x

عبد الناصر سلامة البزازة عبد الناصر سلامة الإثنين 18-05-2015 20:57


فى الوقت الذى نتحدث فيه عن حرية الصحافة ودورها المحورى فى بناء المجتمعات، وفى الوقت الذى نعانى فيه من التضييق الرسمى على الهامش المسموح به فى هذا الصدد، يخرج علينا أحد قادة أحزاب المعارضة ليطلب من رئيس الدولة شخصيا التدخل للحد من ذلك الهامش، أو ربما للانقضاض على ما تبقى منه. آى والله هذا حدث.

الشيخ سيد البدوى - مش بتاع طنطا - دا بتاع حزب الوفد، وأثناء لقاء الرئيس به وببعض قيادات الحزب للتوفيق بينهم - لأسباب فى بطن الشاعر - اشتكى للرئيس مما اعتبره (استئصاد) من الصحافة لشخصه الفذ، قال إن الصحافة تهاجمه بشدة، إلا أن الرئيس كان أكثر حصافة منه، مرددا على الفور أنه لا يستطيع التدخل فى مثل هذه الأمور، مولانا السيد البدوى يراها (بزازة) لا يمكن الاستغناء عنها فى حياته العملية، تماما كعلاقاته بأمن الدولة، التى أشار إليها غريمه فؤاد بدراوى من قبل، إلا أننا هنا نعيب على بدراوى، بما أنه المرشح لرئاسة الحزب خلفا للبدوى، أنه لم يعترض على هذا الطرح أمام الرئيس مباشرة.

ما غاب عن بدراوى وكل قيادات، بل أعضاء الوفد عموماً، أن ما طالب به البدوى يمس الحزب، كل الحزب، ليس فى الحاضر فقط، بل فى الماضى والمستقبل، كل تاريخ الوفد قد أضير ضرراً بالغاً من هذا الطرح، بالتأكيد أضير من ممارسات البدوى ككل، إلا أن ما يعنينا هنا هو أن يتبنى حزب بحجم الوفد، ممثلا فى رئيسه، طلبا من رئيس الدولة بالحد من حرية الإعلام، على اعتبار أن هناك أصلا حرية إعلام، وهذا فى حد ذاته دليل آخر على أن البدوى لا يعيش بيننا.

قيادات الوفد الذين حضروا اللقاء كان يجب أن يصدروا بيانا رسميا، يشجبون فيه، ويستنكرون، بل يتبرأون مما طرحه رئيس الحزب خلال هذا اللقاء، بالتأكيد هم لم يفعلوا ذلك خجلاً من الرئيس نفسه، على اعتبار أنه كان يقوم بدور الوساطة للصلح بينهم، الرئيس هنا لا يريد أن يخسر بصفة شخصية ما تبقى من دعم حزبى هش على أرض الواقع، وهم هنا أيضا لا يريدون أن يخسروا دعم الرئيس، المصالح متبادلة، والحزب هو الخاسر، والشعب أيضا. إلا أنها المرحلة بكل ما تحمل من مآسٍ.

حزبكم فى حاجة إلى ثورة شاملة يا فؤاد بيه، وليس مجرد تغيير قيادة فقط، قد يزعجكم تعبير الثورة فى حد ذاته، ولكم الحق، إلا أن الثورة التى ننشدها هنا تهدف إلى تطوير الحزب، والعودة به إلى العصر الذهبى، وقت أن كان الاتصال بالسراى عملاً من أعمال الخيانة للقاعدة الشعبية، كالاتصال بالمندوب السامى سواء بسواء، أعتقد أن السراى الآن يمكن أن تستخدم البدوى، نظرا لموقفه الضعيف داخل الحزب، إلا أنها لا يجب أبدا أن تستخدم الحزب كل الحزب، فهى أيضا فى موقف أقرب إلى موقف البدوى نفسه.

أعلنوا فوراً اعتذاركم عن كل شىء، عن اللقاء، وعما دار فيه، وعن كل إخفاقات الحزب فى السنوات السابقة، وسارعوا إلى التخلص من نقاط ضعفكم، من قيادتكم، بالطرق الشرعية، وليس بأى طريق آخر، فمازلتم الحزب الوحيد الذى ليس بحاجة إلى (البزازة)، أو الانبطاح أمام أى جهة أمنية من أى نوع.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية