x

ياسر أيوب مصر ليست رحاب جمعة ياسر أيوب الخميس 21-05-2015 21:46


انهالت فجأة الإهانات والشتائم والانتقادات على رأس جامعة القاهرة ورئيسها الدكتور جابر نصار، لأن الجامعة العريقة تجرأت وقررت فصل الطالبة رحاب جمعة بكلية الحقوق لتجاوزها نسبة الغياب، ولأنها لا تحضر منذ وقت طويل، ولأنها أصلاً خارج مصر، حيث احترفت لعبة كرة اليد فى نادى آه سيه إتش الفرنسى.. واستعان أصحاب تلك الإهانات والانتقادات الرافضة والغاضبة بمفردات قديمة جداً تجاوزها الزمن، وباتت تحتاج لكثير من التفكير والتدقيق والمراجعة.. فقد قالوا: كيف تقوم جامعة القاهرة بذلك ورحاب جمعة رياضية فى فرنسا تلعب باسم مصر، وترفع رأس مصر فى عاصمة النور؟.. قالوا أيضاً إن الفصل لم يكن الجزاء الذى تستحقه رحاب جمعة، وإنما الحفاوة والاحتفال والتكريم.. وقد كنا فى الماضى نصدق ذلك الكلام ونتعاطف معه ونتأثر به ونمشى وراءه أيضاً..

ولكن تعالوا الآن للتفكير بمنتهى الهدوء والحياد أيضاً.. فرحاب جمعة طالبة فى كلية الحقوق لم تلتزم بشروط الجامعة وقواعدها التى يجرى تطبيقها على الجميع دون استثناء.. الاستثناء الوحيد الذى تقبله الجامعة رغماً عنها هو أن يكون أحد طلابها أو طالباتها عضواً بأى منتخب رياضى لمصر.. سواء فى معسكر إعداد مغلق بمصر أو معسكر خارج مصر استعداداً لبطولة.. لكن رحاب قررت احتراف كرة اليد فى فرنسا.. وتلعب فى أحد الأندية هناك باسمها وتتقاضى مقابل ذلك وهو حقها بكل تأكيد.. واحترافها أيضاً خطوة جميلة ورائعة تستحق الفرحة والإشادة.. لكن ما علاقة مصر أصلاً بهذا الأمر؟.. ما هو المكسب الحقيقى أو حتى الزائف للرياضة المصرية نتيجة وجود لاعبة مصرية فى أحد الأندية الفرنسية لكرة اليد؟.. وأى تفكير عاقل فى هذا الأمر سيجد أن جامعة القاهرة على حق، وأنها لم تظلم الطالبة أو اللاعبة رحاب جمعة.. وقد كان ولايزال بإمكان رحاب طلب تحويلها من طالبة منتظمة إلى طالبة منتسبة، سواء فى نفس كليتها أو أى كلية أخرى، إن كانت تريد أى شهادة جامعية..

وأشك أن زميلات رحاب الفرنسيات المحترفات فى ذلك النادى الفرنسى طالبات فى الجامعة، أو يردن أى شهادة جامعية بعد احترافهن كرة اليد.. فهل رحاب هنا بحكايتها وظروفها تستحق معاملة استثنائية لا ينالها أى طالب أو طالبة أخرى فى نفس الكلية ولا خيار آخر أمامهما إلا الشهادة التى قد تأتى بوظيفة أو لا تأتى.. والمشكلة أننا لانزال نندفع بمشاعرنا دون أى تفكير.. تماماً مثلما يحاصرنا أحدهم بأنه يخوض السباق على منصب دولى من أجل مصر.. ويطلب أن تدعمه مصر سياسياً وإعلامياً ومادياً أيضاً، وتقوم مصر بذلك بالفعل.. ويعود الرجل بعد نجاحه ليقول لنا إنه فى منصب دولى ولا يمثل مصر ولا يستطيع التدخل لمصلحتها فى أى قرار.. وقد قررت رحاب أن تشكو جامعة القاهرة لخالد عبدالعزيز، وزير الرياضة.. ولا أعرف ماذا سيقرر الوزير، وهل سينحاز للاعبة مصرية محترفة لها بالتأكيد كل تقدير واحترام.. أم سينحاز للعدل والمساواة، وأيضاً للعقل والمنطق، ومصر الأخرى الحقيقية والمنسية بشبابها وفتياتها؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية