x

«الأوقاف» تؤجر بيوت الباشوات لفقراء الدرب الأحمر.. وهكذا تحولت فيلا على باشا إبراهيم إلى منزل كيداهم.. وساحتها إلى صالة بلياردو

الثلاثاء 27-10-2009 00:00 |
تصوير : other

بمنطق الحى أبقى من الميت.. حتى إذا كان هذا الميت ملكاً أو أميراً أو باشا من العهد البائد.. تعامل أهالى الدرب الأحمر مع بيوت ومقابر الباشوات والأمراء القديمة، حيث استأجروا هذه البيوت والمقابر من وزارة الأوقاف - التى آلت إليها ملكية البيوت بعد رحيل أصحابها - مقابل إيجار شهرى لا يزيد على 5 جنيهات.

«منزل كيداهم».. إنه الاسم الجديد لفيلا على باشا شلبى، الموجودة بدرب الأزازين، بعدما سكنتها «كيداهم» أو «أم طعمة» وعائلتها.. كيداهم قضت سنوات عمرها الـ60 فى الفيلا، وتزوجت فيها من ميكانيكى وأنجبت مهندساً وطعمة طالبة المعهد، وتفتخر بأن طلبة كليات الفنون يأتون لرسم البيت والآثار الموجودة حوله، ورسوم الأرابيسك المنتشرة فيه، وتبرر: أصله بيت باشا، لكننا أجرناه من الأوقاف بإيجار قديم، بس كان نفسى إن البيت يكون تبع الآثار مش الأوقاف، لأن الآثار بترمم البيوت، لكن الأوقاف بيدفعونا تمن التنكيس. وكل أهالى درب الأزازين كده، عكس درب شغلان «يا بختهم» تابعين للآثار اللى رممت بيوتهم.

الست «حسنة» استفادت هى الأخرى من مقابر الباشوات القديمة، حيث سكنت وأسرتها مدفن إبراهيم خليفة جنديان، الذى يعود إلى عام 1592 ميلادياً.. «حسنة» ولدت وتربت فى المدفن وعاشت فيه كل سنوات عمرها، وتروى: «مش عارفة بقالى كام سنة هنا، أصلى وعيت على الدنيا لقيت نفسى فى المدفن، وحتى بعد ما اتجوزت فضلت هنا وأخواتى حواليا».

التحول الذى طرأ على هذه البيوت، انسحب أيضاً على ساحاتها التى استغلها أهالى المنطقة فى الترفيه عن صغارهم، حيث لجأ «محمود» وغيره من الشباب إلى الساحات الأثرية، ووضعوا فيه ترابيزات بلياردو وبينج بونج وأجروها مقابل 50 قرشاً للدور.

 مبدأ الانتفاع بالآثار طبقته أيضاً مؤسسة «الأغاخان»، باتفاق أجرته مع هيئة الآثار، يقضى بترميم تلك الآثار مقابل الانتفاع بها، وذلك بعدما تأكدت المؤسسة من أن الترميم وحده لا يكفى، لأن الأهالى يتلفون الآثار بعد ترميمها، واختارت المؤسسة أن تبدأ بترميم الأهالى كجزء من ترميم المنطقة، وذلك عن طريق أنشطة توعية وتثقيف، مثل مدرسة «أم السلطان شعبان»، التى تحولت إلى مركز توظيف وتدريب.. وغيرها من المبانى الأثرية التى حولتها المؤسسة إلى مراكز صحية وثقافية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية