لم، ولن ينسى أى إنسان عربى يوم 15 مايو 1948 «يوم إعلان قيام دولة إسرائيل» فى تحدٍ صارخ للقيم الإنسانية، وضد كل المبادئ والأعراف الدولية، تم سرقة دولة بالكامل وتغيير هويتها تحت مزاعم عرقية دينية.. جريمة اشترك فى ارتكابها عدة دول كبرى، ترضية ليهود العالم.
اليوم تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تكرار نفس المأساة بطريقة أخرى بأن تحول منطقة الشرق الأوسط كلها إلى دويلات صغيرة لإرضاء إسرائيل مرة أخرى، وكأن العالم كله يدور فى فلك إسرائيل.. ما زال هناك ملايين من الشعب الفلسطينى يعيشون فى مخيمات.. شعب بأكمله لاجئ، منذ أن أعلن عن قيام دولة إسرائيل.. وبمذابح دير ياسين وصابرا وشاتيلا واجتياح غزة المتكرر ويتم تصفيتهم.. بل صل الأمر إلى تصفية رئيس دولة فلسطين نفسه السيد/ ياسر عرفات، بعد أن أصبح أيقونة وشعارا لدولة فلسطين، ورمزا يعرفه العالم كله!
كل ذلك حتى لا يكون هناك شعب يطالب بالعودة، ومن العجائب أن تقوم منظمات دولية تدعى حماية حقوق الإنسان بتكريم شخصيات مشبوهة من الدول العربية نادت بحرية التعبير وحق إسرائيل فى العيش، وليذهب أطفال دولة بالكامل إلى الجحيم!!
إنها ذكرى حزينة، وخنجر فى قلب كل عربى.. خنجر غرسته أوروبا وأمريكا فى صدر كل عربى.. واليوم تنادى تلك الدول بحقوق الإنسان والديمقراطية، وحق الحياة الكريمة.. شعارات جوفاء من قتله ومجرمين!!
القومية العربية لم تمت بعد عبدالناصر، كما ادعت إسرائيل وقت وفاته، ولكن شاء القدر أن يكون هناك أمل وضوء قادم من قلب مصر.. إنه الرئيس عبدالفتاح السيسى- حفظه الله، وسدد خطاه.
عميد ملاح بالمعاش / محمد عبد السميع عامر مراد