في أندونيسيا وفي عام 1945 عقدت لجنة لإعداد صيغة الاستقلال في أندونيسيا، لوضع أسس الدولة المقبلة، واحتدم الخلاف بين القوي الإسلامية والوطنية، حول ماهية هذه الدولة ومرجعيتها هل هي إسلامية أم علمانية.
في أثناء ذلك وضع أحمد سوكارنو ما عرف باسم «المبادئ الخمسة» أو «البانتشاسيلا» التي تؤلف في مجملها أسس وفلسفة الدولة، أما هذه المبادئ الخمسة فهي «الإيمان بالله الواحد،
والتأكيد على القومية الأندونيسية، والديمقراطية النيابية، والعدالة الاجتماعية، والإنسانية العادلة» غير أن الطيف الغالب على أندونيسيا ظل هو الطيف العلماني، وبعدما كانت أندونيسيا مسلمة ١٠٠% تغير الحال وأصبح بين أهلها نحو عشرين مليوناً من عقائد أخرى منها الكاثوليكية.
أما أمر سوكارنو نفسه فقد ولد في السادس من يونيو عام ١٩٠١، ومات في ٢١ من يونيو عام ١٩٧٠ وكان أول رئيس لأندونيسيا بعدما ساهم في حصولها على استقلالها، وظل رئيساً لأندونيسيا في الفترة من ١٩٤٥ إلى ١٩٦٧ وقد نودي به «زي النهارده» من عام ١٩٤٥ رئيساً مدي الحياة لأندونيسيا.
وهو الذي وضع المبادئ الخمسة، وكان مترئساً البلاد في فترات رئاسية متداخلة في فترة الاستقلال العاصفة.. إلى أن أطاح به أحد جنرالاته وهو سوهارتو الذي أصبح رئيساً للبلاد بدءاً من مارس ١٩٦٧.
وكانت المبادئ الخمسة التي أقرت عام ١٩٤٥، مقدمة لصياغة دستور ٤٥، الذي ألغيت منه عبارة «مع وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية على معتنقيها»، الملفت في النهاية أن سوهارتو مضي على نفس نهج سوكارنو ولم يتغير الشيء الكثير.