التقى المهندس ابراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، الأربعاء، أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الفرنسي، بحضور وزراء الصناعة والتجارة، والكهرباء، والطيران المدني، والنقل، والتعليم الفني والتدريب، ورئيس هيئة قناة السويس.
وعرض محلب ملخصا للتطورات الداخلية في مصر، استجابة لمطلب أعضاء اللجنة، وقال: «بعد ثورة 25 يناير، كان الإخوان المسلمون هم الفريق الأكثر تنظيما، لذلك استطاعوا الفوز بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، خاصة أن المصريين ينحازون بصورة طبيعية لكل ما هو ديني ونحن شعب متدين بطبعه، وقال المواطنون لأنفسهم (أعطوا لهم فرصة)، ولكن بعد عام اكتشف المصريون أنهم يحكمون كهواة، وأنهم حاولوا تغيير هوية الشعب المصري، وبدأوا يحدثون شرخا في المجتمع بين المسلمين وبعضهم وبين المسلمين وغيرهم، وهذا صعب جدا، فمن الصعب تغيير هوية شعب يؤمن بالتسامح والنسيج المشترك».
وأضاف رئيس الوزراء أن ثورة 30 يونيو قامت ضد الإخوان المسلمين، وكان على الجيش حماية شعبه، حتى لا تحدث حرب أهلية، مثلما يحدث في بعض الدول المجاورة، وانتصرت إرادة الشعب، وتم وضع خريطة طريق على ٣ مراحل، شملت وضع الدستور وانتخاب رئيس، وانتخابات برلمانية، ونحن نعمل على التحضير لإجرائها قريبا.
وأكد محلب أنه تم البدء في إصلاحات حقيقية سياسية واقتصادية واجتماعية وإدارية، وفي مجال حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الشعب يعمل على بناء دولته المدنية الحديثة الديمقراطية.
وفيما يتعلق بمواجهة الإرهاب، قال رئيس الوزراء: «هناك ضرورة للتعامل الشامل لمكافحة الإرهاب، دون التفرقة بين المنظمات الإرهابية، أخذًا في الاعتبار الارتباط الفكري الوثيق بين تلك المنظمات، والذي ينبع من فكر متطرف واحد».
وأكد أهمية السعي لتجفيف منابع تمويل الإرهاب وعدم توفير الملاذ الآمن للإرهابيين، خاصة عن طريق تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتعاون على كل المستويات، خاصة على المستوى الثنائي، بما في ذلك تكثيف التعاون الاستخباراتي.
وتابع: «من هذا المنطلق، تهتم مصر بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وانتشار السلاح في منطقة المتوسط، بدءًا من ليبيا مرورا بمصر حتى سوريا، حيث ظهرت مؤشرات على امتزاج نشاط جماعات الجريمة المنظمة مع الجماعات الإرهابية، ما يمثل تهديدا في غاية الخطورة لدول المنطقة وأوروبا على حد سواء.
وشدد محلب على أن ما يحدث من عمليات إرهابية لا يمت للإسلام بصلة، فالإسلام دين تسامح وسلام، ولكن يتم التلاعب بالأمور، وأصبحنا أمام أيديولوجية شيطانية، والإرهاب يهددنا جميعا، ولا أحد بمنأى عنه، ومن ثم يجب أن تكون هناك جبهة موحدة لمواجهته، مشيرا إلى أن الحكومة تبذل جهودا عديدة في هذا الإطار، لا تقتصر على المواجهة الأمنية، ولكن نعمل على تنفيذ استراتيجية شاملة للمواجهة، تشمل مواجهة اقتصادية وثقافية واجتماعية.
وأضاف: «نحن أمام موجة كبيرة وعاتية، وما نحتاجه هو خريطة طريق، وعلى الأزهر ودار الإفتاء دور مهم في توضيح الحقائق، وأن هذه السلوكيات لا علاقة لها بالإسلام».