أكد فاروق حسنى، وزير الثقافة، أن «الوزارة لم تتهم محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، المحتجز على ذمة قضية سرقة زهرة الخشخاش، ولكنه هو الذى اتهم نفسه، قائلا: «بيننا وبينه القانون وسترى ما ستسفر عنه التحقيقات واحنا شايلين عنه بلاوى كتيرة، وحاجزين عنه الكثير من الاتهامات».
أضاف «حسنى»، فى مؤتمر صحفى أمس بمتحف الجزيرة، أن «الشعب المصرى عاطفى يفرح ويحزن بقوة»، مشيرا إلى أن «سرقة لوحة لا تعنى ضياع الدنيا، ففى 16 مايو الماضى، سرقت 4 لوحات من متحف الفن الحديث بباريس منها لوحة لبيكاسو، ولم يحدث شىء ولم يطالب أحد بإقالة الوزير، بل استمرت التحقيقات، بحثا عن اللوحات وتم تحميل المسؤوليات لأصحابها».
وتابع أن «هناك دولا كثيرة تفقد أشياء ثمينة لكن هذا لا يعنى أن كل المتاحف فى مصر فى حالة سيئة، بل على العكس، فجميع المتاحف مؤمّنة»، مشيرا إلى أن «قضية زهرة الخشخاش فى يد المحكمة الآن ومن الأفضل عدم الحديث فى الموضوع حتى لا نؤثر على سير التحقيقات».
وأكد أنه هو «الذى عمل وافتتح متحف محمد محمود خليل وكان مجهزا بأحدث وسائل التأمين، لكن تشغيله فيما بعد مسؤولية الإدارة، والأفراد الذين ليس لديهم أى قدر من تحمل المسؤولية»، مشيرا إلى أن إصلاح الكاميرات فى المتحف «يكلف 100 ألف جنيه فقط».
وقال: «كانت هناك خطة لتطوير المتحف ومشروع أعده الدكتور على رأفت ومخازن الجزيرة كانت مستعدة منذ يناير الماضى لاستقبال لوحات محمود خليل لحين الانتهاء من مشروع التطوير»، مضيفا أن «المسؤولية تقع على الإدارة التى كان لا بد أن تصحو وتستغل الإمكانات المتاحة لديها بشكل جيد».
وتابع أنه «بسبب الخوف من إهمال الأفراد، تم التفكير الآن فى عمل غرفة تحكم مركزى فى جميع متاحف مصر، وهذا تزيُّد وتكلفة كبيرة، لكن لا يوجد حل آخر لمواجهة الإهمال البشرى».
وعرض وزير الثقافة أمام الصحفيين أحد الصناديق التى خزنت فيها لوحات الخط العربى المعروفة بخبيئة الغورى، وقال: «أثير بعض اللغط حول خبيئة الغورى، التى تضم 80 لوحة من الخط العربى وقيل إنها غير موجودة، وبعد جرد المتاحف، اكتشفنا أنها موجودة فى متحف الجزيرة»، مؤكدا أن «اللوحات التى تسلمتها وزارة الثقافة هى 80 لوحة فقط وليست 83 كما قيل ولو كانت 83 لوحة فنحن لا نعرف من الذى أخذ الثلاث الأخرى»، مشيرا إلى أن المتحف يجرى الآن تطويره بتكلفة 70 مليون جنيه، ليتم افتتاحه وعرض الأعمال المخزنة به، البالغ عددها 4 آلاف قطعة أثرية.
وجدد وزير الثقافة انتقاده لمؤتمر المثقفين المستقلين وبيانهم الذى طالب بإقالته وقال: «لو أسفر مؤتمرهم عن شىء، فسنستفيد منه»، مؤكدا أنه «وزير فى وزارة ثقافة مصر، والوزارة فى خدمة المجتمع ككل، والمؤتمر الذى تعده الوزارة للمثقفين مفتوح أمام الجميع».
وقال حسنى: «لا أحد يصف نفسه بأنه مثقف، فالمثقف لابد أن يكون مدركا للحضارات والثقافة المصرية فى كل العصور ويمر بجميع المراحل فى الفن والثقافة والموسيقى من عصر الباروك والكلاسيكيات والرومانيتكيات فى كل الفروع».