عجباً، الأستاذ فؤاد بدراوى قال: «إنه أثناء مروره بقرية سمنود فى الغربية مسقط رأس الزعيم مصطفى النحاس فإن روحه حامت حوله وقالت له: أنقذ الحزب من البدوى».. فقرر سحب الثقة من رئيس الحزب امتثالاً لروح النحاس.
بالمثل، وإذا قال الدكتور السيد البدوى: «إنه أثناء مروره بكفر الجرايدة فى كفر الشيخ مسقط رأس زعيم الوفد فؤاد سراج الدين فإن روحه حامت من حوله وقالت له: أنقذ الحزب من بدراوى».. ففصله، هل كنا له مصدقين؟
لست من أنصار «حط طوبة على طوبة.. خلى العركة منصوبة»، وأتمنى للوفد خيراً، ولو كان بمقدورى لجمعت الأطراف على كلمة سواء، الوفد ورايته الخضراء يستحق أفضل من هذا، فين حكماء الوفد؟!
فى الوفد ليس مهماً أن تكون رئيساً أو مرؤوساً، المهم أن يبقى الوفد، يحيا الوفد ولو فيها رفت، دخول الأرواح الهائمة قصر البدراوى عاشور سينقل المعركة إلى عوالم أخرى، أخشى على الوفد، التاريخ والجغرافيا والمكانة، من الأعمال السفلية.. أشتاتاً أشتوت.
الخزعبلات المالية، حكاية الودائع يحسمها محاسب محترم من المحترمين فى الوفد، وهم كثر، أما الخزعبلات السياسية، استدعاء زعامات الوفد التاريخية من العوالم اللامرئية إلى وحل معركة أرضية، فستُدخل الوفد نفقاً مظلماً، ستقتل روح الوفد فى مفرق وطنى خطير.. قبل الانتخابات البرلمانية، ونعول على رجالات الوفد كثيرا.. إنه حزب الأمة المصرية لو كنتم تعلمون.
يقيناً هناك روح شريرة تسكن الوفد، وتقلّب القلوب، وتغيّر النفوس، حتما ولابد من جلسة عاجلة لطرد الأرواح، يقال إن حزب الوفد ملبوس، بدت العلامات ظاهرة على حضور المؤتمر الصحفى للبدوى، كان فيه شاب بيدبدب بقدميه خطوة تنظيم وهو يتحدث مع الأرواح فى المحمول.. أى والله زى مبقولك كده.
لو كان صفوت الشريف فى السلطة لكان المتهم الأول فى شق حزب الوفد، ولو كان أمن الدولة حياً لكان عمل أسود، ماذا أصاب الوفد؟.. هل هذا طبيعى؟ معقول رجالات الوفد يفقدون عقولهم، ويستنيمون للأرواح، ويجرى شق حزب العمر كله هكذا كالبطيخة برؤيا، حلم يقظة، حلم ليلة صيف.
تجسد روح النحاس فى سمنود يحتاج إلى تفسير، لماذا تحوم فى سمنود، ويمكنها أن تحوم فى الدقى؟.. وهل هناك ما يمنع روح النحاس أن تحوم حول رأس البدوى؟.. ولماذا اختارت أن تحل على رأس بدراوى؟.. وهل روح النحاس من قبره تعمل ضد كل ما عمل عليه النحاس فى حياته من وحدة الوفد؟
اتركوا النحاس فى قبره، مثواه الجنة، وحافظوا على وفد النحاس، وعلى تراث الزعيم، واطردوا الأرواح الشريرة، ولو صدقتم بدراوى، صدقونى شخصياً أن روح فؤاد باشا حامت من حولى إذ فجأة، وقالت: قل للبدوى والبدراوى كفاية يا سادة، الوفديون ميعملوش كده، استخلفناكم على تاريخ، ثم نفث دخان سيجاره الغليظ فى الهواء.. ومضى غاضباً.