ولد الكاتب الساخر محمود السعدني، في ٢٨ فبراير ١٩٢٨بالجيزة، اختار لنفسه اسم «الولد الشقي»، كما اختاره ليكون عنوانًا لسيرته الذاتية، التي صدرت في 6 أجزاء، كان الأول والثاني تحت عنوان «الولد الشقي» والثالث بعنوان «الولد الشقي في السجن» أما الرابع فكان بعنوان «الولد الشقي في المنفي»، فيما كان الجزء الخامس بعنوان «الطريق إلى زمش»، وكان الجزء السادس بعنوان «ملاعيب الولد الشقي».
ومحمود السعدني هو عميد ظرفاء العصر، وأحد أقطاب الكتابة الساخرة في مصر، غير أنه في نفس الوقت كاتب رفيع في مجال الذكريات والتاريخ ونذكر له كتابه البديع ألحان السماء، الذي يعد أول وأدق تاريخ لنخبة من قارئى القرآن وأقطاب التواشيح الدينية، وكان في مطلع حياته في الخمسينيات شارك في الندوة الأسبوعية الشهيرة بمقهى عبدالله الشعبية بميدان الجيزة، وكان من روادها زكريا الحجاوي، ومحمود حسن إسماعيل، وعبدالرحمن الخميسي، ونعمان عاشور، والدكتور على الراعي، وصلاح عبدالصبور، ونجيب سرور، ورجاء النقاش.
خلد السعدني حوارات ذلك المقهى في كتابه مسافر على الرصيف، وبدأ السعدني مسيرته الصحفية بالكتابة في مجلة «الكشكول»، وفي «جريدة المصري»، كما شارك في تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية في مصروخارجها، وترأس تحرير مجلة «صباح الخير»، وأصدر هو ورسام الكاريكاتير طوغان مجلة هزلية أغلقتها الرقابة.
شارك السعدنى في الحياة السياسية في عهد عبدالناصر وأيد الثورة، وعمل في جريدتها (الجمهورية)، وعقب وفاة عبدالناصر وخلال ما عرف بثورة التصحيح التي قام بها السادات، تم اعتقاله لعامين وأُفرج عنه مع قرار بفصله من «صباح الخير»، وتم منعه من الكتابة، وغادر مصر متنقلًا بين أكثر من دولة عربية، بدءًا من بيروت ثم ليبيا، ثم أبوظبى، ثم استقر في لندن، وهناك أصدر ورأس تحرير مجلة «٢٣ يوليو».
عاد إلى مصر في ١٩٨٢ بعد اغتيال السادات، وكان قد كتب للإذاعة في السبعينيات مسلسل «الولد الشقى» في ثلاثة أجزاء، وقام ببطولته الممثل الشهير محمد رضاو شقيقه صلاح السعدني وصفاء أبوالسعود، وفي ٢٠٠٦ ثقل عليه المرض فاعتزل العمل الصحفي، إلى أن توفي «زي النهارده» في الرابع من مايو ٢٠١٠.