x

المستشار معتز خفاجي بعد محاولة اغتياله: اكتفيت بالمؤبد لـ«الشاطر» (حوار)

الإثنين 11-05-2015 11:52 | كتب: محمد طلعت داود |
المستشار معتز خفاجي يتحدث للمصري اليوم المستشار معتز خفاجي يتحدث للمصري اليوم تصوير : أحمد طرانة

قال المستشار معتز خفاجى، بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها، الأحد، في حواره مع «المصرى اليوم»، إن هذه العملية الإرهابية لم تنل من عزيمته، ولن تخيفه، وأنه مستمر في أداء عمله وواجبه نحو الوطن بكل قوة، ويتمنى الشهادة في سبيل الله.

وكشف المستشار خفاجى عن مخطط الجماعة الإرهابية لإسقاط مؤسسة القضاء بقوله إنها كانت تريد إزاحة 3500 قاض واستبدالهم بآخرين من الجماعة، ولو تم تنفيذ هذه الخطة، لتحولت مصر إلى ما يشبه العراق واليمن وسوريا. ولا يخفى القاضى الكبير رأيه في الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث قال إن مبارك رجل وطنى ولا يستطيع أحد وصفه بـ«خائن» فهو طيار دخل حروبا وأسس سلاح الطيران وكان يحب بلاده، صحيح أن عهده شهد فساداً في نواح ما لاعتبارات معينة، ربما كان تقدمه في السن أحدها.. وإلى نص الحوار:

■ ما تفاصيل محاولة اغتيالك؟

- صباح أمس، استيقظت على سماع دوى انفجار أمام العمارة التي أسكن فيها، بمنطقة وادى حوف بحلوان وعلمت أن عددًا من الإرهابيين زرعوا 3 قنابل أسفل سيارتى الخاصة وسيارة نجلى محمد، وعلى إثرها تحطمت السيارتان، إضافة إلى أخريين مملوكتين لسكان العمارة، وتحطم جزء من واجهة العمارة.

■ هل تم القبض على أحد منفذى العملية؟

- الحرس الخاص بى تمكن من إلقاء القبض على أحد منفذى هذه العملية الإرهابية وسلموه للنيابة العامة لتولى التحقيق في الواقعة، وتم التعرف على هوية أحد المنفذين وتبين أنه صيدلى.

■ وما الذي شعرت به؟

- هذه العملية الإرهابية لم تنل من عزيمتى، ولن تخيفنى، ومستمر في أداء عملى وواجبى نحو الوطن بكل قوة، وأتمنى الشهادة في سبيل الله.

■ هل تتهم جهة معينة بتدبير الحادث؟

- أتهم جماعة «أجناد مصر» بتدبير وتنفيذ هذه المحاولة.

■ ولماذا؟

- أنا أترأس حالياً المحكمة التي تتولى نظر قضيتهم وبعضهم متهمون تتم محاكمتهم أمامى.

■ لماذا لم يعاقب خيرت الشاطر بالإعدام في قضية أحداث مكتب الإرشاد؟

- المتهمون الـ4 كانوا موجودين داخل المبنى، هم الذين ضربوا وقتلوا ودول خدوا إعدام إنما اللى بره خدوا مؤبد، وهو اشترك فقط ومن الممكن أن يعاقب بنفس عقوبة الفاعل الأصلى ولكن المحكمة لها معايير أخرى والقضاة بعد التداول رأوا أن المتهمين الأربعة اشتركوا في القتل مع آخرين مجهولين.

■ ولو كانت المحكمة رأت أن الشاطر فعل كما فعل الأربعة كانت ستصدر حكماً بإعدامه؟

- طبعاً، لأننا حينما ننظر أي قضية ويمكن أن يكون هذا غريباً على عموم المواطنين، لا ننظر لشخصية المتهم على الإطلاق ولو كان أحد رموز جماعة الإخوان وحينما نناقش القضية نقول المتهمين «أ، ب، ج، د» أو المتهمين «1، و2، و3، 4»، واحد عمل كذا واتنين عمل كذا بالترتيب ودون أسماء ويتم تحديد الاسم عند كتابة منطوق الحكم.

■ هل تؤثر التهديدات التي تواجهك في الفترة الحالية على قراراتك؟

- لا، عندنا إيمان بالله ومسألة التهديد لم تؤثر فينا، وكأنى مسمعتش حاجه وهقولك حاجه بسيطة كانوا بيغنوا لينا «جئناكم بالذبح نحن المسلمين»، وأنا أقول لهم: إننى لا أخشى تهديداتهم، ولا يخيفنى أن يوضع اسمى على قائمة الاغتيالات، لأننى أتمنى الشهادة.

المستشار معتز خفاجي يتحدث للمصري اليوم

■ في فترة حكم الجماعة كانوا يطالبون بتطهير القضاء والداخلية، فما رأيك؟

- كلمة تطهير القضاء كلمة عيب، لأنه أصلاً لا يسمح بوجود فاسد ولو فيه حد من النوع ده يتم إبعاده من غير ما حد يعرف، والقضاء ليست له مصلحة في الحكم على أي شخص مهما كان، وقسماً بالله مفيش حد بيتدخل في أي قضية.. الملف بيكون قدام القاضى وهو حر التصرف.

■ هل كان بقاء الجماعة في الحكم مدة أطول سيؤثر بالسلب على القضاء؟

- هم كانوا بيخططوا علشان يشيلوا 3500 قاض ويجيبوا مكانهم 3500 قاض منهم فيهم من الإخوان.

■ ماذا لو كانت نجحت خطة الجماعة؟

- كنا هنبقى زى العراق واليمن وسوريا، وكانوا هيقسموا البلد زى التورتة.

■ هل ترى أن الشعب المصرى كان واعيا لما قيل عن مسألة تطهير القضاء؟

- من فضل الله أن جيش مصر وشرطة مصر مصريان ومن أهالينا، مش طوائف مثل العراق وسوريا لو كان جيش مصر طوائف كانت كل مجموعة فيه راحت للطائفة الخاصة بها وحصلت مجازر.

■ هل تؤيد إحالة قضاة «رابعة» إلى المعاش؟

- بنسبة 100%، لأن المفروض أن القاضى يبقى بعيد عن السياسة، ملهوش علاقة لا بإخوان ولا بسلفية ولا ائتلافات ولا أي حاجة خالص، وإذا أصبح مع تيار إخوانى أو سلفى علشان يركب الموجة يبقى قاضى مشبوه وأى إجراء يتخذ في حقه يكون صحيح.

■ ما هو ردك على ما يقال من أن القضاة مع نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ومنحوه البراءة وأنهم متحاملون على الإخوان؟

- القضاة أمامهم ورق وأدلة، والسؤال الأهم: هل الدليل ده مظبوط أم فاسد؟، لأنه إذا كان فاسداً سيحصل المتهم على براءة، وإذا كان مظبوطاً ستتم إدانته، وبعدين القصة كلها والتمثيلية كلها بانت خلاص، مين حرق الـ92 قسما في وقت واحد ومين اللى فتح السجون مين اللى عمل الكلام ده كله، مبارك قال في خطابه أنا متنازل عن السلطة وكل المتظاهرين كانوا راجعين والإخوان بايتين، فكل الفيلم ده كله كان معمول لإسقاط البلد، وحسنى مبارك الرئيس الأسبق للبلاد كان رجلاً وطنياً ولا أحد يستطيع أن يقول إنه خاين فهو رجل طيار كان بيحب بلده، وحارب ودخل في حروب وأسس سلاح طيران، وصحيح فيه فساد في نواح معينة، لاعتبارات معينة، كبر سنه أو غيره إنما خاين لأ لأن ده حرام وظلم.

■ كيف ترى موقف الجيش في 30 يونيو، وتحديداً موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- السيسى مصرى أصيل بيحب بلده ويحب الشعب لأنه منه وعارف المخطط وقارئ كل اللى بيحصل، وبالتالى كان خوفه على مصر أكتر من خوفه على نفسه.

■ من هو الرئيس الأقرب لقلبك وتفكيرك؟

- الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس السيسى، والأخير قراراته حاسمة ونار مثل السكينة، وأنا أحب أن يكون القائد هكذا من غير ملاءمات وتفاهمات لأن ده اللى جبنا لورا.

■ ما تعليقك على التفتيش القضائى على السجون وأقسام الشرطة؟

- المستشار هشام بركات، النائب العام، هو اللى ليه الدور والفضل في المسألة دى، والأسلوب ده كان موجود زمان أيام المستشار رجاء العربى، النيابة كانت بتفتش الأقسام بناء على شكاوى وبيروحوا يشوفوا المحبوسين موجودين ليه في الحجز وإذا كان فيه إصابات فيهم أم لا، والمستشار بركات أعاد المسائل دى، وده فعلاً اللى المفروض يتعمل، ومفيش دلوقتى حاجة اسمها ظابط بيعذب والكلام ده انتهى والظباط دلوقتى هم المجنى عليهم وهم اللى بينضربوا وبيتقتلوا وبيتبهدلوا.

■ هل هناك فرق بين تهمة التجسس والتخابر في حال السلم والحرب؟

- التهمة أولاً تعنى نقل أخبار تتعلق بالأمن القومى للبلاد أو الإضرار به لمصلحة دولة أجنبية، وعقاب المتهم يكون بالإعدام في حالة الحرب والسجن المؤبد في حالة السلم.

■ هل الوضع في عهد حكم جماعة الإخوان يعتبر حالة حرب أم لا، خاصة أن البلد كان يشهد ما يشبه حربا داخلية؟

- طبعاً كنا في حالة سلم، لأن حالة الحرب مسألة تتطلب إعلان رئيس الدولة أن مصر في حال حرب ويتم اتخاذ إجراءات أخرى بالتبعية، لذا تكون عقوبة التجسس السجن المؤبد حسب نص القانون.

■ هل يضايقك إجراءات التأمين الخاصة بك؟

- لا، إحنا خلاص اتعودنا، وبقت مسألة طبيعية جداً، وبعدين ده شغلنا.

■ كيف ترى استهداف المنشآت القضائية؟

- المجرم اللى بيعمل الكلام ده كله خاين، لأنه يعتقد إنه بيعمل الكلام ده لمصلحة الإسلام، وهو في الأساس لم يفهم أي شىء عن الدين.

■ هل ترى أن هناك قصوراً أمنياً في استهداف المنشآت القضائية؟

- مفيش قصور أمنى إنما مقدرش أوقف كل واحد ماسك كيس أسود، كل الناس ماشية في الشارع ماسكين أكياس، وممكن واحد يحط حاجة في مكان ما في غفلة، وده مش هيبان غير بالكاميرات لذلك نطالب المحافظين ورؤساء الأحياء بوضع كاميرات في الشوارع والمفروض يكون هناك شىء مش مكلف للدولة، على سبيل المثال الإعلانات الكثيرة بالشوارع اللى بتكلف ملايين، أصحابها يحطوا من ضمن التكلفة ثمن الكاميرا الذي لا يتعدى الـ400 جنيه وكده نغطى أكبر مساحة ممكنة ولا تتحمل الدولة التكلفة لأن الناس لازم تساعد.

■ كيف تتعامل مع القضايا التي تواجهك؟

- حسب كل قضية، خاصةً أنى لا أتعامل مع مجرم عادى أو قضايا قتل عادية هذه القضايا لا تأخذ المجرى العادى في الأمور دول ناس قتلة والفكر بتاعهم كله قائم على تكفير كل الناس ومعتقدين أن ما يفعلونه هو الصحيح، ويعملون على قتل مدنيين وضباط شرطة وجيش وتفجير وتخريب اقتصاد البلد.

■ حضرتك شايف إن الدولة ممكن تقوم بتعديل تشريعى لسرعة الفصل في تلك الدعاوى في الفترة المقبلة؟

- طبعاً بعد مجلس النواب لازم يحدث ده فوراً، لأن مصر تغيرت والأحوال ليست كما هي منذ 20 أو 30 سنة، والجريمة مكنتشى بالتطور ده، ويجب مواكبة هذا التطور حتى نستطيع مواجهتها، وليس من المعقول أن تستخدم الشرطة الطبنجات بينما يستخدم الإرهابيون الـ«آر بى جى» والصواريخ، لازم القوات الأمنية تكون متطورة أكثر من الجريمة وبالتالى القوانين لازم تكون أكثر تطوراً في هذا الإطار ولا يصح التعامل بقوانين قديمة ولا يصح مع قتل الناس والتخريب التعامل بالبطء ده.

-■ ما هي أهم التشريعات المتعلقة بالقضاء ويجب تغييرها؟

- قانون الإجراءات الجنائية حتى لا تستغرق إجراءات الدعوى وقتا طويلا، ويجب أن يكون النقض على درجة واحدة مش أكثر من مرة ومحكمة النقض تحسم الحكم ولا تعيده لمحكمة الجنايات مجدداً.

■ هل ترى أن ارتفاع معدل الجريمة في الوقت الراهن سببه أن القوانين ليست حازمة وصارمة؟

- القوانين حازمة إنما الإجراءات تجعل تحقيق العدالة بطيئا، أنا عايز سرعة في الإجراءات باختصارها بحيث يكون لدى القاضى أدواته في الحكم على الجرائم.

■ هل ترى أن القضاة يحاربون الإرهاب بسلاح القانون؟

- نعم.

■ ما السبب الذي يدفع القضاة لسماع جميع الشهود حتى لو كان الكلام متكررا؟

- مش بمزاجهم، ويجب أن تعلم جيداً أن أي قضية بتطول مش عيب في القاضى، إنما العيب بيكون عيب إجراءات بمعنى إنه لما يكون عندى قضية وفيها 140 شاهد إثبات وييجى الدفاع طبقاً لقانون الإجراءات الجنائية ويقول إنه عايز يسمع الشهود جميعاً فلازم أسمعهم وتخيل دا يحصل في وقت أد إيه، لسه فض الأحراز ومرافعات الدفاع وطلباته وتنفيذها وممكن يتم ضم متهم جديد في القضية، وكل ده يؤدى لتأخر النطق بالحكم في القضية.

■ ما هي أهم القضايا التي واجهتك؟

- كل القضايا صغيرة أم كبيرة تحتاج من القاضى جهدا، القضاة الـ3 يجلسون مع بعضهم لقراءة الأوراق، وممكن أكون شايف حاجة في القضية وزميلى يبقه شايف حاجة تانية ونتشاور ولازم نستفسر عن كل كبيرة وصغيرة في القضية وفى النهاية نتفق على رأى واحد.

■ ولو رأيك مخالف لرأى زميليك هل يتم الأخذ برأيك؟

- لا على الإطلاق والقضية على ثلاثة يعنى كل واحد له ثلث في القضية وده اللى لازم الناس تفهمه كويس، لو هناك خلاف في الرأى بين عضوى اليسار واليمين في أي قضية، رئيس الدائرة يرجح رأى أحدهما، أما حكم الإعدام فيجب موافقة الثلاثة.

■ هل تعلم أسرتك تفاصيل عملك؟

- إطلاقاً، جميع معلوماتهم عن القضايا التي أنظرها عن طريق وسائل الإعلام فقط.

■ هل ينقل أولادك إليك رأى الشارع بعد النطق بالحكم في قضية ما؟

- خالص مع إنى بقعد معاهم دايماً، المسألة دى كانت في البداية كانوا بيسألوا ويندهشوا إنما دلوقتى اتعودوا.

■ كيف تخرج مصر من المأزق الحالى؟

- أولا يجب أن يكون هناك سرعة في تطبيق الأحكام، ونشاط الإخوان وصل للقمة دلوقتى وبعد كده هينزل لأن مفيش فايدة، هل يعقل أن يصلى واحد منهم الفجر ويخرج يفجر مكان ويعود يصلى ركعتين شكر لله بعد التفجير، ولو مات ظابط هيعملوا إيه بالتفجيرات هل هيحكموا البلد! والإخوان هيخلصوا هيخلصوا.

■ هل الشعب المصرى محتاج توعيه أكثر من الناحية الدينية؟

- المصريون أكثر تديناً من أي بلد آخر ومتدينون بالفطرة لكن نحن نريد، مثلما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، تغيير الخطاب الدينى بمعنى يبقى مفهوم بالنسبة للعامة، والشيخ الشعراوى الله يرحمه كان بيتكلم وبيشرح وبيفسر بطريقة بسيطة جداً، وكان الناس بيفهموا منه ومكنشى ليه في السياسة خالص وحالياً لا يوجد أحد مثله.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية