x

إميل أمين عقول العرب.. والبحث عن المعرفة إميل أمين الخميس 21-05-2015 21:57


ما هى الحاجة الماسة التى يحتاجها العالم العربى بأكثر أهمية من الأموال والسلع والبضائع، وربما النفط وبقية مشتقات الطاقة؟

حتماً، إنه يحتاج لطاقة العقول، أى المعرفة، ومدى اتصالها والتصاقها بعقول الشباب، بنوع خاص، فى كل بقاع وأصقاع العالم العربى.

والشاهد أنه فيما تنطلق شعوب المنطقة قدماً فى القرن الواحد والعشرين، فإن المجتمعات العربية لم تعد قادرة على الاستمرار فى المناهج التنموية التقليدية، وهى مطالبة بتبنى مناهج تنموية مبتكرة تمكنها من التعامل الناجح مع التحديات المتعاظمة على مختلف محاور التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ونظراً لاقتران المعرفة بالقوة والتقدم، فإن بناء مجتمع واقتصاد المعرفة فى المنطقة العربية بات يشكل ضرورة للبناء والمنافسة فى عصر العولمة الذى نعيشه.

فى هذا السياق صدر الأيام القليلة الماضية تقرير المعرفة العربى للعام 2014 تحت عنوان «الشباب وتوطين المعرفة»، والصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، بالشراكة مع مؤسسة «محمد بن راشد آل مكتوم» وترسيخاً لبناء التراكم المعرفى.

الباحث الرئيس للتقرير هو العلامة المصرى والتربوى الكبير الدكتور حسن الببلاوى، أمين عام المجلس العربى للطفولة والتنمية، الذى يشير إلى أن تحصيل المعرفة من خلال منظومات التربية والتعليم يشكل حجر الزاوية فى إعداد المواطنين لنقل المعرفة وإنتاجها، فقوة العمل الشبابية المتعلمة والكفاءة شرط أساسى للتشارك فى المعرفة ونشرها وتطويرها واستخدامها على نحو فعال.

هل من خلاصة يقدمها هذا التقرير المتميز لنا؟

الخلاصة هى أن ما أنتجته الدول المتقدمة فى حضارة المعرفة من معرفة وإبداع وابتكار وتجديد، إنما تحقق بفضل ما تملكه من رأس مال بشرى كثيف المعرفة، عالى المهارة، أعدته وجهزته بيئات تعليمية وتدريبية، ومراكز بحثية فى العلوم والتكنولوجيا وفى الابتكار والتطوير، تعاضدها بيئات اجتماعية سياسية واقتصادية فعالة تكونت عبر مراحل طويلة من التغيير والتطوير الاجتماعى، وثمة حقيقة مهمة أكدتها تقارير المعرفة السابقة، فى خصوص البيئات التمكينية التى يتم بها، ومن خلال إعداد رأس المال البشرى لنقل المعرفة وإنتاجها، وهى أن هذه البيئات وما تتسم به من خصائص يمكن أن تكون محفزة داعمة للتطوير، أو تكون كابحة للتقدم.

لايزال العالم العربى مطالباً بحفز الخطى والسعى لتطويرها لتكون داعمة لعمليات نقل وتوطين المعرفة ولإدماج الشباب فى هذه العمليات بشكل فاعل.

يقول كونفوشيوس: «ابحث عن المعرفة لأن المعرفة لا تبحث عنك، كما أن المرء لا يحصل على المعرفة إلا بعد أن يتعلم التفكير».. متى يفكر العرب تفكيراً مبدعاً خلاقاً؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية