x

«أفرن».. محاكمة بعد 30 عامًا من الانقلاب بتركيا ورحيل قبل الحكم النهائي

الأحد 10-05-2015 09:45 | كتب: الأناضول |
كنعان أفرين كنعان أفرين تصوير : other

رحل «كنعان أفرَن» الرئيس السابع للجمهورية التركية، قائد انقلاب 12 سبتمبر 1980، مساء السبت، عن عمر يناهز 98 عامًا، في الأكاديمية الطبية العسكرية التي كان يعالج فيها بالعاصمة أنقرة.

وفاة «أفرَن»، جاءت إثر تعرضه، في وقت سابق السبت، لفشل في وظائف عدد من الأعضاء ناجم عن الشيخوخة، حيث نُقل إلى وحدة العناية المركزة، ووضع على جهاز التنفس الصناعي، لكنه فارق الحياة رغم كل المحاولات الطبية لإنعاشه.

وُلد أفرَن عام 1917 في ولاية مانيسا غربي تركيا، وأتم مراحله التعليمية المختلفة في عدد من المدن، حتى تخرج من الثانوية العسكرية في «مال تبه»، ثم تخرج عقب ذلك من المدرسة الحربية البرية عام 1938، ثم الأكاديمية الحربية عام 1949.

تقلد «أفرن» العديد من الوظائف والمناصب داخل القوات المسلحة التركية كضابط للمدفعية والأركان، حيث تولى قيادة شعبة العمليات والتدريب في اللواء التاسع، الذي شارك في الحرب الكورية ما بين 1950-1953، ثم رئاسة أركان اللواء.

وتسلم منصب قائد الجيش والقوات البرية، ثم عُين بعدها رئيسًا لهيئة الأركان العامة في 7 مارس 1978، وعقب الانقلاب الذي وقع في 12 سبتمبر 1980، جمع الرئيس الراحل إلى جانب مناصبه السابقة، رئاسة مجلس الأمن القومي، ورئاسة الدولة.

وحل «أفرَن» البرلمان والحكومة، في بيان وقعه بصفته رئيس مجلس الأمن القومي، بدعوى أن أجهزة الدولة الرئيسية أصبحت معطلة، والأحزاب السياسية تتصارع فيما بينها بلا طائل، والبلاد على حافة الحرب الأهلية.

وأصبح «أفرَن» رسميًا الرئيس السابع للجمهورية التركية في التاسع من نوفمبر 1982 من خلال الدستور الذي تم إقراره في استفتاء شعبي بتاريخ 7 نوفمبر من العام نفسه، واستمرت ولايته الرئاسية حتى التاسع من الشهر ذاته عام 1989.

وعقب الانقلاب فرض العسكر بعد تولي «أفرين» رئاسة الجمهورية دستورًا جديدًا عام 1982، يفتقد إلى القيم الديمقراطية العالمية، ويكرس هيمنة الجيش على السلطة، ويوسع من صلاحياته، ومازال مطبقًا إلى اليوم رغم إدخال تعديلات ديمقراطية كثيرة عليه، ونتيجة إقرار استفتاء شعبي في 12 سبتمبر 2010، جرى إلغاء مادة مؤقتة في الدستور التركي كانت تحول دون محاكمة المسؤولين عن الانقلاب، أعقب ذلك تقديم لائحة اتهام في 2011، بحق «أفرن»، وقائد القوات الجوية الأسبق الفريق أول المتقاعد «علي تحسين شاهين كايا»، الوحيد الباقي على قيد الحياة من أعضاء مجلس الأمن القومي آنذاك.

وقضت محكمة الجنايات العاشرة في أنقرة بالسجن المؤبد على «أفرن»، و«كايا»، في 18 يونيو من العام الماضي، على خلفية قيادتهما الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا بتاريخ 12 سبتمبر عام 1980، كما صدر قرار بخلع رتبتيهما العسكرية.

ولم يصدر القرار النهائي بعد بشأن الطعن الذي تقدم به محامو «أفرن» و«كايا» على الحكم الصادر بحقهما، وحملت المحاكمة أهمية رمزية بالنسبة للحياة السياسية، والديمقراطية في تركيا، حيث حُوكم «أفرن وكايا» بعد مرور أكثر من ثلاثين عامًا على انقلاب (1980) الذي يعتبر الأكثر دموية في تاريخ تركيا حيث اعتقل خلاله مئات الآلاف من الأشخاص، وحُوكم نحو (250) ألفًا آخرين، كما أُعدم خمسون معتقلًا، ومات العشرات تحت التعذيب في السجون، فضلًا عن فرار عشرات الآلاف من الأتراك إلى الخارج.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية