x

جمال الجمل تكليف شعبي للرئيس: عيد النظافة جمال الجمل الثلاثاء 12-05-2015 03:14


أقترح على رئيس الجمهورية إصدار قرار سريع بتخصيص يوم 11 مايو عيدا للنظافة، ولا يشترط أن يكون أجازة كمعظم أعيادنا الرسمية، وأقترح أن ننزل جميعا في هذا اليوم من أماكن العمل إلى الشوارع حاملين "المقشات" وأدوات النظافة، وفي المقدمة كل المسؤولين التنفيذيين القادرين في الدولة من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء إلى أصغر موظف، لنشارك عمال النظافة عملهم، نكنس الشوارع وندهن الأرصفة، ونجمع القمامة.

هذه فرصة عظيمة يجب ألا نهدر تخليدها، ففي هذا اليوم تقدم وزير باستقالته معترفا بخطأه في حق عامل النظافة، انتفض شعب يتمسك بدستوره، ويدافع عن الفئات المهمشة المطحونة في مواجهة ظلم (مقصود أو غير مقصود لايعنيني الآن)، لكن المهم ألا نترك هذا اليوم العظيم ينزلق من ذاكرة الوطن إلى بالوعة النسيان والإهمال.

النظرة الإيجابية لردة الفعل على تصريحات المستشار محفوظ صابر، تؤكد بقوة أن مصر تتغير بإرادة شعبها، وأن أي سلطة لن تستطيع أن تمنع هذا التغيير، مصر لن تعود إلى الوراء، فقد عرف الشعب طريقه، وسوف يضغط بكل الوسائل للانتقال من حالة "عزبة الكبار" إلى حالة "الدولة الناعمة" التي تتخلص (بمزاجها أو رغما عنها) من أساليب البطش والقهر والوصاية على الشعب.

الإقالة الشعبية لوزير العدل، ليست الملمح الوحيد لإصرار مصر على التغيير، فثورة التعبير على مواقع التواصل الاجتماعي صارت ركنا مهما في حسابات صانع القرار، والرئيس يبدي استجابة طيبة لاتجاهات الرأي العام، ولدينا الآن ثقافة الاعتذار بين كبار السلطة، الريس يعتذر، ورئيس الوزراء يعتذر، والوزير يعتذر ويستقيل تحت ضغوط شعبية، وهذا إنجاز لو تعلمون عظيم.

كما أننا نتحرك (ولو ببطء) نحو دولة القانون، ومنذ حادث استشهاد المناضلة شيماء الصباع، ارتفع عدد الضباط الذين تمت إحالتهم للمحاكمات، وأصبح ظاهرة تلفت النظر (صحيح أن العدد ليس كبيرا، ولا يشمل كل المخالفين للقوانين والقواعد المعيارية لعمل الشرطة العصرية) لكن المحاكمات تعبر عن اتجاه واضح علينا أن نلتفت إليه وندعمه، ونشجع على استمراره، ونطالب بتدريب الضباط وتأهيلهم حتى لا ييقعوا مي الاختيار الخاطئ: إما جلادين وإما ضحايا!

نريد أن نبني دولة عصرية معيارية تطبق دستورها على الجميع، وتوفر مقومات الأمن والحماية والحياة الكريمة لكل المواطنين، وتحاسب كل مواطن حسب صلاحياته، فالحساب على قدر المسؤولية، ولا صلاحيات بدون محاسبة ومراجعة.

لقد كتبت منذ سنوات أن 25 يناير كانت "يوم ميلاد شعب" ولم تكن مجرد ثورة غضب ضد نظام، لقد كانت صحوة شعب صبر طويلا ثم خرج ليستعيد وجوده وحقوقه، ويعبر عن قدرته على صياغة مستقبله بما يتناسب مع العصر.

لن أتطرق إلى أمثلة أكثر في هذا المقال حتى لا أشتت رسالتي الأساسية من شعب مصر العظيم إلى الرئيس، نحن يا سيادة الرئيس نطالب بتخصيص 11 مايو عيدا للنظافة، ليس لتكريم عامل النظافة في حفل ينقله التليفزيون مرة كل عام، لكن من أجل استعادة قيمة النظافة بكل ماتحمله من معاني في حياتنا.

ونرجو ياسيادة الرئيس ألا يتأخر القرار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية