المشهد المألوف فى الشوارع وفى وسائل المواصلات وفى أغلب وزاراتنا ومؤسساتنا، بل فى بيوتنا- حالة من الهوس بالهواتف المحمولة فى أيدى الشباب، وانفصال شبه تام عن العالم المحيط بهم. وأخذنى الفضول لمعرفة أسباب حالة الانجذاب والسيطرة التى جرفت شبابنا، وكانت المفاجأة أن أغلب الشباب يندمجون فى سماع الأغانى وممارسة الألعاب الكارتونية، وحدث، ولا حرج عن مواقع التواصل الاجتماعى التى تحمل عنوان: تعال إلينا تجد ما يسرك، وفعلا عندما تخوض التجربة تجد نفسك قد أُشبعت رغباتها، فإذا أراد الشاب الفاشل الذى يعانى من نقص فى الشخصية أن يصنع بطولات كلامية، عبر الفيس بوك مثلا سيجد الإعجاب والإطراء والتقدير والمشاركة، وإذا أراد شاب نشر أفكاره التافهة سيجد استحسانا، وتنهال عليه اللايكات، وحدث، ولا حرج عن الأخبار الكاذبة والصور المثيرة!!. وتتوالى فى كل لحظة موضوعات وأخبار جديدة وفضائح بجلاجل، فلا يجد الشباب فرصة للإفلات من براثن هذه المواقع التى تحولت عن أهدافها المرجوة.. نحن فى مصر نفتقر لثقافة التعامل الهادف للإنترنت. حتى ساد الانطباع لدى أغلب البسطاء أن الإنترنت يعنى المواقع الإباحية!! حتى الحكومة المصرية عندما أنشأت بوابة الحكومة الإلكترونية، ووفرت من خلاله الخدمات اليومية للمواطنين لم تقم بعمل الدعاية المطلوبة لهذا الموقع الخدمى المتميز! وإذا أجرينا حصرا للشباب الذى يتعامل مع المواقع الخدمية والتوعوية سنجد أنها نسبة قليلة جدا. وإذا قارنا بين عدد المشاهدات لرقصة ساخنة لصافيناز وأخرى لحديث العالم فاروق الباز عن ممر التنمية ستجد الغلبة الساحقة لصافيناز!! أين المؤسسات البحثية فى مجال علم النفس والاجتماع من رصد هذه الظواهر السائدة؟
أخبار متعلقة
أشرف الزهوى المحامى- بلبيس- شرقية
