أحتار فى أن أميز بين وزارة نظيف ووزارة محلب فى كفاءة عناصرها. سأبدأ بطنطاوى- ليس كرئيس للمجلس العسكرى- كوزير للحربية. بأحمد شفيق- ليس كمرشح للرئاسة- لكن كوزير للطيران- بسيد مشعل كوزير للإنتاج الحربى- بفايزة أبوالنجا (تعاون دولى)- بماجد جورج (بيئة)- حبيب العادلى (داخلية). سأضم إلى هذا الفريق سامح فهمى (وزير البترول)- سأسمى من ذكرتهم هنا بـ«الكتلة الأولى». معظمهم كأفراد لهم تميزهم.
أما الكتلة الثانية فكانت مكونة من يوسف بطرس غالى (مالية)- رشيد محمد رشيد (تجارة وصناعة)- على مصيلحى (تموين وتضامن اجتماعى)- أحمد درويش (تنمية محلية)- طارق كامل (اتصالات)- محمد منصور ( نقل)- حاتم الجبلى (صحة)- محمود محيى الدين (استثمار)- أحمد المغربى (إسكان)- زهير جرانة (سياحة).
■ ■ ■
كأفراد- أعتقد أن هذه أحسن وزارة شهدتها مصر منذ ثورة 52- مشكلتها الكبرى هى الكتلتان. الأولى فى معركة دائمة مع الكتلة الثانية. محصلة إمكانيات الوزارة ككل كانت ببساطة هى محصلة إمكانيات الكتلة الثانية مخصوماً منها محصلة إمكانيات الكتلة الأولى. باختصار كانت النتيجة حاصل طرح. مع كل ذلك وصل معدل نمو الدخل القومى المصرى 7.5 فى المائة.
أما فى حالة وزارة محلب فالأمر يختلف. فمجموع قدرات وإمكانيات أفراد وزارته هو حاصل جمع. الفضل فى هذا أعتقد أنه لشخصية هذا الرجل. لشخصية محلب ذاته. هو يجمع ولا يفرق. يوائم بين المختلفين. يحرجهم بأدائه الذاتى. لا يستطيع أحد منهم أن يزايد عليه. دائما حاضر لهم جميعا. لا يوجد بينهم من لا يحاول أن ينافسه فى العطاء.
■ ■ ■
باختصار- هذا هو الفارق. فريق يعمل معا- مقابل فريق انقسم إلى فريقين- كل منهما كان يعمل ضد الآخر. يشكك فى نوايا الآخر. فى أحسن الأحوال يعطله. فريق ليبرالى- يسعى إلى ترسيخ مفهوم دولة اقتصاد السوق. وفريق محافظ يعمل على ملكية الدولة. على ترسيخ سلطتها. كانت النتيجة هو ما وقعنا فيه. رئيس الدولة كان حريصا على وجود الضدين معا. ليكون هو المرجح فى النهاية.
مشكلة وزارة محلب هى ما تراكم على مصر على مدى أربع سنوات. أربع سنوات من اللا دولة. الآن بدت لنا ملامح دولة فى أقل من سنة. لكن مازال المشوار بعيداً بين ما هو موجود وما نتمناه. نعم تغير الأشخاص ولكن بعض المفاهيم لم تتغير بعد. يجب على الحكومة أن تصارح المواطن بالمشقة التى عليه أن يتوقعها. إلى أن ينصلح الحال. الإيقاع يجب أن يكون أسرع. مثلا. قرار هدم مبنى الحزب الوطنى اتخذه رئيس الوزراء منذ شهور. مع ذلك بقى فى مكانه كل هذه الشهور. بالرغم أن هذا لن يؤثر كثيرا أو قليلا فى حياة المواطن. مع ذلك سرعة الإنجاز رسالة طمأنة بأن الحال اختلف. وأن التوقيت الجديد لمصر الجديدة قد تم تعديله بالفعل.