x

سيزار مينوتى يكتب: أهمية كبح السرعة فى كرة القدم

الأحد 19-09-2010 00:00 |

فى يوم من الأيام قبل زمن بعيد كنت أتناول الغداء مع بطل سباقات وسيارات فورمولا -لعدة مرات- «شويكر باندى» خوان مانويل فانجيو وسألته عن رأيه فى سائق أرجنتينى كان ينافس فى سباقات فورمولا- 1 فى ذلك الوقت فرد قائلا: «إنه سائق رائع، ولكن من بين أفضل أربعة سائقين على الساحة هو الأول فى الضغط على المكابح».

وأود هنا استغلال هذه القصة فى التعليق على أهمية الضغط على المكابح فى كرة القدم. فالجميع باتوا يتحدثون عن السرعة فى اللعب والتى فى واقع الأمر لا تخرج عن دائرة السرعة فى خداع ومباغتة ومداهمة خصمك، لتجعله يصدق أنك بصدد كبح سرعتك فقط ليجدك تزيد منها وتغير خطتك من الانحراف يمينا إلى لعب تمريرة قطرية.

ثم إن هناك أشخاصا آخرين يشرحون ببلاغة فائقة كيف أن الفرق تخرج من تمركزها بسرعة كبيرة لتخسر سيطرتها على المباراة وأن السرعة تضيق رؤيتك لتفقد الصورة العامة للمباراة.

إن نظرية الهجوم، السريع والمذهل، إلى جانب افتقاد المعرفة الجيدة باللعبة تؤدى إلى الاندفاع المتهور الذى يكون الهدف الرئيسى فيه هو أن تصل إلى المقدمة وحسب فى حين أن الواقع يؤكد لنا أهمية التفكير فى الأمور قبل الإقدام على تنفيذها.

إن هذا النوع من الاندفاع المتهور يستحضر فى ذهنى صورة سائق السباقات الذى يقود بسرعة مذهلة لدرجة أنه عندما يحتاج للضغط على المكابح ينفد منه الوقت والمساحة ليضطر حينها إلى مغادرة حلبة السباق.

بوسعى أن أتحرك بسرعة فقط إذا تعلمت كيفية الكبح، أى إذا كنت قادرا على استخدام السرعة التى تسمح لى بالتوقف فى الوقت المناسب كلما شئت متسلحا بالرؤية والاستراتيجية اللازمتين اللتين عن طريقهما أستطيع الاستمرار فى اللعب. ويحتاج كل من اللاعب والفريق إلى التحرك بالسرعة الحقيقية التى تعنى أن تتمكن من المحافظة على الدقة، فالسرعة مع الدقة هى التركيبة الحقيقية الوحيدة فى كرة القدم. فلا يجب أن ألعب بسرعة كبيرة قد تفقدنى الدقة فى الأداء أو ببطء شديد قد يجعل تحركاتى متوقعة.

إننى أعلق على هذا الأمر لأننى أتفهم كم أن القدرة على كبح سرعتك فى الوقت المناسب أهم بكثير من السرعة الفائقة التى تفقدك السيطرة. وأود هنا الإشارة إلى مثال واحد وهو المهاجم البرازيلى روماريو الذى كانت سرعته، التى لا تقترب من سرعة العدائيين على الإطلاق، تسمح له مثل قلة من اللاعبين بالجمع بين المفاجأة والقدرة على التوقف. فقد كان روماريو يمتلك قدرة عادية المستوى على التوقف تمكنه من تمرير الكرة من خلف المدافعين المنطلقين ومن التحلى بالدقة فى القيام بالحركة الصحيحة.

إذا أمضينا المزيد من الوقت فى التفكير فى القدرة على التوقف أكثر من تفكيرنا فى السرعة فسنحظى بلعبة تتمتع بانسيابية أكبر وبعنف أقل وسنخلص أنفسنا من ذلك الإيمان الهستيرى بأهمية السرعة الفائقة فى اللعب والذى يدفع اللاعبين لقضاء وقت أطول فى الاصطدام بلاعبى الفرق المنافسة عن قضائه فى اللعب نفسه.

ورغم أننا لسنا بحاجة للمزيد من الأمثلة ولكن لننظر فقط إلى المنتخب الإسبانى أو الألمانى أو فريق برشلونة، فهؤلاء الثلاثة يفضلون دائما خداع منافسيهم بمباغتتهم بالهجوم وليس بالطرق على مرماهم بقوة فهم يزيدون من سرعة الأداء فقط عندما تكون السرعة مطلوبة ولكن اللاعبين الذين يتمتعون بأفضل السرعات دائما ما يكونون هم اللاعبين القادرين على كبح هذه السرعة فى الوقت المناسب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية