عندما تسمع اسمها، ربما تخمن الصلة بين الاسم والصنعة التي تميزت بها منطقة «القرابية» بحى الدرب الأحمر منذ سنين، فأصل التسمية جاء من صناعة قرب المياه من جلود الحيوانات، لكنها اندثرت مع اندثار مهنة «السقا»، وبقيت الجلود وصناعتها لتكون «القرابية» قلعة من قلاع صناعة الجلود في مصر، إلا أنها تعانى حاليا من ركود شديد، بسبب غزو المستورد، الذي تسبب في إغلاق عدد كبير من الورش.
الحاج سعيد عبدالغنى، أحد تجار الجلود، قال: «أنا أعمل في الجلود منذ عام 1961، وورثتها عن والدى، وهى صناعة تعتبر ثانى أكبر صناعة في مصر بعد القطن، صناعة ممتدة من الإسكندرية إلى أسوان، وللأسف حاليا هجرها أصحابها».
يرجع الحاج سعيد السبب في ذلك إلى غزو المستورد من المنتجات الجلدية وزيادة تصدير الجلد الخام للخارج: «80% من الشغل الموجود في السوق صينى، شكل حلو وخامات تعبانة وسعر رخيص، والزبون بيفرح بالشكل والسعر، قليل لما تلاقى منتج محلى، وبيكون غالى، لإن تكلفته الحقيقية غالية وخامته أنضف، بالإضافة لمشكلة تانية هي قلة الجلود الخام في السوق، لإن معظمها بيتصدر، وصاحب الورشة بيعانى علشان يلاقيها».
ويضيف: «أنا مع تشجيع الصادرات، لكن المفروض تكَفِّى سوقك الأول، اضبط الاستيراد والتصدير، ضع مواصفات للمنافسة، والصناعة تحتها مهن كتير، عربجية، مدبغية، عمال أحذية، كلهم متضررين، وحالهم واقف، وفى رأيى مادام الصناعة موجودة ومتأصلة في مصر ومادام احنا منتجين يبقى حرام تموت بسبب فتح السوق بهذا الشكل للمستورد!».
سامح خليفة، صاحب ورشة تصنيع أحذية، قال: «زمان كانت ورش الجلود شغالة طول السنة نخرج من موسم ندخل في موسم، كان فيه ورش لصناعة المحافظ فقط، وورش للأحزمة، وورش للأحذية، لكن على مدار الـ5 سنوات الماضية الحال ساء جدا، وأفضل سنة شهدت حركة كانت 2011 سنة الثورة، لأن الكل خاف على فلوسه، ووقف استيراد، فأصبح هناك مجال لرواج المنتج المحلى».
ويضيف سامح: «لابد من وقف الاستيراد- ولو سنتين على الأقل- ودراسة السوق المحلى وتنشيطه، لإن الوضع بيزداد سوء يوم عن يوم والصنايعية تركوا الشغلة وجابوا تكاتك!».