الأعمار بيد الله، والحب أيضاً بيده، وبإرادته سبحانه، فهو مُقلِّب القلوب، عشقنا وحبنا لعبدالحليم الذى يزداد مع الأيام، لدرجة أن ذكراه فى كل عام تجعله حياً حتى هذه اللحظة، يجعلنا هذا العشق نضبط أنفسنا متلبسين بسؤال: ماذا لو كان عبدالحليم حياً بيننا حتى هذه اللحظة؟ هل كان السوفالدى وربط دوالى المرىء بالطرق الحديثة وزراعة الكبد، ستجعل العندليب يغنى لنا فى حفل عيد الربيع القادم؟ هل كان الطب الحديث سيمنحنا ساعات زيادة لنستريح ونستمتع على ضفاف حنجرته؟! سؤال تخيلى ورسالة ليست من تحت الماء، لكنها من داخل قلوب عشاقه، هذا النحيل الموعود بالعذاب الذى نغنى له اليوم: خسارة خسارة، فراقك يا حليم خسارة.
سحر الفنان، وجاذبيته، وصورته الذهنية، وإشعاع الغموض المقنن المحسوب، ومساحة الخصوصية غير المستباحة، وحاجز الزجاج الشفاف المصقول، الذى كان يفصلنى ويربطنى فى نفس الوقت بمعشوقى عبدالحليم حافظ، ويصنع هالة نورانية حوله كالقديس، ويجذبنى بمغناطيسه الكونى الهائل حتى أحط رحال جسدى المنهك وألملم أشلاء روحى المبعثرة على شاطئ حنجرته الفيروزى الصافى.. المزيد
كم نحن قساة، كم نحن جلادون، كلمات وتساؤلات داهمتنى بعد حوارى مع د.هشام عيسى، طبيب عبدالحليم الخاص وصديقه الحميم، كيف اتهم البعض حليم بأنه كان يتاجر بمرضه لكسب المزيد من التعاطف وجذب المعجبات والمعجبين؟.. المزيد
د. هشام الخياط، أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس، عاشق لعبدالحليم حافظ، ويؤرخ مراحل عمره بأغانى العندليب، ورث د. هشام هذا العشق عن والده الناقد الفنى رأفت الخياط والذى كان صديقاً له، سألته: لو كان العندليب من مرضاك فى العيادة، كيف كنت ستعالجه؟ قال: بالطبع كنت سأصف له السوفالدى أو إخوته من أقراص الفم الجديدة، وكنت سأنصحه بزراعة الكبد وأربط له دوالى المرىء بالطرق الحديثة.. المزيد
(لقراءة النص بالكامل اضغط هنا)