تعثر ميخائيل جورباتشوف، آخر رؤساء الاتحاد السوفيتى المنهار، بقدميه، وهو يصعد منصة مسرح «فريدريشتات بلاتس»، الواقع فى القسم الشرقى من ألمانيا، مع 2 من أبرز قادة العالم فى حقبة التسعينيات، الذين صنعوا مرحلة جديدة و«جعلوا المستحيل ممكنا»، بإعادة رسم الخريطة الدولية فى تلك الفترة، هما الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الأب، ومستشار «الوحدة الألمانية» هيلموت كول، وذلك خلال الاحتفالية الكبيرة التى أقيمت لتكريمهم، فى العاصمة الألمانية، احتفاء بالذكرى العشرين لهدم «جدار برلين».
فى خطب متتالية، بدا فيها كول «79 عاما» أكثرهم تقدما فى العمر، بدخوله القاعة على كرسى كهربائى لم يفارقه منذ إصابته بالشلل النصفى قبل حوالى عام، بينما بدا جورباتشوف «78 عاما» أكثرهم رغبة فى مداعبة الجمهور - كعادته، يرى جورباتشوف مع الغرب، لخص الرئيس الألماني، رؤيته للمنحى الذى اتخذه جورباتشوف فى نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضى لإنهاء الحرب الباردة، قائلا إن «العالم الآن بحاجة إلى قادة مثل هؤلاء.. قادة يدركون ما ينبغى عليهم عمله فى الوقت المناسب».
جورباتشوف أيضا عمد فى كلمته إلى تحسين صورته بتأكيد اعتزازه بكونه أحد المساهمين فى إعادة توحيد ألمانيا، لكنه لم ينس الإشارة إلى حالة العداء التى كانت بينه وبين كول، الذى نظر إليه معتذرا وهو يقول «سامحنى يا صديقى العزيز، لم نكن أصدقاء أول الأمر، أعترف بأنى وتاتشر وميتران رفضنا إعادة توحيد ألمانيا فى البداية.
بدوره، تحدث كول ببطء فى كلمته متسائلا «من كان يصدق قبل 9 نوفمبر أن الوحدة ستتم بين الألمانيتين»، وبينما غلبت على كلمته وكلمة بوش الأب (85 عاما) عاطفة الاحتفاء بذكريات إعادة الوحدة، وسط دموع الكثير من الحضور وتصفيقهم الحاد، متأثرين بعرض فيلم تسجيلى للحظة هدم السور وعبور آلاف الشرقيين للقسم الغربي، امتلأت كلمة جورباتشوف بالتلميحات منها «ما أحوج الولايات المتحدة الآن أيضا لتطبيق البريسترويكا». قالها وهو ينظر لبوش مشاكسا، فى إشارة لسياسة الانفتاح التى انتهجها فى بلاده لـ «إعادة البناء».