رمضان واقتصار الموسم الدرامى فيه، وتركز موسم الصيف السينمائى فى شهرين فقط، وموسم المدارس وعودة المغتربين.. أسباب ساقها السيناريست بشير الديك لتغلب الدراما على السينما واختلال كل شىء ليتركز فى «إعلانات متغمسة بشوية تمثيل»، على حد وصفه للموسم الدرامى الساخن، وقال الديك: «الغريب أن يخوض التليفزيون المصرى تلك المنافسة مع الفضائيات الخاصة، رغم أنه يفترض أنه يمول من دافعى الضرائب، وتقع عليه مسؤولية نشر الوعى». ويرجع الديك انتصار الدراما على السينما هذا العام إلى وجود كم مرعب من القنوات الفضائية اشترت الأعمال التليفزيونية، وقال: «إلا أن المسألة فى السينما لا يجب حسابها بإيرادات دور العرض فقط، فالفضائيات السينمائية دخلت اللعبة أيضا لتدر دخلا بعرضها المستمر للأفلام طوال العام، والإنترنت أيضا أصبح مصدر دخل».
سيطرة النجم الواحد هى المشكلة الحقيقية التى تواجه صناعة السينما عكس الدراما، وهى تؤدى إلى مزيد من التدهور من وجهة نظر الديك، فالنجم هو الذى يختار المؤلف والمخرج وفقا للشلة الخاصة به، فأصبح النظام السينمائى قائماً على خمسة أو ستة نجوم يعدون على الأصابع، هم الذين يتحكمون فيما يقدم، عكس ما كانت قائمة عليه فى بدايتها وطوال تاريخها من شركات ورجال صناعة. ويحذر الديك من فتح الباب على مصراعيه فى صناعة الدراما، مشيراً إلى غياب أى قواعد فى الوسط الفنى و«أى حد عايز يعمل أى حاجة، محدش يقوله لأ»، لكنه يرى ميزة كبيرة فيما حدث هذا العام، وهى مشاركة فنانين وفنيين عرب بشكل أكبر وأوسع، يمكن الاستفادة بهم فى السينما، مؤكدا أن الجمهور لديه القدرة على تقبلهم، رغم عدم معرفته بهم من قبل، أيضا تقديم أعمال تاريخية ونجاحها ربما يحمس لتقديم فيلم من هذه النوعية، لكن المشكلة- كما يراها الديك- هى أن المنتج السينمائى «عايز يكسب ويهرب».
إلا أن الديك الذى لم يعرض مسلسله «عابد كرمان» أبدى تخوفه من مزيد من سطوة الإعلانات وتحكمها فى صناعة الدراما ليقضى على هذا التوهج، وقال: «الحكاية أصبحت سبوبة وأكل عيش، وهناك تحكم فظيع من الإعلانات التى تزداد كل عام، وبالتالى هذا يقودنا إلى أن يتحكموا فيمن يكتب، ومن يخرج ليضعوا عليه إعلاناتهم».