ظُلم المرأة «24»
■ يقول الله- تعالى- فى سورة النساء 34 (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا).
■ قوامة الرجل على زوجته تكون بقيامه برعايتها وحمايتها، وتوفير معيشة مناسبة لها طبقا لدخله، وقد فضله الله بقوة الجسم، وقدرته على السعى على الرزق، لذلك فللرجال على النساء درجة.
أما الزوجات الصالحات، فهن قانتات أى مطيعات، ويحفظن شرف وأموال أزواجهن، سواء فى وجُودهم أو بُعدهم.. أما الزوجة التى لا تطيع زوجها، وتتعالى على مطالب زوجها تكون «ناشزا»، فعلى الزوج أن يعظها، فإن لم ترضخ، فالهجر فى الفراش، بمعنى أن يعطيها ظهره، ولا يقترب منها، ولا يعاشرها جنسيا مُعبرا عن غضبه منها، ويستمر ذلك لفترة، وليس لمجرد ليلة..! فإن لم تستجب فليضربها.. ولكن ما معنى «الضرب» هنا؟
■ خلال خلال رحلة عمرى الطويلة حضرت حالات عديدة لخلافات زوجية، وصلت إلى مرحلة ضرب الزوج لزوجته بمستويات مختلفة من الضرب، وفى إحداها كان وجه الزوجه كأنها دخلت حلبة ملاكمة! ويعتقد الأزواج أنهم بذلك يعملون بما ورد فى القرآن والسنة، فهناك أحاديث عن ضرب النساء ضربا غير مبرح.. وتساءلت: هل هذا يتماشى مع ما أمرنا به الرسول وقوله «رفقا بالقوارير» و«أوصيكم بالنساء خيرا»؟.. وللعلم فإن معظم النساء إذا ضُربن لا ينسين هذا الفعل أبدا!!
■ بحثت فى المُعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم عن لفظ (ضرب) بمشتقاته المختلفة (ضرب – يضرب – ضربتم – ضربنا – تضربون – يضربن – اضرب - اضربوه – اضربوهن – ضربا – ضربت... إلخ) فوجدتها بإجمالى 58 مرة.. تعالوا نفهم معنى «الضرب» لعل، وعسى.. فإلى الغد.
حاتم فودة