تقام، الأربعاء، المباراة المرتقبة بين برشلونة وبايرن ميونخ في ذهاب المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا على استاد كامب نو، مباراة تشهد عديدًا من الذكريات القديمة مع عودة جوارديولا لفريقه القديم ولكن هذه المرة كمدرب، على الجهة الأخرى من الملعب للفريق الخصم، مباراة تشهد لقاء بين الأصدقاء إنريكي وبيب والأخوين رافينيا وتياجو ألكانتارا.
هذه المباراة أيضًا تشهد ذكريات لفرق أخرى ليست طرفًا في المباراة، مثل ريـال مدريد، الذي يجب أن تكون جماهيره شاكرة لهذه المباراة بسبب تأثيرها على تاريخ مدريد عندما اقيمت تلك المباراة منذ 20 عامًا في كأس الاتحاد الأوروبي، عام 1996.
زيدان وفريق الأحلام
11 بطولة حققها كرويف مع برشلونة وفريق الأحلام الكتالوني وقتها قبل يأتي جوارديولا ليكسر هذا الرقم، وفي عام كرويف الأخير مع برشلونة كمدرب، كان الهولندي على وشك أن يقوم بخدمة كبيرة للفريق الكتالوني وأن يحرم خصمه ريـال مدريد من أحد أفضل اللاعبين في تاريخه فيما بعد، دون أن يدري.
كان كرويف ينافس على بطولتين في عامه الأخير مع برشلونة، عليه أن يفوز على أتليتكو في نهائي كأس إسبانيا، وأن يفوز على بايرن ميونخ في مباراة قبل النهائي من كأس الاتحاد الأوروبي عام 1996، وذلك من أجل أن يقنع رئيس برشلونة وقتها، لويس نونيز، في الاستمرار كمدرب لبرشلونة بعد أن ابتعد عن بطولة الدوري الإسباني في هذا العام وخروجه دون ألقاب، العام السابق.
وخلال تلك الفترة، لم يعتقد كرويف أن عام 96 سيكون الأخير له مع برشلونة كمدرب، وسعى الهولندي وراء تدعيمات جديدة للفريق الكتالوني، وبدأ بإجراء عدة محادثات مع أندية مختلفة مثل أياكس من أجل أندي ونتر، ومثل نادي بوردو الفرنسي من أجل لاعب فرنسي الذي لم يكمل عامه الـ24 بعد، اسمه «زين الدين زيدان».
تألق «زيدان» في كأس الاتحاد الأوروبي عام 96 ووصول الفريق الفرنسي، بوردو، لنهائي البطولة، جذب العديد من الأنظار تجاه اللاعب، ومن بينهم كرويف مدرب برشلونة وقتها.
كرويف لم ينتظر كثيرا حتى قام بالاتصال بنادي بوردو وإدارته للاتفاق على شراء «زيدان» وبالفعل وافقت إدارة بوردو وقتها على عرض كرويف بشكل مبدئي بقيمة 2.3 مليون دولار، وأبلغت إدارة بوردو اللاعب برغبة نادي برشلونة في شرائه وهو الأمر الذي لم يتم بسبب بايرن ميونخ.
أقيمت مباراة برشلونة وبايرن ذهابا وإيابا وتم إقصاء برشلونة من قبل النهائي أوروبيًا لتبدأ إدارة برشلونة في التفكير فعليًا في إنهاء عقد كرويف، ووصلت الأخبار سريعًا للهولندي الذي قرر الاتصال بنادي بوردو وإبلاغهم بأن اتفاقهم السابق قد يلغى بسبب نية إدارة برشلونة.
كانت الأخبار التي وصلت لكرويف صحيحة ليشهد عام 1996 رحيله بعد الهزيمة أمام بايرن ثم الهزيمة أمام أتليتكو في نهائي الكأس ليتحول مصير زيدان من برشلونة إلى اليوفي ومن ثم إلى غريمه ريـال مدريد، ليتحول زيدان من أسطورة كتالونية محتملة.. لأسطورة ملكية.