x

وثائق «بن لادن» السرية: زعيم القاعدة تخوّف من وجود شرائح إلكترونية في ملابس زوجته

الأربعاء 20-05-2015 17:30 | كتب: أ.ف.ب |
بن لادن في صور بن لادن في صور تصوير : other

كشفت الولايات المتحدة، الأربعاء، وثائق جديدة تمت مصادرتها من المنزل الواقع في مدينة أبوت أباد الباكستانية، خلال الهجوم الأمريكي الذي قتل فيه زعيم تنظيم «القاعدة» السابق، أسامة بن لادن في 2011.

وتُلقي حوالي 100 وثيقة جديدة تم اختيارها وترجمتها من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية، الضوء على جوانب جديدة للوضع النفسي لزعيم «القاعدة» وأفكاره التكتيكية واهتمامه الكبير بالصورة العامة للتنظيم.

وكشفت الوثائق التي تتضمّن معلومات فريدة عن زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل، أسامة بن لادن، الذي كان يعيش معزولًا في منزل في مدينة أبوت أباد الباكستانية، أنه كان يدعو أنصاره إلى مواصلة التركيز على شن هجمات على الولايات المتحدة.

وكتب بن لادن في واحدة من هذه الوثائق التي عثر عليها في منزله في أبوت أباد في باكستان حيث كان مختبئًا، خلال هجوم القوات الأمريكية الخاصة في 2 مايو 2011، أن «الأولوية يجب أن تكون قتل ومقاتلة الأمريكيين وممثليهم».

وذكر جيف أنشوكايتيس، الناطق باسم الإدارة الوطنية للاستخبارات الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، دعا إلى «شفافية أكبر» بشأن ما تمت مصادرته في باكستان، موضحا أن الكونجرس صوّت على قانون يلزم الاستخبارات بدراسة أي الوثائق يمكن نشرها.

لكن من غير الممكن التحقق من مصدر مستقل من مصدر الوثائق ولا من نوعية ترجمتها.

ويأتي الكشف عن هذه الوثائق بعد نشر الصحفي الاستقصائي الشهير، سيمور هيرش، مقالًا يشكك في الرواية الرسمية لمقتل بن لادن، لكن الناطق باسم وكالة الاستخبارات المركزية، «سي آي إيه»، راين تراباني، قال إن «العملية بدأت منذ أشهر ولا يمكن اعتبارها ردًا على المقال».

وعبر رسائل ومسودات وملاحظات وتوجيهات، تتكشف اهتمامات تتراوح بين الشؤون الاستراتيجية والقضايا العادية.

وطلب بن لادن الذي كان يدرك خطر ضربات الطائرات دون طيار على كوادر تنظيمه، الامتناع عن إجراء الاتصالات بالبريد الإلكتروني وعن الالتقاء في اجتماعات كبيرة، ويشعر بالقلق من احتمال وجود شرائح إلكترونية مخبأة في ملابس زوجته، وكان مهتمًا بتجديد الكوادر ويبحث عن وسيلة ليتمكن ابنه حمزة الذي كان الخليفة المرجح له، حسب الاستخبارات الأمريكية، من الانضمام إليه في أبوت أباد.

وفي 2010، أصدر بن لادن توجيهات حول المفاوضات التي يجب إجراؤها بشأن الفرنسيين الذين خطفهم تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» أو صحفيين فرنسيين اثنين في أفغانستان.

وفي الحالتين، يصر على الحصول على تعهد من فرنسا بالانسحاب من أفغانستان وفدية في قضية رهائن «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».

وعلى مستوى استراتيجي أكبر، يرى بن لادن أن «القاعدة» يجب أن يخطط لهجمات كبيرة ضد الولايات المتحدة مثل اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وليس ضد الأنظمة في الشرق الأوسط.

وكتب في رسالة: «علينا وقف العمليات ضد الجيش والشرطة في كل المناطق، وخصوصا في اليمن»، وأضاف أن «الأولوية يجب أن تكون ضرب أمريكا لإجبارها على التخلي عن أنظمة الشرق الأوسط، وترك المسلمين وشأنهم».

وكان زعيم تنظيم «القاعدة» قلقا من أن «الانقسام في الحركة الجهادية قد يؤدي إلى هزيمتها»، كما قال مسؤول أمريكي في الاستخبارات، طلب عدم كشف هويته، في تعليق على الوثائق.

وشكّل تنظيم «القاعدة» في العراق الذي تحوّل إلى تنظيم «داعش» مصدر خلاف داخل التنظيم.

ففي 2007، كتب «جهاديون» عراقيون إلى بن لادن رسالة ليدينوا بعبارات شديدة اللهجة أعمال القتل التي كان يمارسها تنظيم «القاعدة» في العراق أو ما أسموه «فضائح ترتكب باسمكم».

وقالت الاستخبارات الأمريكية إن بعض المقربين من بن لادن حاولوا إقناعه بشن هجمات أكثر تواضعا وأكثر سهولة، بسبب تهديد الطائرات دون طيار، بينما التنّصت جارٍ في كل مكان.

وأوضحت أن وثيقة عثر عليها في أبوت أباد، كشفت في إطار محاكمة جرت مؤخرا في نيويورك وليس مع الوثائق التي رفعت عنها السرية، تشير إلى أن القيادي في «القاعدة» في العراق، أبومصعب السوري، الذي كان قريبا من بن لادن كان يدعو إلى هذا النوع من الهجمات.

وأضافت هذه المصادر أن مسؤولي «القاعدة» كانوا «يعتقدون أن عمليات صغيرة مثل الهجمات التي يشنها أفراد معزولون يمكن أن تُضعِف الغرب اقتصاديًا»، لكن بن لادن لم يقتنع إلا أنه خسر الرهان بعد موته، فبعد مقتله دعا تنظيم «القاعدة» إلى شن مثل هذه الهجمات، وتغلبت فكرة «الجهاد الفردي» التي يدافع عنها أبومصعب السوري.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية