فى أول موقف معلن من قيادة كنسية على الفيديو الذى تداولته عدة مواقع إلكترونية لكاميليا شحاته زاخر زوجة كاهن دير مواس، أكد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أن الفيديو «صحيح»، فيما وصف الكلام عن تآكل دور الدولة فى مواجهة الكنيسة بـ«العيب».
وقال البابا، خلال حوار مع برنامج «مانشيت» على فضائية «أون تى فى»، مساء أمس الأول: «أزمة كاميليا تم إثارتها عبر تدخل فى الحياة الشخصية لهذه المرأة، وقامت الدنيا ولم تقعد من أجل أمور شخصية لا دخل للناس بها على الإطلاق، حيث ادعوا أنها أسلمت وهى لم تسلم إطلاقاً وهى مسيحية 100%»، منوها بأن «إسلام امرأة أو عدم إسلامها لا يعالج بهذه الطريقة، ولا بمظاهرات وبشتائم وبكلام غير لائق».
وتساءل: «كل هذه المظاهرات هنا وهناك وكل هذا الضجيج ما سببه؟ لا أجد له سبباً على الإطلاق».
وشدد البطريرك على أن الكنيسة لا تحول قضاياها إلى سياسية، و«كل ما فى الأمر أنها قضية اجتماعية أخذت أكثر من حجمها، وتدخل أناس فى أمور لا تخصهم».
ونفى ما تردد عن منع عمل زوجات الكهنة، بعد الأزمة الأخيرة، وقال: هذا أمر غير صحيح على الإطلاق، وأحد الأشخاص اقترح ذلك ونحن رفضناه لأنه أمر غير جائز فكل إنسان حر يعمل أو لا يعمل.
وتوقع أن يصدر قانون الأحوال الشخصية العام المقبل، مشيرا إلى أنه حتى الآن لايزال مشروع قانون، منوها بأن وزير العدل وكـل لجنة لفحص بنوده ودراستها تمثل الطوائف الثلاث الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروستانتية، إلى جانب وزارة العدل، وسيعرض مشروع القانون على مجلس الشعب فى دورته المقبلة.
وحذر البابا شنودة من مقولة تعاظم دور الكنيسة وتآكل دور الدولة، واصفاً هذا التعبير بـ«المثير الذى يراد به الانقسام والفتنة فى المجتمع»، متسائلا: «أين هذه العلامات التى تقول إننا دولة داخل دولة؟»، معتبرا أن هذا «الكلام فارغ وخارج السياق تماما، ومن العيب أن يقال إن هناك تآكلا للدولة فى مواجهة الكنيسة، وهذا يهدف إلى إثارة الفتنة وإشعال حفيظة الدولة ضد الأقباط والكنيسة، فهل المطلوب ألا تستجيب الدولة لمطالب المسيحيين، وتهملهم كى لا يتهموها بالعمل على تآكل الدولة».
وتعجب من بعض الأقوال التى تشير إلى استقواء الكنيسة بالخارج، مشددا على أن تلك تهمة تردد «بلا دليل»، منوها بأن الدولة المصرية تعرف تماما «علاقتنا بالخارج وترصدها وتعلنها، فأنا أستقوى بالله وحده لأنه مصدر القوة لجميع الناس لمن يؤمن بالله وبقوته لا نضع أمامنا سياسات لكن الله فقط من نضعه أمامنا».
وأكد أن أزمة كنيسة مغاغة فى المنيا لم تحل حتى الآن، مستطردا: «أما مقابلتى مع المحافظ فكانت ودية ولم يفتح الموضوع، وبالتالى أنا أيضا لم أفاتحه فى الأمر، وفى هذه الحالة نحن لنا طرقنا الخاصة المتعلقة بالكنيسة وهى سياستى ولا أستطيع أن أكشف أوراقى كلها».
وذكر أن دول الخليج «تساعدنا فى إنشاء كنائس لديها ودون أن نطلب منها، أما السعودية لها وضع دينى خاص وبالتالى لا أستطيع أن أرد على مسألة بناء كنيسة هناك.. والأمر بيد المسؤولين السعوديين وليس بيد الكنيسة».
وقال البابا: لم أطالب على الإطلاق بكوتة للأقباط فى مجلس الشعب ولن يحدث، لكنى أريد فقط أن يمثل الأقباط بطريقة طبيعية جدا، وهو دور الدولة لأنها المسؤولة عن تمثيل كل الطوائف الموجودة فى البرلمان، ومصلحتها وسمعتها تستوجب ذلك.
فى سياق متصل اتهم البابا شنودة طائفة «شهود يهوه»، إحدى الطوائف المسيحية، بتعمد تزوير وتحريف ترجمة بعض نصوص وآيات «الإنجيل»، محذراً جموع الأقباط من الانسياق وراء أفكارهم.
وقال البابا، خلال عظته نصف الشهرية فى كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، أمس الأول: هذه الطائفة تحاول تغيير معنى بعض آيات الإنجيل، وخصوصا الآية التى تقول «الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة: الأب والأم والروح القدس، إذ يشككون فى وجودها بـ«الإنجيل» ويؤكدون أنها «مزورة» ومحرفة تماماً.
ورداً على سؤال حول ما ورد من اتهامات، للدكتور محمد سليم العوا، الأمين العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، للأقباط بتخزين أسلحة فى الكنائس، قال البابا: «أرفض الرد على مثل هذا الكلام لأنه كلام مش كويس، لكن إحنا بنطلب من ربنا إنه يسامح هؤلاء الناس اللى بيسيئوا إلى الكنيسة، وأتمنى من الله أن يغفر لهم ويصلح حالهم ويهديهم».