x

مراكز الشباب بـ«الأضواء الكاشفة»: في انتظار ظهور «الحريف» (تحقيق)

مركز شباب مركز شباب تصوير : اخبار

ظلوا لسنوات طوال يحلمون بـ«ملاعب» تحتضن مواهبهم وطاقاتهم وأفكارهم عقب يوم دراسى أو عمل طويل.. بعضهم كان يبحث عن «أعين لاكتشافه» والبعض كان يبحث عن «متنفس» والبعض الآخر كان يبحث عن «المناقشات».. كانت الشوارع دائما هى صاحبة الكلمة العليا لاحتوائهم على «أعمدة الإنارة» رغبة فى الحصول على القليل من «نورها».. حتى يئس البعض وهجر الشارع أيضا.. وظل البعض الآخر «على العهد» لمجرد أنه يخرج طاقته.. حتى أعلنت وزارة الشباب والرياضة عن تنفيذ أول ملاعب قانونية ومفتوحة من نوعها فى مراكز الشباب فى القرى والمناطق الشعبية، بالأضواء الكاشفة، ليعود إليها

الشباب بل الأطفال والكهول.. بحثا عن متنفس واكتشاف ومناقشة.. لينتظر الجميع ظهور «الحريف» فى جميع المجالات مجددا.

فى المنوفية كان هانى محمود، ذلك الشاب وأصدقاؤه ممن تخرجوا من الجامعة منذ نحو سنتين فقط، يبحثون عن إخراج طاقاتهم فى كرة القدم، التى يعشقونها منذ الصغر، ولكن كان «الأهل والجيران» هم دائما «الجدار» الذى يقف بينهم وبين لعبتهم المفضلة، يضحك هانى قائلا: «دائما الكرة كان يتم قطعها أمام أعيننا، لو أخطأنا أثناء ركل الكرة، ووصلت إلى أحى بيوت الجيران، حتى أهلنا لم يرحمونا، وحتى نقوم بتأجير أرض للعب، لا يستطيع أغلبنا دفع القيمة، واليوم أصبح لدينا ملعب حقيقى، نستطيع أن نلعب عليه تحت الأضواء الكاشفة، دون خوف على الكرة».

«هاكون زى عماد متعب».. كلمة قالها بتلقائية عبدالله فوزى، ذلك الطالب الذى لم يتعد عمره الـ 15 عاما، الذى كان يجرى فى الملعب ويتعامل كأنه «نجم مصر» بسعادة وإقبال شديدين، على اعتبار أن الملعب بعد تطويره أصبح يناسب اللعب بشكل أفضل، بما يحافظ على «أقدامهم الذهبية» - كما وصفها - لترفع اسم مصر عاليا فى البطولات المقبلة - قالها بأمل وتحد كبير.

وفى قنا، التى كان لعب الكرة فيها فى وقت من الأوقات «عيب»، قرر فيها «شباب القرى» تشكيل فرق رياضية فيما بينهم لأول مرة - كما يقول على محمود - على اعتبار أن إنارة عدد من الملاعب فى مراكز الشباب لديهم، ساهمت بشكل كبير فى جذبهم للتوجه إلى هذه المراكز لممارسة نشاط كرة القدم، والتبارى فى مباريات تنافسية حقيقية، وإقامة الدوريات فيما بينهم بصورة منتظمة.

وإذا كان معظم الشباب يعتبرون أن إنارة الملاعب فى مراكز الشباب لأول مرة فى تاريخها، تأتى لصالح لعب الكرة فقط، فإن أيمن محمود، عدد مزايا أخرى من وجهة نظره، والتى تقدم بها لمركز الشباب بقريته، فقد اعتبر إضاءة الملاعب أعادت دور هذه المراكز، بحيث يجب استغلالها لجذب الشباب نحو المشاركة فى الأنشطة الثقافية والاجتماعية التى تعمل على تنمية مداركهم السياسية والاقتصادية والعلمية والدينية، بالإضافة إلى التنمية الرياضية، لحماية الشباب من الانحراف، حيث إن الملاعب المفتوحة - من وجهة نظر محمود - ستجعل الإقبال أفضل على أى نشاط.

فى الوقت نفسه قرر خالد كامل، بمركز شباب الرحمانية، البدء فى اكتشاف المواهب الرياضية، واستثمارها لصالح الأندية المحلية ودفعها للمنافسة فى المسابقات المختلفة، وهو ما كان يعانى منه أبناء هذه القرى من قبل.

فى بنى سويف، كان الحال مختلفا، فقد قرر شباب قرى ومدن المحافظة، التى حظيت بتجديد 85 مركزا من أصل 181 مركزا، استغلال الملاعب المضاءة فى المقابلات والتسامر بدلا من «المقاهى» بجانب تنفيذ (برنامج محاكاة) لمجلس محلى المحافظة، قام الشباب خلاله بعمل جلسات لمناقشة هموم محافظتهم والعمل على حلها.

«تجربة المجلس المحلى المصغر»، كما يرويها وليد سليم، أحد شباب قرية أبوسليم بمركز بنى سويف، قاموا خلالها بتنفيذ برنامج محاكاة ضم شبابا من مراكز الشباب على مستوى المحافظة، وأعدوا مجلسا محليا للمحافظة لمناقشة مشاكلهم، بل قاموا بعمل انتخابات، حصل خلالها سليم، على رئاسة المجلس، وكانت أول جلسة فى مركز شباب بنى سويف النموذجى وحضرها أحمد سرور، مدير عام مديرية الشباب والرياضة، وإبراهيم دهشان، وكيل المديرية، ورحاب صلاح، مدير إدارة التعليم المدنى والبرلمان، والأهم أنهم وضعوا خطة لمدة 3 أشهر للمجلس عبارة عن المشاركة فى القافلة التعليمية (إعدادى وثانوى) والمشاركة فى القافلة الصحية بأكثر ثلاث قرى فقرا، وتحديد الدورات التدريبية للمحليات، وقريبا سيتم عمل برنامج محاكاة لنواب مجلس الشعب، يتم تكوينه من الشباب ويكون عن طريق الانتخاب، كخطوة لتعليم الديمقراطية.

إنارة الملاعب جعلت الشباب يلجأون للمراكز فى الفترات الليلية، ويغادرونها على النوم فقط - وفقا لأحمد عثمان فى حى المرماح - ولم يفكروا فى لعب الكرة فقط، فقد بدأوا ممارسة الألعاب المختلفة من كاراتيه وكونغ فو وطائرة وسلة، وهناك مدارس للكرة موجودة تعمل ليلا حتى الساعة الحادية عشرة مساء كل يوم.

وقد كانت الفكرة حافزا لجميع قرى المحافظة، فقد وافق خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، على حل وتصفية 8 مراكز، مقامة على مقار مؤجرة فى غرفة واحدة داخل جمعيات زراعية وليس لها أى أراض أو منشآت، لتنفيذ ملاعب مضاءة عليها.

ووفقا لأرقام وزارة الشباب والرياضة، فإن المرحلة الأولى تمت خلال الفترة من أكتوبر 2013 حتى سبتمبر 2014، وتضمنت إنشاء 1061 ملعبا خماسيا و64 ملعبا قانونياً بالنجيل الصناعى والأضواء الكاشفة والأسوار بتكلفة إجمالية بلغت 595 .6 مليون جنيه، أما المرحلة الثانية فكانت خلال الفترة من أكتوبر 2014 حتى فبراير 2015، وتضمنت إنشاء 409 ملاعب بواقع 374 ملعبا خماسيا و35 ملعبا قانونيا بتكلفة إجمالية بلغت 274.5 مليون جنيه، وبهذا تكون الوزارة قد أنهت إنشاء 1534 ملعبا منها 1435 ملعبا خماسيا و99 ملعبا قانونيا خلال الفترة من أكتوبر 2013 حتى فبراير 2015، وبتكلفة إجمالية بلغت 870 مليون جنيه.

ولم تتوقف الوزارة عند هذا الحد، فأكدت أنه جارٍ حالياً تنفيذ 500 ملعب خماسى جديد منذ إبريل الماضى، وسيتم تسليم جميع الملاعب الجديدة فى الأول من أكتوبر المقبل، وذلك بتكلفة إجمالية حوالى 250 مليون جنيه.

أما بالنسبة للملاعب المفتوحة، فإنه تم إنشاء 200 ملعب مفتوح فى 18 محافظة هى أسوان، أسيوط، الإسماعيلية، الأقصر، البحر الأحمر، الشرقية، الغربية، القليوبية، المنوفية، المنيا، بنى سويف، بورسعيد، جنوب سيناء، دمياط، سوهاج، شمال سيناء، قنا، كفر الشيخ، بتكلفة إجمالية 100 مليون جنيه، بجانب 103 ملاعب خماسية بتكلفة إجمالية 54 مليون جنيه.

وسيتم إنشاء 35 ملعبا مفتوحا فى المدن الجديدة فى مختلف المحافظات بتكلفة إجمالية حوالى 18 مليون جنيه، وسيتم الانتهاء وتسلم جميع الملاعب المفتوحة بالمرحلة الثانية قبل انتهاء شهر يوليو المقبل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية