x

قطر توقع صفقة لشراء 24 مقاتلة «رافال» الإثنين..و«هولاند»: بشرى سارة (تقرير)

الأحد 03-05-2015 18:01 | كتب: أ.ف.ب |
تصوير : أ.ف.ب

مع توقيع صفقة بيع 24 مقاتلة فرنسية من طراز «رافال» لقطر، الإثنين، بحضور الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، تتأكد نجاعة الاستراتيجية الدبلوماسية التجارية الفرنسية، التي استفادت من امتعاض دول الخليج العربية من السياسة الأمريكية بإدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما.

وخلال أسابيع عدة، تمكنت شركة «داسو»، لصناعة الطائرات من إنهاء عشر سنوات من الفشل في تسويق هذه الطائرة المتطورة، ووقعت 3صفقات مهمة مع الخارج: منها 24 طائرة لمصر في فبراير الماضي، و36 أخرى للهند بعد شهرين، و24 طائرة لقطر، أي ما مجموعه 84 طائرة.

وقال الرئيس الفرنسي، «إنه نجاح» ليس لشركة (داسو) وحدها «بل أيضا للسلطات الحكومية والدبلوماسية الفرنسية»، كما أنها «بشرى سارة» للاقتصاد الفرنسي.

وكانت شركة «داسو» عجزت طوال السنوات العشر الماضية عن بيع أي طائرة «رافال» للخارج، وبقي سلاح الجو الفرنسي زبونها الأول والوحيد.

وتابع هولاند «حامت الشكوك طويلا حول هذه الطائرة، وربما كانت هناك رغبة بالتسرع»، في انتقاد ضمني لسلفه، نيكولا ساركوزي، الذي حاول جاهدا تسويق هذه الطائرة الفرنسية من دون جدوى.

وكانت البرازيل آخر من تردد في شراء «رافال» في 2013، خصوصا أنها تعتبر أغلى ثمنا من منافساتها في سوق السلاح.

ويرى الخبير في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية الفرنسية، المحلل برونو ترتري، أن هناك 4 عوامل ساهمت في إتمام الصفقات الأخيرة. العامل الأول هو مشاركة هذه الطائرة بعمليات قتالية في مناطق حرب مثل أفغانستان والساحل الإفريقي وليبيا والعراق، حيث حققت «نجاحات مؤكدة».

العامل الثاني، هو التنسيق الممتاز بين الحكومة والشركة المصنعة «والعمل بعيدا عن الأضواء وتجنب الإعلانات المتسرعة».

العامل الثالث، ودائما بحسب ترتري، يتمثل في كون «النجاح يجر النجاح، ومع موافقة مصر كرت السبحة».

أما العامل الرابع والأخير فهو «مرتبط بشكل خاص بدول الخليج العربية التي تعتبر أن هولاند كان ثابتا في مواقفه، وهي تقدر كثيرا موقفه الحازم صيف 2013 عندما كان مصمما على تأديب» الرئيس السوري، بشار الأسد، على استخدامه الأسلحة الكيميائية، لولا تراجع الإدارة الأمريكية، على الرغم من أن أوباما أكد أن استخدام الأسلحة الكيميائية «خط احمر».

ويضيف ترتري «أن دول الخليج وخصوصا السعودية لم تهضم التخلي السريع للإدارة الأمريكية عن الرئيس المصري، حسني مبارك في فبراير 2011، وشكل هذا الأمر صدمة لها».

من جهته، قال رئيس المؤسسة الدولية للدراسات الإستراتيجية في لندن، فرنسوا هيسبورج، إن «كل دول المنطقة تتذكر ما حصل عندما اجتاحت تركيا 1974 القسم الشمالي من قبرص، فأوقف الأمريكيون تسليم قطع غيار للطائرات التركية من صنع أمريكي».

وأضاف هيسبورج «كما تبين لدول الخليج أن فرنسا كانت متشددة في مفاوضاتها مع إيران» حول الملف النووي لطهران «في حين كان الأمريكيون أكثر ليونة».

وقال وزير الدفاع الفرنسي، جان ايف لودريان، في مقابلة نشرت، الأحد، في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، إن باريس «في هذه المنطقة من العالم تنتهج إستراتيجية منسجمة ومفهومة».

ويبدو أن فرنسا عرضت نفسها لانتقادات من منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان لدى توقيعها هذه الصفقات.

كما لا يمكن تجاهل التأثير الاقتصادي لصفقات «رافال» هذه حيث تعاني فرنسا من نمو متباطئ. وقال وزير الدفاع الفرنسي في هذا الإطار، إن صادرات السلاح الفرنسي في ارتفاع مضطرد خلال السنوات الثلاث الماضية، حتى وصلت قبل منتصف العام الحالي إلى «أكثر من 15 مليار يورو».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية