x

عالم الفتاوى

الخميس 07-05-2015 21:57 | كتب: اخبار |
شكاوى المواطنين شكاوى المواطنين تصوير : آخرون

سأل مؤمن مبتور الذراع الفتوى حول حكم استخدامه يده اليسرى فى تناول الطعام وكذا التحية بالسلام.. أفتاه «الشيخ السلفى» فى التو صائحا: «حرام.. حرام، وذلك بإجماع علماء السنة والجماعة» ثم استطرد قائلا: «فلتأمر إحدى إمائك أو من ملكت يدك من نسائك أو غلمانك بإطعامك، فذلك أيسر للنفس وأطهر للقلب!!».. أما «الشيخ الإخوانى» الذى كان واقفا يسترق السمع، فسحبه من يسراه وعاجله بفتواه قائلا: «يا أخى يجوز أن تستخدم يسراك لتصوت انتخابيا للصالحين، فمن باب أولى أن تأكل بها، فالضرورات تبيح المحظورات، ولا تنسانا فى دعائك!!».. سار المؤمن متحيرا بين فتوى هذا وذاك إلى أن دله الناس على أحد الزاهدين الصالحين، إمام «صوفى» يرتدى بدلة إفرنجية وعمامة خضراء لافتة ومسبحة مرمرية من ألف حبة، جالسا على الحصير يسبح الله، عرفه الناس له بأنه ابن الشيخ صاحب الطريقة الدرعاوية.. ابتسم الزاهد مُرحبا، وأشار إلى تلة عالية قائلا: «أنت لست بحاجة لطعام الفانين ولا تحية العوام. يكفيك الصعود لتلك التلة العالية لمقام الشيخ الدرعاوى لتطلب منه العون فتجد الإجابة فى حضرته!!». زاغت عينا المؤمن، وترك الزاهد لا يلوى على شىء، تائها حيران، ولم يوقظه من غفلته إلا لكزة من ملثم متشح السواد سائلا إياه عما أتى به إلى منطقة نفوذه، فقص عليه القصص مرتجفا، فأجابه الملثم بلهجة الواثق: «بايع الخليفة البغدادى أميرا للمؤمنين بذراعك اليسرى وانحر بها رقبة أحد البغاة من أعداء الله من بنى أصحاب البيادة وشرطة الجاهلية، يبدلك الله بها جناح من ذهب أو زبرجد تقاتل به، فإما النصر وإما الشهادة!!».

اصفر وجه المؤمن، وهرول ذاهبا حامدا نعمة البقاء حيا، واطمأن قلبه حين سمع أذان العشاء من مسجد السيدة زينب القريب، فذهب ليصلى، ويدعو الله طالبا الإجابة، فوجد المسجد ممتلئا عن آخره وكأنه يوم عيد، وجذب انتباهه شيخ مهيب ذو لحية منسقة ناعمة وعمة سوداء غير مألوفة، فذهب إليه آملا الفتوى. أجابه الشيخ: «اشتر سوطا واجلد به ظهرك، ثم اطلب من أحد إخوانك أن يبتر لك اليسرى فداء للسيد، إمام الأئمة الحسين، فقد تركناه يحارب وحده حتى لاقى الرفيق الأعلى!!». انتفض المؤمن ولاذ بالفرار من هول ما سمع، وأخذ يبحث بعينيه عن عمة أزهرية هنا أو هناك، وسأل حتى دله أحد العوام الطيبين على طريق الوصول: «اذهب إلى السايبر كافيه، واطلب من صاحبه أن يدخلك على موقع جوجل الموجود على الشبكة العنكبوتية، وابحث عن دار الفتوى حتى تنال مرادك، ولا تنس أن تطبع الفتوى المختومة حتى لا يعايرك من يراك تأكل بيسراك أو يرفض مصافحتك بيمناه، فالدين يسر يا أخى»!

خالد شوقى

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية