شن عدد من السياسيين والمثقفين وممثلي المنظمات المصرية الأمريكية، هجومًا على ما سموه "قمع الحريات في مصر" خلال مؤتمر «مستقبل الديمقراطية في مصر» الذي نظمه تحالف المصريين الأمريكيين بجامعة «مدينة نيويورك» اليوم السبت، ووصفوا وضع الديمقراطية في مصر بأنه "متدن إلى حد كبير"، وفوجئ ضيوف المؤتمر من سياسيين وإعلاميين بحضور الدكتور «سعد الدين إبراهيم» رئيس مركز ابن خلدون، على الرغم من عدم تلقيه دعوة من المؤتمر.
وقال «محمود الشاذلي» رئيس منظمة التحالف (المصري – الأمريكي)، إن هناك إستراتيجية يتم تطبيقها حالياً تعمل على تحسين أوضاع المجتمع المصري اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وترسيخ وتعليم الديمقراطية، موضحاً أن هناك 7 ملايين مصري يعيشون خارج مصر ولا يتمتعون بحرية التصويت في الانتخابات واختيار رئيس الدولة، لافتًا إلى أن الدستور المصري لا يعطى المواطن الذي يعيش بالخارج أحقية اختيار رئيس الجمهورية.
وتابع «الشاذلي»،"أرسلنا وفدا من التحالف يضم 14 عضواً لمقابلة البرادعي في بوسطن لدعوته لحضور المؤتمر، إلا أن ارتباطاته حالت دون الحضور"، ولكنه في الوقت نفسه اعتبر غياب البرادعي شيئا إيجابياً لصالحه، حتى لا يحسب على أي جهة، وأضاف أن المؤتمر يناقش، على مدار أربع جلسات، القاعدة القانونية لمصر الحديثة وتتحدث عن القانون والدستور، أما الموضوع الثاني فهو أزمة الشرعية وآثارها على العالم العربي، وثالثًا الديناميكية الداخلية للسياسة في مصر ورابعا الثقافة وآثارها في تطور المجتمع.
وأعلن «الشاذلي» عن خطة ينظمها التحالف، ولا تمثل أي اتجاه ائتلافي أو سياسي، تهدف إلى تغيير الدستور المصري وإحداث حراك سياسي بعيداً عن الاحتجاجات والإضرابات، وقال إن التحالف (المصري – الأمريكي) هو المنظمة الأهلية المصرية الوحيدة بأمريكا التي تؤثر على السياسة الأمريكية، ومن يحركها هم مواطنون ولدوا في أمريكا، وأوضح أنه لا أحد يستطيع التشكيك في أهداف التحالف، قائلاً، "إنه لا يحصل على أي دعم مالي من أمريكا ولا من أي جهات أخرى، وإنهم يدفعون من جيوبهم لعقد مؤتمرات ولجان ومحافل.
وعن رد فعل المنظمات المصرية الموجودة بأمريكا حول قرار الحكومة المصرية مد العمل بقانون الطوارئ، أعلن «الشاذلي» عن تشكيل لجنة لصياغة بيان يدين القرار ويوضح موقف التحالف من التمديد، وقال الشاذلي إن المؤتمر لم يوجه دعوة للدكتور« سعد الدين إبراهيم» لحضور المؤتمر، إلا أن سعد الدين قام بتسجيل اسمه عن طريق الموقع الإلكتروني للتحالف، لافتاً إلى أنه لا يمكن لتحالف المصريين في أمريكا أن يرفض حضور أي مصري.
من جانبه قال الدكتور «أسامة الغزالي حرب» رئيس حزب الجبهة الديمقراطي، إنه لأول مرة في مصر يتم تشكيل تجمع مصري فعال غير معارض، لا يفرق بين مسلم ومسيحي، مؤكداً أنه ضد أي تشويه يحدث لبعض العناصر، ويرفض أن تتهم الحكومة المصرية أي مصري يعيش في أمريكا ويتحدث في السياسة وفى تحسين مستقبل الديمقراطية في مصر، بأنه عميل ويتدخل في الشئون الداخلية للدولة.
وقال الدكتور «حسن نافعة» منسق الجمعية الوطنية من أجل التغيير، إنه على الرغم من أن المؤتمر يضم نخبة من السياسيين إلا أن استضافة جامعة مدينة نيويورك له أعطته الصفة الأكاديمية والبحثية، فيما أوضح المستشار «محمود الخضيري» عضو الجمعية الوطنية للتغيير، أن دعوة المؤتمر لجمال مبارك، وصفوت الشريف، وفتحي سرور، كانت شيئاً ضرورياً حتى يسمع الجميع آراءهم حول التغيير في مصر، محذراً، في الوقت نفسه، من استمرار الأوضاع السياسية في مصر لمدة 6 سنوات مقبلة، مؤكدا أن الوضع سيكون خطيرًا.