x

الأجندة الإعلامية.. صافيناز تتصدر وكلمة السر «الجمهور عايز كده»

الخميس 07-05-2015 13:39 | كتب: أحمد حمدي |
الراقصة صافيناز الراقصة صافيناز تصوير : other

فقر وفساد وزحام وضوضاء وتلوث وعنف وعشوائيات، مشكلات تمثل ما يمكن أن يطلق عليه وفقًا لكل المعايير «قضايا حقيقية» جديرة باهتمام لم تجد منه لنفسها حصة إلا فى القليل، ضمن الكثير سواء من ساعات بث الفضائيات أو صفحات الجرائد، على كثرتها.

غاب الاهتمام الإعلامى، بالقضايا التى يئن تحت وطأتها المواطن المصرى، لصالح اهتمام بأمور أخرى كالإجابة عن مصير الراقصة صافيناز بعد الحكم بحبسها، أو كليب الراقصة برديس، بصورة جعلت طرفى العادلة- الإعلاميين والجمهور، يشعران بأن الإعلام المصرى فى وادٍ، وأن المواطنين فى آخر.

يقول الدكتور محمد بسيونى، الكاتب الصحفى، وأستاذ الإعلام لـ«المصرى اليوم»، إن للإعلام أدوارا متعددة بين الإخبار والإعلام والترفيه والتربية ومناقشة الأفكار، ويفترض أنه يؤديها جميعًا أو جزءا منها.

ويشير بسيونى إلى معنى أضيف للأداء الإعلامى منذ منتصف السبعينيات، حول فكرة «المسؤولية الاجتماعية للإعلام»، تحول إلى عهد دولى صادر عن الأمم المتحدة فى العقد الأول من الألفية الجديدة، ويقوم على أن «أى مهنة كى يقبلها المجتمع ويساعدها فى الاستمرار، يجب أن تلتزم أمامه بمجموعة من الواجبات الاجتماعية»، موضحًا أنه فى حالة الإعلام «يعطيه المجتمع الحق فى الحرية والاستقلال، مقابل تقديم الحقائق كاملة، والحفاظ طول الوقت على سلامة المجتمع وعدم تعرضه لحالات التصادم والتناحر الداخلى، والدفاع عن ثوابته».

ولا ينطبق هذا التعريف على الإعلام المصرى، حسبما يرى «بسيونى» إن الإعلام المصرى يعمل «بمزاجية، ومرتبط بمصالح الممول أو المنظم له الذى يفرض أجندة مصالحه باعتباره المالك»، يرى الدكتور سامى عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، عميد كلية الإعلام الأسبق، أن الإعلام المصرى «يتناول قضايا فرعية بطريقة سطحية تفتقر إلى البحث والتقصى والتعمق، ويعرضها كما لو كانت وجهات نظر، وليست من خلال رصد حقيقى».

ويضيف أستاذ الإعلام: «هناك غياب للإعلام الاستقصائى، نحن نعتمد على شكوى تأتى من مواطن أو كاميرا ترصد ظاهرة محدودة، دون تعمق بها، لا نؤمن فى الإعلام بالبحث ولا الاستثمار فيه لأنه مكلف ومتعب».

وتتفق معه الإعلامية رشا نبيل، مقدمة برنامج «كلام تانى» على قناة «دريم»، فى أن من يتصدر المشهدب بصفة عامة فى الإعلام المصرى حاليًا «الصورة التى ليس من المفترض أن تكون موجودة»، وقالت إن الاعلاميين يبحثون عن الإثارة، والـ(شو) الإعلامى، بغض النظر عن اجتهادهم فى أن يقدموا معلومة صحيحة للمواطن».

غالبًا ما ينظر لابتعاد الإعلام عن طرح المشكلات الحقيقية للمواطنين والاهتمام بقضايا الإثارة، بأنه توجيه سياسى من النظام الحاكم لشغل الناس عن أخطاء الحكومة أو تقصيرها، أو تفسيره على خلفية نظريات «الجمهور عايز كدة»، وهو ما اجتمع الخبراء هنا على عدم صحته.

ويرسم الخبراء طريق عودة الإعلام إلى مساره الصحيح، خادما للمجتمع عارضا مشكلاته بخطوات يشير إليها الدكتور سامى عبدالعزيز بعضها بقوله: «على الإعلام أن يبدأ بإصلاح نفسه من الداخل أولًا، ويرسى قواعد العمل المؤسسى، ويبدأ بنفسه فى إعلاء قيم النزاهة والشفافية فى الإدارة والاستثمار ورأس المال، وأن يقدم النموذج هو أولًا، وأن يعطى الرأى العام الاهتمام الحقيقى والعميق، ويراعى التوازن فى احتياجات المواطن من الترفيه والتثقيف والتعليم والتنوير».

ونوه «عبدالعزيز» إلى أن اتخاذ القرار الجاد وإصدار قانون مجلس الإعلام الوطنى سيضعان كثيرا من الضوابط التى تلزم المؤسسات الإعلامية، فيما طالبت رشا نبيل بـ«رؤية واضحة للإعلام والحكومة».

وقالت: «نحن نفتقد للرؤية، نعمل على حالات، لا يوجد سياسة عامة تحكم كل شىء، ولا يوجد مشروع كبير مجتمعى نعمل عليه، نحن نطلب الحكومة بعمل خطة، وكى يحدث ذلك يجب على الإعلام أن يضغط عليها، ويسألها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية