إيلى كوهين، يهودي ولد بالإسكندرية في 1924، وانضم شابا إلى منظمة الشباب اليهودى الصهيونى في الإسكندرية، وكان ممن شجعوا على الهجرة اليهودية لإسرائيل وقبض عليه في فضيحة لافون، ثم سافر لإسرائيل في 1955، والتحق بجهاز «أمان» الجيش الإسرائيلى، وعاد لمصر واعتقلته المخابرات مع بدء العدوان الثلاثى في 1956.
ثم هاجر لإسرائيل في 1957، ورأى فيه الموساد مشروع جاسوس جيداً فتم إعداده ليعمل في مصر، ثم عدلت الخطة ليعمل في دمشق، ورتبت له قصة مفادها أن اسمه (كامل أمين ثابت)، وأنه هاجر وعائلته إلى الإسكندرية، ثم سافر عمه إلى الأرجنتين في 1946 ليلحق بهم في 1947، وهناك عمل في تجارة الأقمشة وتم تدريبه على التجسس.
وفى 3 فبراير 1961 غادر إلى زيوريخ ومنها حجز تذكرة إلى تشيلى باسمه الجديد وتخلف في الأرجنتين التي دخلها دون تدقيق في شخصيته، وهناك أكد حضوره كرجل أعمال سورى ناجح شديد الحماس لوطنه وأقام صداقات مع الدبلوماسيين السوريين وأخذ يبدى حنينه لوطنه، فلما تلقى الإشارة سافر لسوريا ووصلها في يناير 1962، حاملا آلات التجسس وعدداً من التوصيات لشخصيات مهمة في سوريا، وتدفقت رسائله التجسسية لثلاث سنوات وأقام شبكة علاقات واسعة ومهمة مع ضباط الجيش، وكان عادياً أن يزور أصدقاءه من قادة الجيش على الجبهة وكانوا يتحدثون معه باطمئنان عن تكتيكاتهم الحربية.
أما عن قصة سقوطه واكتشاف أمره فقد ذكرها «رفعت الجمال» (رأفت الهجان) الذي قال إنه شاهده في سهرة جمعت مسؤولين في الموساد وقالوا إنه رجل أعمال إسرائيلى في أمريكا.
وفى أكتوبر 1964 كان الهجان في رحلة عمل لروما للاتفاق على أفواج سياحية ورآه في صورة مع قياديين سوريين وتحتها تعليق يقول: (الفريق أول على عامر بصحبة القادة العسكريين والعضو القيادى لحزب البعث كامل أمين ثابت)، ولم يكن كامل هذا سوى إيلى كوهين، فطلب الهجان من قلب الأسد «محمد نسيم» العمل خارج إسرائيل وأوضح له السبب بالأدلة، وطار رجال المخابرات المصرية شرقاً وغرباً وقابل مدير المخابرات الرئيس عبدالناصر، وطار في نفس الليلة بطائرة خاصة إلى دمشق حاملاً ملفاً ضخماً للرئيس السورى، وتم القبض على كوهين وحوكم وأعدم «زي النهارده» 18 مايو 1965.