x

سمير فريد لماذا لا يكون متحفاً لفنون المسرح والسينما والموسيقى؟ سمير فريد السبت 09-05-2015 21:36


طالب إلهامى الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية بتحويل مقر الحزب الوطنى المقرر إزالته، إلى متحف مفتوح، على غرار بعض متاحف أوروبا، باعتباره امتداداً «طبيعياً» للمتحف المصرى.

وقد عرفت الأستاذ إلهامى، وهو خبير سياحى دولى بكل معنى الكلمة، عندما توليت رئاسة الدورة الـ36 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى العام الماضى، ووجدت فيه مثقفاً وطنياً وإنساناً راقياً، تشرفت بمعرفته كثيراً، وأتمنى أن يستمر التواصل معه، رغم البيروقراطية الفاسدة التى أزعجته، والتى دفعتنى إلى الاستقالة من رئاسة المهرجان.

واقتراح الأستاذ بخصوص المبنى المحترق فى مكانه تماماً، وتاريخ هذا المبنى يلخص الحالة المصرية بدقة، فالذين أقاموا المتحف المصرى الذى افتتح عام 1902 فى عهد عباس حلمى الثانى العظيم، ومثل كل المتاحف الكبرى فى العالم، فكروا فى المستقبل وإمكانية امتداد المتحف، وتركوا مساحة كبيرة خالية لذلك، ولكن محافظة القاهرة قررت إقامة مبنى جديد لها فى هذا المكان، ثم تحول إلى الاتحاد الاشتراكى ثم إلى الحزب الوطنى، ومن المدهش أن أنصار هذا وذاك يرفضون هدم المبنى لأنه «تاريخ»، ولكنهم لا يقولون أى تاريخ، وما هى إنجازات الاتحاد الاشتراكى أو الحزب الوطنى التى يجب أن نتذكرها، وهل نقيم متحفاً للخيبات المتكررة.

ورغم قبح المبنى الذى أقيم بأسلوب العمارة «الاشتراكية»، التى تتحول فيها الحجرات إلى ما يشبه الزنازين فى السجون، والكثير منها به ممرات تطابق ممرات السجون فعلاً، مثل ما يسمى عمارات العرائس فى قصر العينى، فالأفضل عدم هدم المبنى المحترق، وهناك اليوم أساليب كثيرة حديثة لترميم وتطوير حتى المبانى الأثرية، طالما أن الأساس لايزال صامداً، ولا حدود للابتكار فى العمارة.

ومن المعروف أن المتحف المصرى الكبير الذى يقام فى منطقة الأهرامات، سوف يكون الجناح الثانى بعد متحف ميدان التحرير الذى يتوجه إليه عشاق الحضارة المصرية القديمة من كل مكان فى العالم، وبالتالى لا توجد ضرورة لمتحف جديد للآثار «الفرعونية» إلى جانب المتحف المصرى القديم، وإنما أن يكون متحفاً لفنون المسرح والسينما والموسيقى، ويكون بذلك تلبية لاحتياج حقيقى من ناحية، وتعبيراً عن مصر الحديثة فى نفس الوقت: هناك آثار للمسرح والسينما والموسيقى أيضاً، ولكن ليس لها متحف، وتكاد تندثر لعدم وجود متحف.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية