أعلنت إيران، أمس، أنها تعتزم إرسال أسطولها البحرى الـ٣٥ إلى باب المندب فى خليج عدن، فى ١١ يوليو المقبل، وهددت بأن ما تقوم به السعودية فى اليمن لن يبقى دون رد، فيما شن التحالف العربى بقيادة السعودية غارات جديدة على المتمردين الحوثيين فى صنعاء وصعدة وتعز والضالع، وتعرضت عدن لقصف بحرى مع احتدام المعارك بين المتمردين وقوات الرئيس عبدربه منصور هادى، فى عدة مدن جنوبية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى.
ونقلت الوكالة الإيرانية الرسمية «إرنا»، عن قائد القوات البحرية الإيرانية، اللواء حبيب الله سيّارى- أن البحرية الإيرانية تعتزم إرسال الأسطول الـ٣٥ التابع لها، إلى خليج عدن، والبحر الأحمر، ومضيق باب المندب، فى ١١ يوليو المقبل، بعد انتهاء مهمة أسطولها الـ٣٤، التى تستمر ٩٠ يومًا.
وهدد مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان، بأن ما وصفه بـ«سلوك الرياض فى محاصرة اليمن ومنع إرسال المساعدات الإنسانية إليه لن يبقى دون رد». وأضاف: «لا يحق للسعودية أن تتخذ القرار بشأن مصير الآخرين فى المنطقة»، وقال: «نتيجة استمرار العدوان السعودى على اليمن لن تكون سوى عدم الاستقرار فى السعودية ومنطقتنا المشتركة». وبدوره، أقر مساعد العمليات فى قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية، العميد على شادمانى، بأن بلاده «تدعم الحوثيين بالاستشارات العسكرية والمساعدات المعنوية والإرشادات».
وشنت طائرات التحالف العربى الذى تقوده السعودية ٥ غارات، أمس، على مواقع فى العاصمة اليمنية، صنعاء، ومحيطها للمرة الأولى منذ إعلان قيادة التحالف انتهاء «عاصفة الحزم» وبدء «إعادة الأمل»، الأربعاء الماضى. وأفادت مصادر قبلية وطبية بمقتل ٩٠ متمردًا من القوات الحليفة شرق صنعاء، واندلعت معارك عنيفة بين أنصار هادى والحوثيين فى مأرب وتعز وعدن، ما تسبب فى سقوط عشرات القتلى، وقال شهود عيان إن سفنا حربية قصفت مواقع للحوثيين حول الميناء التجارى الرئيسى لمدينة عدن وحوض السفن لأول مرة.
وأكد وزير الخارجية اليمنى، رياض ياسين، أن «عاصفة الحزم» لم تنتهِ، وأنه «لا اتفاق بأى شكل من الأشكال مع الحوثيين ما لم ينسحبوا من المدن التى يسيطرون عليها»، ونفى وجود أى مبادرات عمانية أو جزائرية لحل الأزمة، مؤكدا أن ٧٠% من الأراضى اليمنية خارج سيطرة الحوثيين، ورفض ياسين دعوة الرئيس المخلوع، على عبدالله صالح، لإجراء محادثات سلام.
وأعلنت الأطراف السياسية الحوثية فى اليمن رفضها للمبادرة التى أعلنها الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح لوقف القتال فى اليمن مساء الخامس والعشرين من إبريل الجارى.
ووجه صالح فى مبادرته نداءً إلى الأطراف المتصارعة فى جميع المحافظات «للتوقف عن الاقتتال والعودة إلى الحوار». كما دعى لإطلاق جميع الأسرى والمختطفين، مطالبا الأطراف السياسية اليمنية بلا استثناء حتى خصومه السياسيين: «الذين خاصمونى منذ العام ٢٠١١ إلى الحوار والتسامح، وأنا سأتجاوز وأتسامح عن الجميع لمصلحة الوطن. من أجل صيانة الدم اليمنى الذى أزهق وسال بدون وجه حق، وبدون أى سبب. وأدعوا أنصار الله إلى القبول بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها، مقابل وقف عدوان قوى التحالف.
وجاء رد الحوثيين قاطعاً برفض مبادرة صالح أو أى مبادرات للتسوية قبل وقف قصف قوات التحالف لليمن.
وعلق سياسى مقرب من صالح لـ«المصرى اليوم» فى اتصال هاتفى على رفض الحوثيين للمبادرة بقوله: «لقد أعلنا مبادرة تخرجهم من أزمتهم، وهم رفضوها» ونفى السياسى المقرب من صالح ما يتردد عن نقض صالح لتحالفه مع الحوثيين قائلا: «لم يكن بين الرئيس صالح وبينهم تحالفا يوما ما، حتى ننقضه».
بينما علق ضيف الله الشامى، عضو المجلس السياسى للحوثيين، على موقف على عبدالله صالح قائلا: «لا يمكن أن يكون هناك أى توافق سياسى إلا بعد توقف العدوان، وعلى عبدالله صالح لم يعلن تحالفا معنا ونحن لم نعلن تحالفا معه، ولكنه كان رافضا للعدوان على اليمن مثلنا ومثل أى مواطن يمنى، ولكنه لم يقف بوجه هادى كما وقفنا نحن».
وعما إذا كانت «أنصار الله» تعتبر مبادرة صالح تخليا عن مواقفه السابقة معهم وتأييده لقوات التحالف يقول الشامى: «إلى الآن لا نعتبر ذلك انضماماً «للعدوان»، ربما يريد أن يوجد حلا سياسياً بعيداً عن الإجراءات العسكرية. ولكن نحن نرفض الدخول فى أى عملية سياسية دون توقف العملية العسكرية، وإذا كان المبعوث الجديد للأمم المتحدة سيعود بنا إلى نقطة الصفر، فنحن نرفض ذلك، فهناك وضع سياسى كان الحوار يسير بداية منه ولا نستطيع الرجوع للوراء».
ورغم تأكيدات البيانات المتتابعة الصادرة عن التحالف العربى الذى يقوم بعمليات عسكرية نوعية فى اليمن حاليا، والتحليلات المتعددة المنشورة فى الصحف الدولية حول قيام القوات التى تدين بالولاء لعلى عبدالله صالح والحوثيين بعمليات مشتركة معاً، إلا أن الطرفين يأبيان تأكيد وجود تحالف بينهما منذ بدء الصراع الحالى فى اليمن.
مبادرة صالح الأخيرة لم يرفضها الحوثيون فقط، بل رفضها قياديو حركة الحراك الثورى الجنوبى، حيث صرح ناصر الخبجى القيادى بالحراك الثورى الجنوبى بعدن لـ«المصرى اليوم» معلقا على المبادرة: «فاقد الشىء لايعطيه. هذا رجل سبب المشاكل لليمن، ولا يمكن يكون جزءا من الحل. ولا نسمى ما أعلنه صالح مبادرة، بقدر ما هى هذيان رجل يحلم بالسلطة من بوابة ابنه»، فى إشارة لما يتردد عن سعى صالح لتسليم حكم اليمن لابنه «أحمد على عبدالله».
يقول الشيخ سليمان العرادة، شيخ قبائل مأرب والحليف السابق لصالح، إنه أغلق التليفزيون عندما بدأ فى بث نص مبادرة الرئيس المعزول، «كنت أقول عن على عبدالله صالح إنه زعيم». كان الشيخ سليمان العرادة حليفا قديما لصالح، ورجله فى التواصل مع المملكة العربية السعودية. يقول محافظ مأرب الذى يقود قبائل بلدته فى القتال ضد الحوثيين فى تصريح هاتفى لـ«المصرى اليوم»: «لم نستمع إلى مبادرته، وأغلق الناس شاشة التلفاز، فأصبحنا نرى كلامه مجرد كلام. نحن نعلم أنه والحوثيين متحالفون، وقواته هى من تهاجمنا مع ميليشيات الحوثى، فجميع أصحاب الدروع والمدفعية وأصحاب التخصصات العسكرية هم رجال من قوات تدين له بالولاء».
وفى مقابل مبادرة صالح المرفوضة، أطلق الحوثيون مبادرة أخرى لتسوية الأوضاع فى الجنوب اليمنى، وأبدوا استعدادهم للتنسيق مع أبناء الجنوب لتسوية أوضاعهم ووقف الصراع فى المدن الجنوبية.
عن ذلك يقول ضيف الله الشامى، عضو المجلس السياسى لحركة أنصار الله: «هناك تواصلات مع الجنوبيين بغرض إيقاف الحرب وترتيب الأوضاع هناك». وعن رفض الجنوبيين لهذه المبادرة يقول الشامى: «الحراك الجنوبى أصبح قوة مفككة بتدبير من عبد ربه منصور، حيث انقسم المتحدثون باسم القضية الجنوبية بين تأييد «العدوان» وتأييد «القاعدة».
وعن هذه المبادرات يقول محمد الحامد، القيادى بالحزب الاشتراكى فى مدينة حضرموت، التى تسيطر عليها قوات القاعدة: «السعودية هى التى تقرر قبول المبادرات أو رفضها نيابة عن الشرعية.