x

أنور الهواري مع حمدين صباحى أنور الهواري الثلاثاء 19-05-2015 21:53


رجائى من الأستاذ حمدين صباحى أن يبقى صامداً على جبهة العمل السياسى، ليس بقصد أن يكون رئيساً للجمهورية، فهذه مُصيبةٌ لا أتمناها لأى صديق أو حبيب، ولكن بقصد أن يكون ضميراً للحق والعدل والإنصاف، وهذا يكفيه، وهو- بتكوينه الإنسانى- قادرٌ على أن يكون ضميرنا، فى لحظة يحتدم فيها الصراع، ويتوارى فيها الضمير.

يكفى حمدين صباحى فضلاً أنه احتمل أذانا، وأنه صبر على صغائرنا، ولم يحمل لنا الضغائن، فى وقت لم نترك وسيلةً للتنكيل به- أثناء الانتخابات الرئاسية- إلا وأقدمنا عليها. لم أمنح صوتى للأستاذ حمدين، لكنه اكتسب احترامى وتقديرى وإعجابى ولايزال، يكفى أن الذى أدار الانتخابات- من السلطة التنفيذية- هو الوزير عادل لبيب الذى ارتبك فيها على أعلى ما يكون الارتباك، لم يكن القصد أن نكسبها فى مواجهة حمدين، كان القصد تأديب حمدين، وأنصار حمدين، الذى تجرأ، والذين تجرأوا، على قرار خوض الانتخابات، لتكون انتخابات، لا لتكون استفتاءً صريحاً، يُضفى الشرعية على نظرية الاستدعاء.

كُنا لا نخجل من توجيه كل الإساءات للرجل وأنصاره، وكُنتُ أقول- عكس الأستاذ هيكل- حمدين هو مرشح الضرورة، وليس السيسى هو مرشح الضرورة، لأنه لو لم يترشح حمدين، أو لو قرر الانسحاب، فلن تكون انتخابات حتى ولو شكلية، سوف تكون شيئاً آخر، يصمُ نظام 30 يونيو بكل الوصمات المُخجلة والمُشينة، كُنتُ أرى فى ذاك الوقت المُبكر أن نظام 30 يونيو سوف يولد بعاهات مُستديمة، تلزمه من لحظة الميلاد، وترافقه على مدار الأيام.

أجرى الزميل الأستاذ علاء سرحان حواراً قيماً مع الأستاذ حمدين، نشرته «المصرى اليوم» فى عددها الصادر أمس الثلاثاء 19 مايو، جديرٌ أن نقف عند بعض نقاطه:

رقم واحد: أحكام الإعدام الجماعية لا تُعطى أى شعور بالطمأنينة تجاه هذه الأحكام. أنا هنا لا أدافع عن أشخاص أو جماعات، ولكن أرفض تعرض أى شخص للظلم. أحكام الإعدام لن تحل شيئاً، ولا تفيد المواجهة.

رقم اثنين: الاقتصار على مواجهة الإرهاب بالوسائل الأمنية فقط سيجعل الإرهاب يمتد أكثر وأكثر، والثأر سيجلب ثأراً مضاداً.

رقم ثلاثة: لا نقلل من مجهودات أجهزة الأمن التى تضحى كل يوم بشهداء جدد فى مواجهة الإرهاب، لكن نريد مواجهة فكرية موازية للمواجهة الأمنية، لا نريد مجرد مسكنات للوضع الحالى، لكن نريد اقتلاعه من جذوره.

رقم أربعة: الشباب الذى وقف ضد مرسى وجماعته أصبحوا داخل السجون، لرفضهم القوانين الاستثنائية غير الدستورية، مثل قانون التظاهر.

رقم خمسة: نحتاج إلى خطاب سياسى جاد، يُعطينا إحساساً قوياً بانحياز النظام الحالى لخط الثورة، ونحتاج إلى تصحيح الأوضاع المتعلقة بالقوى الديمقراطية، ونبذ الكراهية، ونشر العدل، والمحبة.

آخرُ الكلام: تُشكر «المصرى اليوم»، فهى تفتح صفحاتها للرأى الآخر، الناس سئمت من الرأى الأول، حالة من الملل والشك تنتاب قطاعات تتزايد كل يوم من الخطاب الأهوج المُسيطر على الساحة، نحتاج إلى الرأى الشجاع الذى لا ينساق تحت ضغط الضوضاء المقصودة والمتعمدة، لأننا- بالفعل- نحتاج إلى مراجعات قوية وصريحة ومسؤولة لمسيرتنا بما فيها من إيجابيات قليلة وسلبيات كثيرة، بما فيها من تضحيات عظيمة ونتائج محدودة.

أما الأستاذ حمدين، وغير الأستاذ حمدين، من رموز العمل السياسى، فإن واجبهم فى هذه المرحلة لا يقل خطورة عن واجبهم، الذى قاموا به، من خلال «جبهة الإنقاذ» فى أيام الإخوان، الأعباء أكبر من أن يقوم بها الحكام وحدهم، والمسؤوليات لا يمكن لجهاز الحكومة أداؤها دون رقابة شعبية، خاصة فى غياب البرلمان.

لن يعتدل المسار، ولن تتوازن حركتنا، إلا بوجود معارضة وطنية منظمة قوية ومسؤولة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية