فى أول حوار رياضى له، أكد رئيس ومالك نادى الجونة، سميح ساويرس، أن فريقه سيكون مفاجأة الدورى العام المصرى هذا الموسم فى أول ظهور له فى الدورى الممتاز، بعد أن حافظ النادى على استقرار الجهاز الفنى، والتعاقدات الجديدة مع مجموعة مميزة من اللاعبين.
وقال ساويرس إنه فكر فى تكوين فريق الجونة ليمثل مدينة الجونة ومحافظة البحر الأحمر، ولم يفكر فى شراء ناد جاهز، وأن الفريق حقق أهدافه فى وقت قياسى. واشترط مالك نادى الجونة ضرورة تحويل الأندية الى علامة تجارية لتحقق أرباحا مادية، مثل الأندية الأوربية، وهو ما يتطلب تغييرا فى قانون الرياضة الذى يحكم الأندية المصرية.
ونفى ساويرس وجود فكرة لطرح الفريق فى البورصة، خاصة فى ظل الظروف الحالية، ولكنه لم يستبعد ذلك مستقبلا.
وفيما يلى نص اللقاء:
■ متى بدأت فكرة تكوين فريق لكرة القدم، وكيف نفذتها؟
بدأت الفكرة عام 2003، وكما تعرف فإن الجونة ليست مجرد منتجع سياحى فقط، ولكنها مدينة متكاملة يقطنها ما يقرب من 20 الف نسمة يعيشون فيها بصفة دائمة، بخلاف الضيوف الذين يأتون إليها من جميع أنحاء العالم.
ولقد اهتممنا بتقديم جميع الخدمات للسكان، ومع الوقت كان يجب أن يكون هناك الجديد من أجل تحسين الخدمات، وكان على رأس هذه الأفكار ضرورة تكوين فريق لكرة القدم، لأنها اللعبة الشعبية الأولى فى العالم، وتحظى باهتمام غالبية الجماهير.
نفذت الفكرة، لأن محافظة البحر الاحمر، التى يقع فيها منتجع الجونة، لا يوجد فيها فريق لكرة القدم يمثل هذه المحافظة الكبيرة، واعتبرت تنفيذ الفكرة نوعا من الخدمة لتلك المحافظة التى تحظى بشهرة سياحية عالمية، وكان من الضرورى تواجد فريق فى الدورى الممتاز المصرى، ووضعنا خططنا منذ البداية على هذا الأساس، لأننا لا نكتفى بمجرد التواجد، فهدفنا الوصول لأقصى درجات النجاح.
وأتصور أن الفريق حقق المطلوب منه فى وقت قياسي، حيث وصل لقمة كرة القدم المصرية فى أقل من 6 مواسم، بعد أن بدأ فى الدرجة الرابعة، وهو أسرع فريق فى تاريخ الكرة المصرية يصعد للدورى الممتاز.
■ كيف ترى فكرة أول ناد خاص لكرة القدم فى مصر؟
أى فكرة جيدة تطمح للنهوض بالرياضة فى مصر هى فكرة سيرحب بها الجميع، سواء القطاع الخاص أو القطاع العام.
■ هل كنت تفكر فى صعود الفريق للدورى الممتاز قبل خمس سنوات؟
قلت إن هدفنا من البداية هو وجود الفريق فى الدورى الممتاز، وكنا نعمل جاهدين لتحقيق هذا الهدف، ولنا آمال فى أن يحقق الفريق النجاح والجماهيرية، خاصة أنه يقع فى محافظة لم تعرف فى تاريخها فريقا فى الدوري، وواثق من مساندة الجماهير وهو ما اتضح فى الموسم الماضي.
■ ألم تفقد الأمل فى تحقيق حلم الصعود للدورى العام؟
كنت أعرف أن تكوين فريق قادر على الصعود للدورى الممتاز يتطلب وقتا وجهدا كبيرين، بالإضافة الى عدم التعجل فى تحقيق الهدف.. وأرى أن الفريق حقق هدفه فى وقت قياسى لم يكن يتوقعه البعض.
■ بعد تأخر الصعود، ألم تفكر فى التراجع عن فكرة نادى كرة القدم؟
الصبر مفتاح الفرج، ولم أفقد الأمل فى الوصول للهدف المنشود، كما أن الفريق لم يتأخر بالشكل الذى يجعلنا نفقد الأمل فيه. ففى منتصف الموسم قبل الماضي، تعاقدنا مع إسماعيل يوسف، مدرب منتخب مصر الأسبق، لتولى مهمة الفريق، وتعاقدنا معه لمدة موسم ونصف، حتى نمنحه الوقت والاستقرار المطلوبين للنجاح. ونجح فى الموسم الماضى فى قيادة الفريق للصعود، بعد أربع سنوات فى الدرجة الأولى ب.
■ ألم تفكر فى تغيير الجهاز الفنى بعد الصعود للدورى الممتاز؟
لماذا نفكر فى التغيير ولدينا مدرب له تاريخ كبير، مثل إسماعيل يوسف، قائد فريق الزمالك، ونجم منتخب مصر الأسبق، وتولى تدريب منتخب مصر على مستوى الناشئين والشباب حتى وصل الى المنتخب الأول. بما يعنى أنه يمتلك خبرات كبيرة، تكفى لنجاحه مع الفريق.. وأنا مقتنع بأن الاستقرار هو أساس أى نجاح.
■ هل ترى أن كرة القدم فى ناد خاص يمكن أن تحقق أرباحا؟
فريق كرة القدم، مثله مثل أى مشروع آخر له مصاريف وموارد، ومع وضع خطة إستراتيجية صحيحة يمكن أن يحقق أرباحا فى المستقبل، إذا تم التعامل معه بشكل صحيح، وغير متعجل لتحقيق أرباح.
■ ما هى تصوراتك لفريق الكرة مستقبلا؟
أتصور أن الفريق سيكون مفاجأة الدورى المصرى هذا الموسم، بعد أن نجحنا فى الحفاظ على استقرار الجهاز الفني، وتعاقدنا مع مجموعة جيدة من اللاعبين الجدد، وأصبح لدينا فريق متجانس، وهو ما اتضح خلال فترة الإعداد التى خاضها فى معسكر سويسرا.
■ هل أنت مع خصخصة الأندية الشعبية؟
أنا مع تقديم إمكانيات للرياضة والرياضيين تحت إشراف إدارى محترف.. وهذا يحدث فى القطاع الخاص أفضل من الأندية الشعبية التى تعانى من أزمات مالية، بدليل أن هناك أصواتا فى الشارع الكروى المصرى تنادى منذ فترة بضرورة إعادة النظر فى وضع الأندية الشعبية.
■ متى سيحقق الفريق أرباحا؟
عندما يتحول إلى علامة تجارية، لأنها تحمى حقوق الأندية، وهو أمر غير معمول به فى الأندية المصرية، على عكس الأندية الأوروبية. وأتصور أنه مع الوقت سيتحقق هذا الأمر، بعد أن عرفت الكرة المصرية طريق الاحتراف.
■ هل تفكر فى طرح الفريق فى البورصة؟
فى الوقت الحاضر لا أفكر فى ذلك، لأن ظروف وقوانين الرياضة المصرية لا تسمح بذلك. ولكن مجال الرياضة ديناميكي، وكل مرحلة لها قراراتها.
■ هل ترى أن فكرة الأندية الخاصة يمكن أن تتكرر فى مصر؟
لم لا.. خاصة أن نجاح تجربة فريق الجونة ستشجع الآخرين على تكرارها، وستتزايد الرغبة فى حال تحقيق الفريق نجاحا فى الدورى الممتاز.
■ ألا ترى أن فكرة ناد خاص بعيدة عن مجال عملك؟
الأساس فى عملى هو توفير المناخ المناسب لتكوين مجتمعات سليمة على المستوى الاجتماعى والرياضى والثقافى والبيئي.. وهذا عمل مستمر يعتمد على متطلبات المجتمع.. وكرة القدم تحولت الى بيزنس فى ظل عصر الاحتراف الذى تعيشه كرة القدم المصرية منذ 20 عاما.
■ هل تتوقع أن يتكرر الأمر فى العائلة؟
لا.
■ هل فكر نجيب ساويرس فى شراء أسهم نادى روما الإيطالى؟
نجيب لم يفكر فى شراء أسهم نادى روما، وقد نفى ما تردد عن ذلك فى حينه.
■ هل لو طرحت فرق الدورى المصرى للبيع، هل تفكر فى شراء أى منها؟
لماذا أفكر فى شراء فريق آخر ولدى فريق الجونة؟ وهو بالنسبة لى ليس مجرد فريق لكرة القدم، ولكنه ناد يمثل مدينة الجونة والبحر الأحمر.. وهذا ما يجذبنى إليه.
■ كيف تربح كرة القدم؟
قلت إن كرة القدم ستربح عندما يصل الفريق ليكون علامة تجارية، وبدون ذلك سيكون الأمر صعبا.
■ هل سيظل النادى متخصصا فى كرة القدم؟
نعم.
■ هل الاستثمار الرياضى فى مصر ناجح؟
نعم، ولكن ينقصه الحرفية.
■ لماذا فكرت فى الاستثمار فى فريق لكرة القدم؟
لأن كرة القدم هى اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم.
■ لماذا قررت إنشاء فريق جديد، ولم تشتر فريقا قائما بالفعل؟
لأننى كنت أبحث عن فريق يمثل مدينة الجونة ومحافظة البحر الأحمر.
■ ما المكاسب المتوقعة للكرة المصرية من وراء الأندية الخاصة؟
الرياضة صناعة تحتاج إلى إدارة وموارد بشرية ومالية، وهو ما توفره الأندية الخاصة لوجود المناخ المناسب لإنشاء فريق سليم يستطيع المنافسة، وتحقيق مكاسب مادية، وهو ما يثرى كرة القدم، ويحقق أرباحا كبيرة فنية ومادية.
■ هل تفكر فى إنشاء استاد جديد فى البحر الأحمر؟
الاستاد جاهز، وقد تم تحسينه، وزيادة سعته إلى 12 ألف متفرج.