على مدار 3 أيام عاشت «المصرى اليوم» تفاصيل الحياة فى التجمعات البدوية بقرى جنوب البحر الأحمر بشلاتين وحلايب وأبورماد، حتى خط عرض 22 شمالاً مع الحدود المصرية السودانية، خلال جولة المهندس مجدى قبيصى، محافظ البحر الأحمر، وعدد من القيادات التنفيذية، احتفالاً بأعياد أكتوبر وبعد قرار المفوضية العليا للانتخابات بالسودان ضم إقليم حلايب للانتخابات المقبلة.
التقت « المصرى اليوم» شيوخ القبائل ورصدت الصورة للحياة بهذه المنطقة المصرية التى تبعد عن مدينة الغردقة جنوبًا بنحو 650 كيلو مترًا، وأجمع شيوخ وأبناء قبائل العبابدة والبشارية والرشايدة، على أن الحياة تغيرت كثيرًا فى توعية المسكن وأدوات المعيشة والحياة المدنية المستقرة وإلحاق الأبناء بالتعليم وتغيير نشاط الرعى والترحال إلى النشاط المستقر فى التجارة.
المطالب والاحتياجات متشابهة فى جميع القرى البدوية، التى تمت زيارتها بدءًا من الشلاتين والجاهلية وأبو رماد وأولديت ورأس حدربة وحلايب من زيادة عدد وحدات التوطين وإصلاح ماكينات الكهرباء المتعطلة وفتح فصول دراسية جديدة وعقد لجنة امتحان للثانوية العامة وإقامة دائرة انتخابية ثالثة تضم حلايب وشلاتين وتوفير الرعاية الصحية إلا أن الجميع سواء من مشايخ القبائل أو الأهالى اتفقوا على أنهم يعتزون بمصريتهم وهويتهم وولائهم للوطن، وأن أوضاعهم المعيشية تغيرت بعد أن ظهر الاهتمام من الدولة على جميع المستويات.
فى أبورماد التى تبعد 140 كيلو مترًا عن مدينة الشلاتين جنوبًا.. قال الشيخ محمد طاهر سدو، شيخ مشايخ البشارية رئيس لجنة العربان بالمجلس المحلى: إن أبورماد بها أكبر تجمع سكانى فى الجنوب وأن المطلب الرئيسى للقرية هو زيادة عدد وحدات التوطين وإنهاء شكل عشش الخشب والصفيح من القرية، حيث تتوافد على القرية أعداد كبيرة من البدو من الصحراء بعد توقف سقوط الأمطار ونقص عدد الحيوانات، حيث أصبح البدو يفضلون حياة الاستقرار والعمل فى التجارة وإلحاق أبنائهم فى المدارس والحصول على رعاية صحية واجتماعية.
وأشار «سدو» إلى أن المطلب الثانى للجنوب، الذى يرفضه وزير التعليم هو عقد لجنة امتحانات للثانوية العامة بمدينة الشلاتين بدلاً من مدينة القصير التى تبعد 450 كم عن الشلاتين، ومن المطالب الرئيسية للشلاتين إقامة دائرة انتخابية ثالثة بمجلس الشعب بالبحر الأحمر تضم إقليمى الشلاتين وحلايب ليكون لهم ممثلون يعبرون عن مطالبهم واحتياجاتهم ويكون لهم صوت فى مجلس الشعب.
وفى الشلاتين المدينة كان لابد من لقاء سر الختم محمد عثمان، شيخ مشايخ العبابدة، الذى يطالب دومًا بإنهاء مشكلة وضع اليد وتمليك الأهالى للمنازل المقامة على أراضى الدولة بالإضافة إلى فتح التحقيق فى مشروع «الفاو» المنفذ فى قرية «أبرق» بما يسمى «العمل مقابل الغذاء»، حيث يؤكد سر الختم أن هذا المشروع لا يستفيد منه البدو المقيمون بهذه المنطقة، ودعا إلى وضع تسهيلات حول التجارة البينية بين مصر والسودان وسرعة افتتاح سوق الجمال الدولية.
وفى حلايب التى تبعد عن الشلاتين بـ170 كم جنوبًا طالب الشيخ «حسن هدل»، شيخ مشايخ حلايب عضو مجلس محلى المحافظة، بفتح مخبز جديد بحلايب لتغطية احتياجات العاملين بمنفذ رأس حدربة التجارى، بعد زيادة حركة التبادل التجارى بين مصر والسودان، ويكشف هدل عن أن منطقتى أبورماد وحلايب لا توجد بهما تغطية لشبكات المحمول الثلاث وسبق مناقشة المشكلة مع وزير الاتصالات ووعد بدراسة تغطية المنطقة بالكامل بشبكة المحمول ولم ينفذ ذلك، مما يجعل هذه المنطقة معزولة عن العالم بسبب رفض شركات المحمول إقامة محطات تقوية.
وحذر آدم سعد الله، عضو المجلس المحلى للمحافظة عن شلاتين، من تدهور وتدمير البيئة البحرية بسبب أعمال الصيد الجائر من الصيادين القادمين من الوجه البحرى وعدم حصولهم على تراخيص بالصيد، فيما أكد صلاح كرار، أمين الحزب الوطنى بالشلاتين، أن هناك بعض المطالب لابد من توفيرها بدلاً من ارتباطها بمدينة القصير، وعلى رأس هذه المطالب فتح مقر للنيابة العامة بالشلاتين وطرح المناطق الشمالية من الشلاتين للاستثمار السياحى بعد تحويل مطار برانيس لمطار مدنى، بالإضافة إلى فتح مكتب للشهر العقارى وإدارة للمرور والتأمين الصحى والضرائب.
واعتبر شيوخ القبائل أن أهم وأبرز المطالب الجماهيرية لمواطنى الشلاتين من العبابدة والبشارية وباقى القبائل هى إقامة محافظة لجنوب البحر الأحمر تضم الشلاتين ومرسى علم، لرفع معدلات التنمية بهذه المنطقة، والاستفادة من المقومات السياحية والزراعية والتعدينية والتجارية الموجودة بهذه المنطقة، وطالب الأهالى بإعادة طرح هذا المطلب من جديد أمام مجلس الوزراء ليكون للمحافظة ممثلون فى المجالس البرلمانية، وتبدأ من شمال مرسى علم وحتى الحدود (المصرية - السودانية)، فضلاً عن مطالب أخرى هى تخصيص المبالغ التى يتم تحصيلها من الحجر البيطرى والمنافذ التجارية لصالح صندوق تعمير الجنوب وعدم توزيعها على المواطنين، والإسراع فى تشغيل المنفذ الجمركى برأس حدربة.
ومن جانبه، اعترف المهندس مجدى قبيصى، محافظ البحر الأحمر، بأن الشلاتين وحلايب تحتاج أن تنمية اقتصادية أسرع من المعدل الموجود بهما، وتسهيلات فى الحركة التجارية البينية بين مصر والسودان، وأضاف «قبيصى» أن الحياة السكانية تغيرت فى جميع قرى الشلاتين وحلايب وبدأت أكشاك الخشب والصفيح تختفى تدريجياً بعد زيادة عدد وحدات التوطين وتغير السلوك الاجتماعى للإنسان البدوى من التنقل والترحال إلى الاستقرار والمدينة وإلحاق الأبناء فى المدارس.
وكشف قبيصى عن أن هناك دراسة لإنشاء مطار جديد يخدم منطقة حلايب ودراسة أخرى للبدو فى تحويل مطار برانيس إلى مطار مدنى بالتنسيق مع وزارتى الطيران والسياحة، ووضع المنطقة الشمالية للشلاتين ضمن المخطط العام لإقامة مشروعات سياحية بها، وأعلن أن وزارة الإسكان وافقت على إنشاء أول قرية للظهير الصحراوى فى البحر الأحمر فى آخر قرية مصرية على الحدود السودانية بمنطقة رأس حدربة قبل خط عرض 22 شمالاً بـ10 كيلو مترات تضم 250 وحدة توطين فى المرحلة الأولى ومدرسة ومسجدًا ودار مناسبات ووحدة صحية واجتماعية.
وطالب اللواء على رضا، رئيس جمعية الاستثمار السياحى بالبحر الأحمر، بوضع سوق الجمال بالشلاتين على قائمة البرامج السياحية التى تقدمها الشركات السياحية لزيارتها، بالإضافة إلى طرح مناطق جديدة للاستثمار السياحى شمال مدينة الشلاتين بعد تشغيل مطار برانيس مدنياً، بالإضافة إلى مخاطبة الفنادق والقرى السياحية لإقامة منافذ ومعارض تسويقية للمنتجات البدوية البيئية المصنوعة من خلال سيدات الشلاتين.