلب والكلى والطحال والممبار ماعدا «الفشة» وهكذا يطلق عليها فى الصعيد، فشتى انتفخت ولا تفش ولا ترد الهواء ولا تستقبله، فأنا أداعبها من الخارج كما يغنى المغنى بالصوت المستعار، وأستقبل الموت بـ«صداقة»، قاطعته قائلا «ربنا يديك طولة العمر» فرد على قائلا «إزاى هيديهانى» إلا لو هبط الوحى، لأن حالتى متدهورة وأتذكر عندما مكثت 3 شهور فى المستشفى الأمريكى فى باريس وأشاروا للمنطقة المتبقية فى رئتى وقالوا إن هذه المنطقة يكفيها أسبوع واحد فى القاهرة لكى تموت، وعلى أن أبحث عن مكان كله أكسجين ومن فضل الله أننى أخذت هذه البقعة وأخدتها بجنيهات قليلة لأنها كانت «معيوبة» بركة وبوص.

وحتى لو كانت الدولة عالجتنى وهو مالم يحدث فعلا، فهى فلوس دولتى التى أنا مواطن فيها ومن حقى أن أعالج على حسابها، ولكن بالفعل ذهبت إلى رحلة واحدة على حساب الدولة إلى أمريكا وعدت بعد 4 أيام حين لم يعرفوا مرضى، وسلمت باقى المبلغ، أما رحلاتى إلى فرنسا فقد كانت على حسابى مرة وعلى حساب الأمير عبدالرحمن بن مساعد الشاعر السعودى، صديقى، الذى أرسل لى طائرته الخاصة لتنقلنى إلى المستشفى الأمريكى فى باريس والتى لا أستطيع أن أعالج فيها على نفقتى بمالى ليوم واحد، والغريب أن وزير الصحة المصرى الأسبق حاتم الجبلى استولى على أموالى الموضوعة فى خزانة المستشفى بحجة أن الدولة أرادت أن تعالجنى، لذلك لجأت إلى وساطات فاروق حسنى وزير الثقافة فى هذا الوقت لكى أسترد أموالى لاستكمال علاجى وقال لى إن المال دخل فى ميزانية الدولة وإنه لا يستطيع أن يسترده، وهذه هو علاج الدولة للأبنودى، ويمكنكم العودة إلى فاروق حسنى فهو حى يرزق لتأكيد صحة هذه الواقعة.

«سرقونى» لا أستطيع أن أقول غير ذلك، بالرغم من أن أحد الأشخاص قال إن حسنى مبارك عالجنى وإنه أهدانى قصرا منيفا فى الإسماعيلية، بينما هو يحاكم على جدار بناه فى فيلته فى شرم الشيخ، هذا الرجل يعيش فى زمن هارون الرشيد، «يا غلام أعطه ألف دينار»، رغم أننى أعلم أن الناس لن تصدقه لكن «بتوع» منتصف المدينة يتلاعبون بالألفاظ ويطلقون الشائعات ويقولون «ياعم مافيش دخان من غير نار» ويتحدثون عن علاقتى المريبة بالدولة.

لكن المهم أن قصة سرقتى حدثت بطريقة غريبة حيث إن المسؤول الطبى فى السفارة يلعب بـ«البيضة والحجر»، وفى ذلك الوقت تلقيت اتصالا من حسنى مبارك، وقال لى زكريا عزمى خلال الاتصال إننا عرفنا أنك تعالج، إذن أنت مريض «بجد»، إحنا لازم نعالجك، فقلت له أنا أعالج على حساب صديقى فلان الفلانى، فرد على قائلا: لا يصح لابد أن تتحمل الدولة تكاليف علاجك، فعدت واتصل بالأمير مساعد وقال له يا سمو الأمير من فضلك الدولة طلبت أن تتكفل بعلاجى، فقال لى يا عبدالرحمن نحن أوشكنا على انتهاء العلاج، ولا تصدق هذا، فقلت له هى دولتى «معلش»، كما أننى كنت محرجا من الأمير، فدخل مسؤول من السفارة وخلال يومين تم توقيع جميع الأوراق من المستشفى، وسألت المستشفى فقالوا الفلوس أخذها مسؤول السفارة، ورغم أننى فى ذلك الوقت كان جسدى مليئا «بالفقاعات» ويحتاج علاجا مكثفا، وتعرضت لأذى شديد، وفى النهاية اضطررت لاستكمال علاجى فى القاهرة، ولم يعالجونى، ومن عالجنى هو الدكتور كمال شرونى، هذا الرجل العالم هو الذى أكمل علاجى دون أن يحصل على أى مليم، لكنى فضحتهم عنده وقلت له وزيرك هو اللى فعل ذلك.

أنا لا أخشى الموت، والذى يعتبره الفقراء قريبا جدًا، ساكن فى «خد الباب» كما نقول «بجوار الباب»، لذلك ينجبون كثيرا ليفرحوا بما تبقى، ويحتفون بالموت أكثر من احتفائهم بالحياة لأنه فى الحقيقة راحة من هذه الدنيا القاسية التى يكابدون ويعيشون عمرهم كله ليتلقوا بعض كلمات فى تقييم ما عاشوه، ولأنهم فقراء وطيبون ويصلون سوف يذهبون إلى دار أفضل كثيرا من التى كانوا يعيشون فيها.

وحين يمتد بهم الأجل ينزعجون لغياب الموت، وربما فى قصيدة «يامنة» كانت منزعجة عندما رأتنى أشيب، من طفل عار«بلبوص» أتمرغ فى طمى النيل، وأقفز فى الترعة، لم تكن تتخيل أن تعيش كل هذا الزمن لتجدنى بعد كل هذا الشيب أتزوج وأنجب وتتمنى لى أن أموت قبل بناتى، لأن ابنتيها ماتتا من قبلها.

كذلك أمى لو تعرف كم الأوامر التى أعطتنى إياها لأنفذها حين رحيلها.. وأنها كانت تقف للموت يوميًا تنتظره، وأنا قلت شعرا فى هذا، قلت: أمى.. والليل مليل

طعم الزاد القليل

بترفرف قبل ترحل

جناح بريشات حزانى

وسددت ديونها

وشرت كفن الدفانة

تقف للموت يوماتى

ما جاش ابن الجبانة

أشد ف توبها يمى

تنهر كإنى عيل

القلب اللى تحجر قوَّال

.. بطَّل يموِّل لا الحزن عاد يبكِّى

ولا الأحلام تنوِّل أمى

كان الموت هو الذى يجبن عن ملاقاتنا وليس نحن الذين نجبن فى مواجهته.

ليس معنى هذا أن قلوبنا من حجر، أنا مثلا قريب الدمع جدا لى ولغيرى، وحتى إذا كان ثمة نبرة حزن الآن فى صوتى فهى ليست لأنى سأغادر لكن أعرف أناسا سيحزنون جدا على فراقى وأنا مشفق عليهم منهم أختى فاطمة التى هى أكبر منى بـ 4 سنوات ومريضة وتنتظر الموت ولا تتخيل أن أغادر قبلها، مشفق عليها جدا لأن حزنهم «عفش» لهم حزن خاص جدا وقد أوصيت بألا يمارسوا على كرنفالات القاهرة وعمر مكرم وغيره، فأنا بنيت مقبرتى هنا فى الضبعية، وسوف أدفن فيها، وأشيع من مسجد فى الإسماعيلية ومن أراد أن يأتى لى من القاهرة وهم قليلون، فسوف يرحب بهم ويقام عزائى هنا فى القصر المنيف «وهى فرصة لكى يرى من لم ير من الأصدقاء الأبعادية التى أعيش فيها».

وأوصيت بكل شىء، المهم فى كل هذا هو الرحلة يعنى أنا ما زلت أتعجب لشجاعة أمل دنقل فى مواجهته للموت وتحويله إلى معادلة عقلية ولكن الأمر عندى إنسانى أكثر، بشرى، قابل لأن أحزن على حزن الآخرين لى، وأتقبل حزنهم الذى لم يكن أمل يتقبله على الإطلاق، ولأننى عشت هنا 7 سنوات فى «الضبعية»، زرعت أشجارا وكتبت أشعارا، لا أحس بالغربة فقد صنعت وطنا جديدا فهو أمر لا أعتقد الآخرين قادرين عليه ربما يستطع الإنسان منهم أن يكون له مكان فى الساحل الشمالى لمدة شهر أو شهرين فى العام، أو تخلق من جيرانك وأهالى مدينة ليست مدينتك مجتمعا كاملا من الأصدقاء، هذا هو ما يرضى ضميرى ويشعرنى بالتفرد والفرح بإنسانيتى.

بالنسبة لبناتى أظن أننى مهدت لهم استقبال الأمر، إحداهن اتصلت الآن وقالت لى والد زميلتها توفى والمجموعة «الأصدقاء» رايحين يجلسوا مع صديقتهم الليل كاملا... ثم سكت قليلا وقال «ضاحكا»علشان يردوا لها الجميل بعد وفاتى.

لقد بنيت مقبرتى على أطراف القرية «الضبعية» ربما أغضبت القبة بعض المتزمتين لكنى لم أحب يوما فكرة خروج جثمانى بعد رحيلى عن الدنيا أن يخرج من مسجد عمر مكرم والمشى خطوتين والوجوه التى يبحث بعضها عن بعضها ثم اختفاء الجسد والسلام عليكم..

لا... قررت أن أموت وأدفن هنا فى بلد غريب، وأشيع من مسجدها، وأدفن فى مقبرتى.. قد يأتى بعض المحبين الحقيقيين من القاهرة أو حتى لمراقبة الأمر، لكننى سأدفن ببساطة مودعا تلك الأحمال الثقيلة من المجاملة ولف النعش بعلم مصر وكل المشاهد التى نعرفها..

وقد يبقى شعرى، فالناس العاديون هنا يسألون عما سيحدث بعد دفنهم، يدفنون ويتركون مشاكلهم للأحياء يتدارسونها فيعدلون أو يظلمون، ولا يضعون أى اعتبار للميت، لأنه مات.

قلت إن العزاء سيتم ببيتى فى الضبعية ليرى الجميع العزبة التى فى مساحة الجزائر العاصمة، والقصر المنيف الذى وهبنى إياه مبارك.

أما عن نهال كمال «وآية ونور» فلولا أن الله يحبنى بقوة لما وهبنى هذه السعادة التى يحاصرنى بها ولقد عشنا سعداء على قدر ما استطعنا، هذه السعادات التى يحاصروننى بها ولقد عشنا سعداء على قدر استطاعتنا، ولقد علمتهن عدم الجزع للتهجمات والإغارات التى لم تكف يوما، ووجهت اهتمامهن لأن نخلق سعادتنا بأيدينا فلا أظن أن صانعى الكذب والحقد والمحترقات والمحترقين بالحسد قادرون على أى إحساس بالسعادة، فهم طوال اليوم أمام نيرانهم يفرزونها بفروع الشر لتحترق وتعمى عيونهم وعيونهن عن رؤية جمال الحياة والبشر.

وأنا أعرف أن هذا هو سبيل «أكل عيشهم» الوحيد فلا موهبة ولا رؤية ولا هوية إلا منقوع الكراهية والكذب الذى عاشوا فيه طويلا ينضح كلما نطقوا، وأحزن لهؤلاء الصغار الذين يريدون أن يصبحوا كبارا بالآخرين أصحاب المنح والمنع، اختصارا لطريق صعب خاص يصبحون به كيانات حقيقية دون أن يعبث بهم أحد، فقط الاعتماد على العين والضمير الخاص وسوف تضىء الطرقات أمامهم للاختيار!! هؤلاء الذين يلجؤون للعمالة والسفالة وبوعى أو بدون وعى يبيعون وطنهم للغرباء.

أنا راض عنى، فأعلم أنى شاعر لم يقرأ بعد، والسعادة هى نوع من الرضا وأنا أملك شيئًا من هذا الرضا عن سنين عشتها هى الآتى.

سبعة وسبعون عاما، كل يوم كانت له صعوبته ويسره، تعاسته وابتهاجاته، إبداعه وجفاف القلب والحلق، ولكن السنين تدافعت كعربات قطار هادئ أحيانًا وأحيانًا ضوضائى، الأيام تتحول لشهور والشهور لأعوام والأعوام لما يطلق عليه العمر.

فى بيتى زوجة طيبة وابنتان نديتان عشنا زمنا جميلًا سويًا، ومقبرتى أمام الجندى المجهول بطريق القرية الأولمبية خارج القرية، بنيتها بقبة، ولا أدرى ما الذى أوحى للجيران فى القرية أن القبة رمز دينى، لو ذهبوا إلى بلاد الحرارة المرتفعة فى جنوب مصر لاكتشفوا أنها تخفف وطأة هذه الحرارة وأن المساجد والمزارات تكون القباب فوق أبنيتها، فأنا أعتقد أنه كان لنفس الهدف، ثم أصبحت لها تلك الإيحاءات الدينية.

قالوا: لماذا لا تدفن فى بلدك كما صنعت مع أمل دنقل ويحيى الطاهر.

قلت: كنت أنفذ وصايا موتى، أما أنا فإن الضبعية حنت على رئتى المريضة وأعطتنى مكانًا جميلاً «خاصًا» وأعطتنى أكثر من سبع سنوات من التنفس وكنت على حافة الهلاك قبلها، وفيها تعرفت على زوجة بصورة أفضل وعرفتنى عن قرب وقتا عوض ما سلبتنا منه المدينة!!!

ابنتى أنهت «آية» الأكبر دراستها للإعلام فى الجامعة اللأمريكية وتعمل الآن فى محطة mbc هى راضية، أما «نور» الصغرى فهى فى نهاية عامها الأخير بالجامعة الأمريكية أيضًا تدرس العلوم السياسية وهى موفقة جدًا.

وخلال ذلك كتبت أشعارًا احتفى بها الناس وأحيانا المثقفون، وأدليت بأقوال على شاشات التليفزيون ونلت جوائز وكرمت فى بلاد كثيرة عشت سعيدًا وسأرحل سعيدًا.

دعنا نعود إلى أبنود مرة أخرى، فإننى لم أعشق أكثر من نفسى حين أخرج منها بقصيدة حقيقية، أحتفل وأعطى نفسى حقوقا وأدللها وأحس بالقوة واستحقاقى للحياة.

الأمر الآخر: حين تفتح لى شجرة زرعتها من تلك التى زرعتها دون الاستعانة بكتب أو خبراء، فقط يقودنى إحساسى وعلاقتى السرية بالنبات إلى وسائل بعثها وطرق التعامل معها.

كانت أبنود ومازالت قرية غير شجرية فمساحات الأرض تعيسة، المتران اللذان تبورهما الشجرة بظلالها أو بجذورها أولى بها الذين ينتظرون اللقمة، أولى بها عشرة عيدان بامية، أو حوضان ملوخية أو عود باذنجان إذا لم تأت بمحصول للبيع فعلى الأقل يأكلون.

لم يكن فى أبنود سوى النخل والسنط، والسنط لا يزرع إنما ينبت على ضفاف النيل والترع هو ونخيل الدوم، وحين سافرت إلى السودان ثم إلى أريتريا عرفت من أين كانت تأتينا بذور هذه الأشجار.

هناك تعلمت زراعة النباتات، والأشجار رفاهية، إلا لو كانت جنينة رمان أو عنب أو جوافة على بعضها.

وهنا تعلمت زراعة الشجر فى ذلك الفدان «المعيوب» الذى لم يكن ينبت به نبات والذى ادعى من ادعى أننى أعيش فى مزرعة بمساحة مدينة الجزائر العاصمة، أو ذلك الذى قال إن حسنى مبارك أهدانى قصرًا منيفًا فى الإسماعيلية، والرجل يحاكم على أنه بنى جدارًا أو ما يشبه فى فيلته فى شرم الشيخ، عقول ذابلة مازالت تعيش على طريقة: «ياغلام.. إعطه ألف دينار».

أنا أيضا أجيد زرع نفسى فى أماكن بعيدة لأن منتصف المدينة فشل فى أن يكون فخا لى كما حدث للآخرين، لقد عايشت السد العالى، والسجن وحرب الاستنزاف، والسويس وقرى مصر وتونس فى جمعى للسيرة الهلالية على مدى أكثر من من ثلاثين عامًا، والآن الضبعية، وقد مر على بناء البيت ما يقرب من ربع قرن، وهو بيت تطرح أرضه مودة وتشع حيضانه ووروده عناصر حياة، وحولى جيران من فلاحين حقيقيين هم أصدقائى وسيبكون على فراقى كأسرتى تماما حين أرحل وربما أكثر، عمر من التواد والتواصل والوقوف فى الحزن والسعادة.

أثناء الحوار تلقى أكثر من اتصال تليفونى أحدهم علق عليه بعد انتهاء المكالمة قائلا بتأثر هذا صديقى من «بركة السبع»، وقد تصادف أثناء مرضى الشديد أن يكون بجوارى طبيب، وقد ضحى بـ 11 كشفا، غير الذى كانوا قادمين للعيادة الخاصة به، وفضل أن يجلس معى، وأيضا السيدة الفاضلة زوجته كانت ترسل لنا خيرات الله و«كرم غير طبيعى»، ولم أجد بصراحة منوفية بهذا الكرم، كما تلقى اتصالات كثيرة من زوجته الإعلامية نهال كمال، وهى فى طريقها من القاهرة إلى الإسماعلية، وكلما تقترب المسافة يقول لنا «هانت إيه أخيرا هنشرب شاى» لأنها كانت تشترى مياها معدنية، وأصر أيضا أن يقطع حديثه معنا عندما وصل «الأكل» حيث اضطر أن يطلب من أحد المطاعم التى يتعامل معها فى الإسماعلية نظرا لأن محمود الذى يعينه مصاب و«مكسور»، وأصر أيضًا أن يقوم بنفسه ويوزع الأكل ويقوم بفتح الأكياس، وقال «بالرغم من أنى تعبان إلا إنى هآكل معاكم»، وبعد الانتهاء تبقى كيس كامل من «العيش» فطلب منى وقال «خسارة ممكن تاخده معاك، العيش ده حلو وهيعجبهم فى البيت عندك».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية