دعت الناشطة اليمنية، توكل كرمان، جماعة الحوثيين، «إلى القبول بعرض وقف إطلاق النار وإعلان استعدادهم لتسليم كل الأسلحة والانسحاب من كل المناطق خلال فترة زمنية محددة يتم خلالها الاستفتاء على الدستور الجديد، الذي تم صياغته وفقًا لمخرجات مؤتمر الحوار، وتحولهم إلى حزب يشارك في الحياة السياسية بعيدًا عن العنف واستخدام القوة».
وأعربت «كرمان» في بيان للأناضول، عن أملها بأن يفعل الحوثيون ذلك «ليجنبوا أنفسهم والبلاد مزيدًا من الويلات»، مضيفة: «عليهم أن يفهموا أنهم وحليفهم المخلوع صالح (الرئيس السابق على عبدالله صالح)، السبب في كل ما حدث ويحدث في اليمن من حرب وعنف حين أصروا على المضي في استخدام القوة وإسقاط المدن والاستيلاء على المؤسسات العامة المدنية، والعسكرية، والأمنية، وحين ذهبوا بعيدًا ليعملوا على تقويض العملية الانتقالية، ونسف كل ما توفقنا عليه في مؤتمر الحوار الوطني».
وأشارت «كرمان» إلى أن الفرصة لا تزال سانحة أمام الحوثيين ليتخلوا عن نهج القوة والعنف، قائلة: «ففي الوطن متسع للجميع، وفي اليمن وفرة لشراكة وطنية لا تستثني أحدًا».
وأفادت أن إيقافًا متزامنًا للحرب والعنف في اليمن خلال فترة زمنية محددة يتم خلالها سحب أسلحة الميليشيات، وتسليمها للدولة لتغدو وحدها صاحبة الحق الحصري في امتلاك واستخدام السلاح، مؤكدة على ضرورة انسحاب الميليشيات المسلحة من كافة المناطق والمدن لتغدو الدولة أيضًا صاحبة الحق الحصري في السيطرة واحتكار السيادة.
وشددت «كرمان» على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة التي تحول دون تدفق الأسلحة إلى أي جهة غير الدولة عبر البحر أو الجو أو البر، وتحول الميليشيات إلى حزب سياسي يمضي للمشاركة في العملية السياسية على قدم المساواة، ووفق الدستور الجديد المتوافق عليه، ودعم اليمن تنمويًا واقتصاديًا بما يدمجها في اقتصاد الدول الإقليمية في الخليج ويرتقي بها إلى مستواها، وكفالة عدالة انتقالية تكفل تعويض ومعالجة ما أفسدته الحروب.
ودعت إلى تطبيق إجراءات جنائية لملاحقة مرتكبي المجازر ضد الإنسانية واسترداد الأموال العامة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لبناء الجيش على أسس وطنية، مضيفةً: «كل ذلك وحده يمثل طريقًا وحيدًا لبناء الديمقراطية والسلام المستدام في اليمن».
واستطردت «كرمان» قائلة: «مرة أخرى نأمل من الأخوة الحوثيين وحلفائهم أن يستجيبوا لصوت العقل ويغلبوا مصلحة الوطن الذي سنبنيه جميعًا بالتعايش والشراكة والديمقراطية والسلام لا بالسلاح والعنف.