x

رامي جلال «إنت مش عارف بتكلم مين؟» رامي جلال الثلاثاء 19-05-2015 21:34


نحن مجتمعات متأخرة عنوان علاقاتها الاجتماعية «إنت مش عارف بتكلم مين؟». هذه العبارة تتلاشى بتقدم المجتمع؛ فالإعلان عن الذات لا يكون إلا للضرورة. يوماً ما مر «داويت أيزنهاوز» بجبهة القتال بأوروبا فوجد مجموعة جنود يعملون فيما يوبخهم قائدهم صغير السن، فترجل «أيزنهاور» عن سيارته وساعد الجنود فى عملهم، وحين سأله القائد عن شخصيته قال له: «أنا القائد الأعلى لقوات الحلفاء فى أوروبا». البعض يخلط بين التواضع والضعف، فقبل واقعة أيزنهاور بأكثر من عقدين، كان المهراجا الهندى «جاى سينج» يتجول بملابس هندية متواضعة بلندن حين قادته قدماه لمعرض لسيارات «رولز رويس»، فسأل عن سعر إحدى السيارات التى أعجبته، فما كان من البائع إلا السخرية منه وإهانته لفقر مظهره. فجاء رد المهراجا قاسياً إذ اشترى عشر سيارات من المعرض نفسه وقام بشحنها للهند وخصصها لنقل القمامة بعد إزالة سقفها.

ومن الواضح أن الشخص ذا القيمة الحقيقية لا يُعلن عن نفسه ولا يطلب من الناس أن يعرفوا من هو إلا وقت الضرورة، فقد مر الأمريكى «هنرى فورد»، مخترع السيارة، بأحد الطرق فوجد أحدهم وقد تعطلت سيارته، فعرض على صاحب السيارة المساعدة، فشكره الأخير وقال له إنه خبير بالسيارات. وفى رحلة عودته من الطريق ذاته وجد السيارة المعطلة نفسها، فنزل هذه المرة وأصلح العيب بسهولة، وحين ذُهل صاحبها الخبير قال له فورد: «لا تحزن فأنا من اخترعها».

هذه القصة تشبه ما حدث مع رجل الأعمال الإنجليزى «ريتشارد برنسون» حين خرج لتوه من غرفه التدخين بأحد المطارات قبل ركوب الطائرة فوجد أمامه رجلاً يقول له إنه لو جمع كل المال الذى أنفقه على السجائر طوال عمره لكانت الطائرة التى سيركبها ملكه. فسأله ريتشارد: «هل تدخن السجائر؟». فأجاب الرجل بالنفى، فاستفسر ريتشارد: «هل تملك أنت تلك الطائرة؟». فأجاب الرجل مرة أخرى بالنفى. هنا قال له ريتشارد: «أشكرك على نصيحتك، ولكننى أدخن السجائر وأمتلك تلك الطائرة أيضاً». وبالطبع «ريتشارد برنسون» هو الملياردير مالك طيران فيرجن.

وفى بعض الظروف قد لا نحب أن نُعرف أنفسنا مهما حدث كما هو الحال فى الموقف الذى يحكى عن هذا الموظف الذى اتصل بمكتب مديره بالخطأ قائلاً: «أحضر لى قهوتى فوراً وإلا علمتك الأدب». فرد عليه المدير بغضب: «هل تعرف من أنا؟». قال الموظف: «لا». فأردف المدير: «أنا مدير المؤسسة وسأعلمك الأدب». فرد عليه الموظف: «هل تعرف من أنا؟». قال المدير: «لا». فرد عليه الموظف: «الحمد لله» وأغلق الخط بوجهه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية